تسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا في حدوث هبوط بأداء أسواق المال الخليجية نهاية جلسة الخميس الماضي والذي قد يستمر بالجلسات الأولى من الأسبوع القادم، بحسب محللون لـ”معلومات مباشر”.
وتوقع المحللون عودة أسواق الخليج للارتداد والصعود مع حلول نهاية تعاملات الشهر الجاري وسط السعي المعتاد لبعض المحافظ الاستثمارية لتحسين إغلاقات بعض الأسهم الكبري،
وعلى ذات الصعيد أيضاً، أشار المحللون إلى أن البورصة المصرية من المتوقع أن تواصل الصعود والتواجد بالمنطقة الخضراء خلال تعاملات الأسبوع المقبل ولاسيما مع قرب انتهاء الاكتتاب الخاص بالمصرف المتحد الذي دفع بعض المؤسسات لسحب السيولة من السوق مما أثر على اتجاهات المؤشرات سلباً بشكل مؤقت خلال معظم الجلسات الأخيرة.
تداولات الأسبوع
ومع نهاية تعاملات جلسة الخميس الماضي والأسبوع الثاني من شهر نوفمبر ككل، سجل المؤشر العام للبورصة السعودية “تاسي” تراجعاً يوميًا بنسبة 0.23% فيما ارتفع أسبوعيًا بـ 0.4%.
وحقق مؤشر بورصة قطر أدنى إغلاق يومي في شهرين وتكبد ثاني خسارة أسبوعية، كما سجل مؤشر بورصة الكويت الأول ثاني خسارة يومية على التوالي فيما حقق رابع مكاسب أسبوعية على التوالي، وتكبد مؤشر فوتسي لسوق أبوظبي للأوراق المالية أكبر خسارة يومية في شهر ونصف، وهبط مؤشر سوق دبي المالي من أعلى مستوياته في 10 سنوات.
أما عن أداء البورصة المصرية فقد ارتفعت مؤشراتها بشكل جماعي في ختام جلسة يوم الخميس الماضي، ليستقر المؤشر الرئيسي عند مستوى 30631.8 نقطة.
أسباب رئيسية
وبدوه، أوضح إبراهيم الفيلكاوي مستشار التحليل الفني لأسواق المال، لـ”معلومات مباشر”، إن تزايد الأخبار والتقارير عن تطورات الأحداث الجيوسياسية كان سببا رئيسياً في استمرار زيادة عمليات جني الأرباح بأسواق الخليج ودخولها في مرحلة تصحيح فني اعتيادي.
وتوقع الفيلكاوي أن تعود الأسواق الخليجية خلال تعاملات الأسبوعين المقبلين مع امتصاصها لصدمات الأنباء عن التطورات الجيوسياسية الخاصة بروسيا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية.
وأشار الفيلكاوي إلى أن أي تطورات سلبية بشأن الهجمات الأوكرانية بدعم أمريكا وبريطانيا قد تكون سبباً في تباطؤ حركة صعود أسواق المنطقة التي ستعود وفقا للاتجاهات الفنية إلى طريقها الصاعد على المدى القريب والمتوسط وتستهدف مستويات أعلى.
وأكد الفيلكاوي أن الأمور في الأسواق الخليجية والاتجاهات ما زالت في إطار طبيعي من الناحية الفنية، مرجحاً أن تتوافق خلال الجلسات المقبلة مع اتجاهات زيادة المخاطرة بين المستثمرين إضافة للمكاسب بالأسواق العالمية ولاسيما بالأسواق الأمريكية “وول ستريت”.
وبنهاية تداولات الأسبوع الماضي، صعد “داو جونز” بنحو 1.95%، وزاد “إس آند بي 500″ بنحو 1.7%، و”ناسداك” بنحو 1.75%. وصعد “ستوكس يوروب 600” بأكثر من 1%. فيما سجلت مؤشرات “نيكي” و”توبكس” خسائر أسبوعية بنسبة 0.95% و0.55% على التوالي.
ولفت الفيلكاوي إلى أن المؤثرات الأساسية على الأداء بشكل إيجابي قبل نهاية تعاملات الشهر الجاري هي المراجعات الربع سنوية لتصنيف بعض الأسهم المدرجة بأسواق الخليج على مؤشرات الأسواق الناشئة كـ”فوتسي راسل” و “إم إس سي آي” “مورجان ستانلي سابقًا”.
اتجاهات فنية
من جانبه، أوضح محلل أسواق المال طارق عيسوي لـ”معلومات مباشر”، أن مؤشرات أسواق الخليج تتجه في مستهل تعاملات الأسبوع المقبل إلى الأداء السلبي مع سيطرة جني الأرباح عليها، مؤكداً أن استكمال عمليات جني الأرباح في تلك الفترة مستوجب من الناحية الفنية بعد مكاسبها القوية التي سجلتها خلال موسم إفصاحات الربع الثالث من العام الجاري.
وأشار إلى أن من الممكن أن تستمر أسواق الخليج في هذا الأداء المتباين المائل للتراجع حتى حلول منتصف شهر ديسمبر المقبل ليأتي ذلك بالتزامن مع قرب موسم النتائج السنوية ومن ثم حينها ستبدأ بورصات المنطقة التحرك إيجابياً من جديد.
إلى أين تتجه بورصة مصر؟
وخارج منطقة الخليج وعن بورصة مصر، أوضح محمد جاب الله عضو اتحاد الأوراق المالية وعضو مجلس إدارة رؤية لتداول الأوراق المالية إن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية لديه مستوى دعم هام واقع عند مستوى 31300 نقطة والتي بتجاوزها سيتأهل لتجاوز مستوى 31700 نقطة.
ويعتقد أن المؤشر الرئيسي سيتجه للصعود مرة أخرى بعد انتهاء الاتجاه العرضي من الناحية الفنية لاسيما مع حسم الفائدة بالتثبيت وانتهاء الضغوط البيعية المؤسساتية بانتهاء اكتتاب المصرف المتحد.
وأوضحت دعاء زيدان ، رئيس قطاع الاستثمار بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إن من المتوقع أن تستقبل البورصة المصرية خلال الأسبوع المقبل سيولة جيدة تزامناً مع انتهاء الطرح الخاص لأسهم المصرف المتحد بحلول جلسة الخامس والعشرون من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن من أبرز القطاعات التي من المتوقع أن تشهد نشاطاً في الأسبوع المقبل قطاع البنوك نظراً لحدوث عملية إعادة تقييم بعد الطرح المشار إليها إضافة لقطاع العقارات والانشاءات والنقل.
أسباب مؤهلة
وتوقع حسام الغايش، خبير أسواق المال أن انتهاء طرح المصرف المتحد يعد من ضمن الأسباب المؤهلة لعودة ارتداد البورصة المصرية بعد مرحلة الهبوط التي مرت بها الأسبوع الماضي بسبب هذا الاكتتاب الذي دفع بعض المتعاملين من المؤسسات للبيع لتوفير سيولة مالية للمشاركة به.
وأوضح أن من الأسباب المؤهلة لقرب ارتداد البورصة المصرية وعودة المؤشر الرئيسي لمستوى 31 ألف نقطة هي نتائج الأعمال الجيدة لأغلب الشركات المدرجة والتي تم الإعلان عنها بالآونة الماضية.