زاهدة العسافي
مربية من العراق
اقتصر التعليم في بلداننا العربية بعد الألفية الثانية في المدارس على المناهج العلمية بشكل دقيق وتراجع الاهتمام بالدروس الفنية والبدنية وأصبح شبه معدوم فيكون درس التربية الفنية أو التربية الرياضية درساً فارغاً “شاغراً” لا يحضره المعلمون عموماً، في حين غاب الإدراك ان العقل السليم في الجسم السليم، وأن الجسد له ذاكرة وكلما تحركت خلايا الجسم تحركت خلايا العقل واصبح النمو في الخلايا أوسع وأكبر.
الرسم مثل الرياضيات، بل أكثر أهمية والتربية الرياضية لا تقل أهمية عن الأحياء فهي سلسلةُ واسعة، لذلك عصر التكنولوجيا الحديثة شجع الأطفال والشباب على الكسل وعدم الحركة والاتكالية ليصبح هم الطالب الوحيد بعد انتهاء الحصص الرجوع الى الهاتف، ونسيت الطالبات أنهن فتيات نسين الحياكة والخياطة وإبداعاتها وإنجازها الجميل الذي يزيد النفس ثقةً وعنفواناً، ونسي الاولاد الرسم والسباقات البدنية للطلبة في التايكواندو والجري وكرة السلة وغيرها من الألعاب ليصبح الكسل هو لغة الجسد بدل الحركة وتحقيق الأهداف السامية والمشاركات في النشاطات الإنسانية والتطوعية التي تعزز في نفوسهم قيم الفضيلة والرأفة والتماسك الاجتماعي.
هذه النشاطات التي كانت توصل اجيالاً الى الميداليات الذهبية والفضية على مستوى العالم وكانت الطبيعة ساحة كبيرة للخروج والتنزه ورؤية الحياة كيف تبدأ في الأشجار وكيف يكون قطف ثمارها اليانعة، وكيف أن الحقول دربت الآلاف من الشباب على تحمل المسؤولية وقوة البدن وكانت الساحات في القرى مكاناً لركوب الخيل والتجوال عبر الزمن..
وأخرجت تلك الظروف العفوية وأنفاس الطبيعة وينابيع الخير داخل النفوس رجالاً تفوقوا وأبدعوا في مجالاتهم مثل نجيب محفوظ وتوكل كرمان وأحمد زويل وغيرهم من المبدعين.. الذين كانت هواياتهم تاريخاً ونتاجاً وإبداعاً تعلقت في جبهة الأيام مثل قناديل رمضان الذي يستبشر بها الناس خيراً.
وقد ثبت أن الهوايات تظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل ويمكن تمييزها من قبل الأهل عند اختياره لنوع محدد من الهدايا أو قبوله اللعب على نوع من اللُعب تلك التي تنمي فيه التركيز وتحمل المسؤولية ومواصلة ما يصبو اليه وتعودّه على العمل الجماعيّ واكتساب الخبرات وبناء علاقات واسعة وثابتة مع أقرانه وبمتابعة الأهل يمكن إبعاده عن أصدقاء السوء لتجنبه الوقوع في الزلل والابتعاد عن مواطن الفشل.
هذه المسؤوليات كلها تبدأ من الأسرة وتمر بالمدرسة وتنتهي بالمجتمع حيث إن التعلم لا يتوقف في عمر معين بل يبقى الانسان يكتسب خبراته مع النضج والوعي ونمو الإدراك ليكون مؤهلاً على اتخاذ القرارت الصائبة والمواقف الصحيحة في كل ما تصادفه في الحياة.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
محاضرات حرمون – DXN
https://chat.whatsapp.com/JbVdC6tDtFa3Os7TKYOaIm
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat. whatsapp. com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat. whatsapp. com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox. com/lb/haramoon/?cs=lb. haramoon&played=1