عقدت ندوة حرمون الثقافية حلقتها “الصدمة والتعامل معها”، وحاضر فيها الباحث النفسي داني غسان شربل، نهار الجمعة 10 آذار الحالي، وشدّد على “ضرورة التعبير عن تفاصيل الصدمة الحسية والنفسية لتجنب الوقوع في اضطراب ما بعدها”.
وقدمت المحاضر شربل الشاعرة الإعلامية اللبنانية مارينا ابراهيم سلوم، متحدثة عن سبب اختيار العنوان من الظروف المأسوية التي يعانيها اهلنا جميعاً، بخاصة في لبنان وسورية وفلسطين، ناهيك عن كارثة الزلزال التي توجت المآسي بمآس طبيعية، سوّت أحياء ومدناً وقرى، ونكبت عائلات بكاملها، لكنها في المقابل استنفرت روح الخير في شعبنا والعالم بأبهى مظهر من مظاهر نبل الإنسان. وقدمت المحاضر معرفة عن تخصصه ونشاطه.
شربل
وتناول الباحث النفسي داني غسان شربل عنوان “الصدمة والتعامل معها”، وانطلق بالتدريج إلى محاور الملف، وهي الاتية:
1- تعريف الصدمة
– هو كل حدث يختبره الفرد خارج نطاق الخبرة الاعتيادية اليومية، وفيه تهديد وخطر على الحياة أو يكون الفرد شاهداً لتهديد معين وخطر على حياة الآخرين. مثلا حصول: حادث سيارة، انفجار، اغتصاب، كوارث طبيعية (زلازل، حرائق…).
وأضاف:
– لا يستطيع الجهاز العصبي المركزي استيعاب الصدمة مما يُعيق معالجة ودمج الذكريات الصادمة ضمن الأطر العقلية الواعية.
الاستجابة للصدمات
وتابع شارحاً آلية الاستجابة للصدمات، فقال:
- يوجد في الدماغ نظامان، نظام هادئ ونظام هائج، إن تسجيل الذكريات يدخل ضمن النظام الهادئ فهو يسجل أحداث السيرة الذاتية بأسلوب مفصل حياديّ بعيد عن العاطفة وفي سياقها الزماني – المكاني، وظائف تلك المنطقة يمكن التحكم بها.
- أما النظام الهائج فيتصل مباشرة باستجابات الخوف الغرائزية، إنها سريعة، مباشرة وغير مرنة.
ولفت إلى أنه “على اثر الصدمة يتعطل المسار بين النظامين، حيث يتوقف المسار الطبيعي لمعالجة المعلومات، ويبقى النظام الهائج مسيطراً، حتى يزول الخطر. بينما النظام الهادئ يعطل ويوضع في الخلفية، ويقوم الدماغ بتحفيز عملية كيميائية تسبب ردة فعل”.
ماذا يحدث في نطاق الجسد
وعما يحدث في نطاق الجسد قال الباحث شربل:
“ان ردة فعل او الاستجابة للخطر تطلق مجموعة من هرمونات الضغط النفسي أهمها الكورتيزول، التي تقوم بردات فعل عديدة في الجسم مثل رفع نسبة السكر في الدم، ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب وإضعاف القدرة على الهضم، صداع، غثيان، آلام في الظهر والكتفين”.
الاعراض النفسية والمعرفية
وأشار شربل إلى الاعراض النفسية والمعرفية : “القلق، التوتر، فرط الحذر، ظهور حالة من النسيان والخلط الذهني، طغيان الحدث على تفكير المريض.
– احلام متكررة متعلقة بالحدث الصادم.
– تجنب المنبهات التي تذكر بالحدث الصادم.
ومضات الذكريات، أي مشهد، رائحة، شيء معين يذكر بالحادثة، Flashbacks “.
الإسعافات النفسية الأولية
وعن الإسعافات النفسية الأولية شرح الباحث المحاضر بأن:
- – تسمح الإسعافات النفسية الأولية وتحديداً التقنية الجماعيّة بالتكلم وتبادل الأفكار والمشاعر للناجين من الحدث الصادم بعد حدوث الصدمة بوقت قصير يديرها الأخصائي النفساني ويكون مدرباً للقيام بذلك.
- – والهدف هو التخفيف من حدة الاعراض من خلال النقاش الجماعي والتنفيس الانفعالي؛ وهذا من شأنه أن يجنب الناجين من الدخول في اضطراب ما بعد الصدمة فتتم معالجة المشاعر والذكريات وإدماجها في النظام الهادئ فيتمّ استيعابها بسرعة بعد الصدمة.
– في سياق الجلسة يتحدث الناجون عن الخبرات الحسية (مشاهد، روائح، الأصوات ) كما العوارض النفسية والعاطفية (الخوف، القلق….).
دور الإعلام أثناء الكوارث
وشدد شربل على دور الإعلام أثناء الكوارث، بالنقاط الآتية:
- – إن حساسية الموقف أثناء الكارثة تجعل من أسلوب صياغة الخبر صانعة لتوجهات الجمهور.
- – مثال ذلك: خبر سقوط انفرس البلجيكية في الحرب العالمية الثانية.
- – الصحافة الألمانية: استقبلت انفرس القوات الألمانية بقرعها أجراس الكنائس.
- – الصحافة الإنجليزية: القوات الألمانية أجبرت الرهبان على قرع الأجراس.
– يلعب الإعلام أعباء الوقاية الاجتماعية (نفسية – سياسية –صحية)، ذلك انطلاقاً من أن الحدث المتخيل والمتوقع يكون أقل وطأة وضرراً من الحدث المفاجئ وغير المتخيل.
وعرض لإرشادات عامة للتعامل مع القلق الناجم عن الصدمات، منها:
- – الأكل الصحي.
- – ممارسة الرياضة.
- – التخفيف من التعرّض للأخبار السلبية المتعلقة بالحدث الصادم، خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
- – النوم الكافي.
- – اللجوء إلى صديق حميم، حبيب، العائلة للتحدث عن الحدث الصادم.
- – تقنيات التأمل والتنفس.
- – العلاج النفسيّ عند الحاجة.
مداخلات وأسئلة
وتلقى الباحث داني غسان شربل باقة من المداخلات والأسئلة من الحضور.
وتم إصدار شهادة تكريم للباحث شربل وشهادة لمقدمة المحاضرة الشاعرة مارينا ابراهيم سلوم وشهادات مشاركة للحضور.