زياد العسل
(إعلامي لبناني)
يستمر رئيس حكومة “إسرائيل” بنيامين نتنياهو في حفلة الهستيريا التي لم يسبقها مثيل في التاريخ المعاصر، فعلى الرغم من أكثر من ٥٠ ألف شهيد ومثلهم من الجرحى والمفقودين في غزة، وعلى الرغم من التنكيل والتدمير الذي ينتهجهما في لبنان والٱلاف من الشهداء والجرحى، لم يرعوِ نتيناهو بل ما زال يهدد بإكمال الحرب لإنهاء حركات المقاومة وهذا ما يبدو أمراً محالاً على كل الصعد والمستويات.
المملكة العربية السعودية رفضت فكرة التطبيع طالما أن ثمة سياسة إقصائية إلغائية تدميرية ينتهجها بن يمين نتنياهو حيث أنه ثمة معطيات كتبت وكشفت عن عرض للتطبيع مع المملكة مقابل وقف إطلاق النار. وهذا ما رفضته المملكة جملة وتفصيلاً وسط هذا الشلال من الدماء والدمار الذي يحدث.
في هذا الصدد يقول الكاتب السياسي السعودي مبارك ٱل عاتي إن المملكة مهتمة بالملف اللبناني وهو ملف خلافي مع إيران، ولكن رغم هذا الأمر ثمة محاولات لإنهاء الصراع القائم، وهذا ما تقوم به الرياض في هذا الشأن. وعلى الرغم من الخلاف على جبهة الإسناد والمشاغلة التي قامت بهما المقاومة إسناداً لغزة، إلا أن ثمة رفضاً سعودياً لما يجري في لبنان من تدمير له وسط أصعب لحظات يمر بها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً في ٱن.
المملكة ترفض أي مفاوضات أو نقاش سياسي بأي تسوية مقبلة قبل وقف الدماء والحرب الدائرة في غزة ولبنان وفق العاتي، وهذا ما أبلغته قيادة المملكة للولايات المتحدة الأميركية وكل من فاتح القيادة السعودية المهتمة والحريصة على الملف اللبناني.
وزير الخارجية الفرنسي يقول: “لكي يحافظ لبنان على استقراره لا بد من رئيس للجمهورية، وهذا ما تسعى له دول عربية وغربية. وهنا تكمن أهمية انتخاب رئيس للجمهورية لإجراء التفاوض لتطبيق الـ ١٧٠١ وما سيتبع ذلك من إجراءات وتفاصيل تحدد معالم المعركة المقبلة، وهذا تسعى دول صديقة للبنان لوضعه على سكة البحث الجدي بالتفاوض مع “الحزب” من خلال رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
لا حل في المنطقة إذًا قبل وقف اطلاق النار من حكومة نتنياهو، وهذا ما بات مجمعًا عليه. فنتيناهو اليوم يستغل الفراغ الأميركي والانشغال بالانتخابات الرئاسية، وهو في الوقت عينه يحاول استثمار الوقت الذي بات يمزق كيانه ويعلي الصوت المناوئ له فيه، في ظل خسائر مادية وبشرية وأضرار كثيرة. فهل يرعوي رئيس الحكومة الاكثر تطرّفًا في تاريخ الكيان ام انه يأخذ المنطقة إلى بحور من الدّماء؟