يحيى دايخ*
“صوماليا لاند” أو “أرض الصومال” أو “جمهورية” أرض الصومال أيً كانت التسمية، هو إقليم في شمال غرب الصومال أعلن انفصاله من facto منذ 1991 بعد انهيار الدولة الصومالية في الحرب الأهلية، وادّعى استقلاله واستعادة كيانه السابق (الذي استمر 5 أيام عام 1960 قبل الاتحاد مع الصومال).
رغم ذلك، ظل الإقليم بدون اعتراف دولي رسمي حتى نهاية كانون أول 2025، عندما أصبح الكيان المؤقت الإسرائيلي أول دولة تعترف به كدولة مستقلة وذات سيادة ضاربةً بالحائط مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية. [1]
إقليم “صوماليا لاند” يتمتع بحكم ذاتي واستقرار نسبي مقارنة ببقية الصومال، لكنه جزء من الأراضي التي تعتبرها الحكومة الفيدرالية في مقديشو جزءًا لا يتجزأ من سيادتها وشددت على رفض الاعتراف “الإسرائيلي” باعتباره انتهاكًا لسيادة الصومال ومبادئ القانون الدولي. [2]
*أولاً. المخاطر العسكرية والأمنية لأي وجود “إسرائيلي” في صوماليا لاند*
1.*الموقع الاستراتيجي*
صوماليا لاند تطل على خليج عدن والممر المائي الحيوي لباب المندب، الذي يمر عبره نحو ثلث التجارة البحرية العالمية، ويمثّل بوابة بحرية حرجة بين المحيط الهندي والبحر الأحمر. [1]
2. *المخاطر المحتملة*
*أ. توسيع النفوذ العسكري الإسرائيلي*
فرضية وجود قاعدة أو تموضع لوجستي في صوماليا لاند قد يمنح العدو الإسرائيلي قدرة على:
– رصد ومراقبة اليمن (خصوصًا الحوثيين) وحركة السفن في مضيق باب المندب.
– دعم العمليات الأمنية والإستخباراتية بعيدًا عن حدودها التقليدية، ما قد يزيد من التوتر الأمني في القرن الأفريقي. [3]
*ب. استفزاز القوى الإقليمية*
الاعتراف أثار رفضًا عربيًا وإسلاميًا واسعاً من دول مثل مصر، السعودية، تركيا، وغيرها، وكذلك من الاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، بحجة انتهاك مبدأ وحدة الأراضي وعدم احترام القانون الدولي. [2]
*ج. مخاطر التحريض على التوتر الداخلي*
في الأخبار المتداولة عن احتمال أن تكون صوماليا لاند جزءًا من مخطط لإعادة توطين فلسطينيين من غزة أثارت قلقًا هناك، وقد تستخدم الجماعات المسلحة (مثل حركة الشباب في الصومال) هذا كذريعة للتمرد أو الهجمات. [4]
*ثانياً. فرضيات وسيناريوهات تتعلق بخطة تهجير الغزاويين*
رغم أن الكيان الإسرائيلي لم يؤكد رسمياً أي خطة مثل هذه، إلا أن:
– تقارير إعلامية أشارت في 2025 إلى اقتراحات وتحركات تتعلق بإمكانية أن يكون الاعتراف جزءًا من مناقشات مع صوماليا لاند حول قبول الفلسطينيين كوجهة محتملة، وهو ما لاقى رفضًا واسعًا في الرأي العام الصومالي والسلطات هناك. [4]
*السيناريوهات المحتملة لهذه الفرضية*
– *سيناريو الرفض الكامل:*
صوماليا لاند ترفض أي محاولة لإعادة توطين الفلسطينيين خشية انقسام داخلي وتصعيد أمني.
– *سيناريو الاستغلال الاستراتيجي:*
الكيان العبري قد يستغل الاعتراف لتسويق صوماليا لاند كحليف إقليمي، ويحاول الضغط لتقديم بعض التنازلات، لكن دون التورط في ضد إرادة السكان المحليين.
– *سيناريو مشروع تهجير موسّع:*
إذا وصلت جهود العدو الإسرائيلي لدفع خطة مماثلة بدعم خارجي (سياسي أو مالي) ربما أمريكي وغيره، “رغم ردود الفعل الرافضة” قد يؤدي ذلك إلى توترات عميقة داخل الإقليم وفي المنطقة الإقليمية بالكامل.
*ثالثاً. المخاطر والسيناريوهات التي يمكن “لإسرائيل” استغلالها*
*أ. تعزيز موطئ قدم إستراتيجي*
وجود علاقات دبلوماسية مع صوماليا لاند يمنح الكيان الصهيوني قدرة على:
– الوصول إلى بوابات حيوية في البحر الأحمر (خليج عدن ومضيق باب المندب).
– مراقبة الأنشطة في باب المندب ومضيق هرمز (من منظور أمني إستخباراتي دولي).
– الحصول على مراكز وقواعد مراقبة جوية أو بحرية وحتى مطارات عسكرية تكون مناسبة للعمليات الاستخباراتية والأمنية. [3]
*ب. اختراق البيئة السياسية الأفريقية*
هذا الاعتراف قد يمثل محاولة لكسر عزلة الكيان الإسرائيلي في العالم الإسلامي، عبر تأسيس حضور في منطقة ذات غالبية مسلمة، وفك ارتباطها الجزئي مع بعض الدول العربية المعتدلة، خاصة بالتناغم مع *اتفاقيات إبراهيم*. [1]
*ج. التأثير على استقرار القرن الأفريقي*
باعتراف منفرد مثل هذا، تظهر هناك:
– مخاطر تصعيد الصراع بين مقديشو وعواصم دول المنطقة.
– خطر خلق دويلة موالية “لإسرائيل” أكثر فعالية من أرتريا وجنوب السودان في محيط حساس جيوسياسيًا، ما يعقد المشهد الإقليمي والدولي. [2]
*بالخلاصات الاستراتيجية العامة*
1. *إن اعتراف العدو الإسرائيلي بصوماليا لاند يشكّل سابقة دولية خطيرة*، وستكون له آثار على مفهوم السيادة الوطنية وآليات الاعتراف الدولية. [5]
2. الموقع الاستراتيجي القريب جداً من باب المندب يجعل للإقليم قيمة جيوسياسية إستراتيجية يحاول “الإسرائيليون” والأطراف الأخرى الاستثمار فيها أمنيًا واستراتيجيًا. [3]
3. المخاوف من توظيف الاعتراف في مشروع تهجير أو تغيّر ديموغرافي للفلسطينيين يطرح سيناريوهات خطيرة محتملة رغم رفضها القوي. [4]
4. الرفض العربي–الإسلامي والأفريقي يشير إلى احتمالية أن يؤدي هذا الاعتراف إلى ارتدادات أمنية وسياسية داخل المنطقة وخارجها. [2]
*مصادر ومراجع:*
1. Wikipedia: en.wikipedia.org/wiki/Somaliland?utm_source=chatgpt.com
2. Anadolu Ajansı: www.aa.com.tr/ar/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AD%D8%B5%D9%84%D8%A9/3782309?utm_source=chatgpt.com
3. The Times of Israel Blogs: blogs.timesofisrael.com/the-strategic-importance-of-recognizing-somaliland-for-israels-security/?utm_source=chatgpt.com
4. Al Jazeera: www.aljazeera.com/news/2025/9/8/somaliland-recognition-for-forced-transfer-of-palestinians-not-worth-it?utm_source=chatgpt.com
5. القدس العربي: www.alquds.co.uk/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81%D8%B6/?utm_source=chatgpt.com


















