مأمون ملاعب
البروباغندا الإعلامية الأميركية والأطلسية خلقت في أذهان البعض قيماً من خلال عبارات انتشرت مع موسيقى عالية وزينة ضخمة والكثير من المونولوج. عدد كبير من أفراد مجتمعنا أخذته البروباغندا مرة في القلق ومرة في الإحباط ومرة في الحماس بفعل المفردات الغربية الطنانة المزركشة الفارغة المضمون.
ما هي الحرية؟
هذا التزيّف وصل إلى حدود الدفاع عن الخونة تحت بند الحرية والرأي والرأي الآخر. كما وصل إلى الدفاع عن الشواذ وعن المفاسد التي تخرّب المجتمعات. هكذا أصبحت الحرية كلمة مطلقة جميلة الوقع والظهور قبيحة المغزى مؤذية للإنسانية. هذا الغرب الساقط أخلاقياً بعمل على تشويه ما تبقى من تماسك مجتمعنا بعد تفتيته وتقسيمه.
ما معنى الحرية إن لم تكن حرية المجتمع في الاشتراك بالإنسانيّة من خلال شخصيته وقيمه؟
ما هي الديمقراطية؟ مع الضجيج الإعلامي الأميركي تبدو الديمقراطية حلة جميلة يريدها الجميع. لو ننظر فقط لديمقراطيتهم التي جعلت اليهودية من خلال الإعلام والمال والمؤسسات الكبيرة تُمسك برقاب الناس. المواطن الأميركي مخيَّر بانتخاب المعتوه ترامب أو الخرف بايدن الذي استبدل بالعاهرة حسب اعترافها. ما معنى للديمقرطية التي ساوت بين النخب والحمقى في تقرير الحكم والمصير وأعطت للإعلام سطوة فوق القانون؟ لو أننا ندرك كيف نقيّم وندرس بوعي لا تحت تأثير الدعاية لوجدنا تفاهة أنظمتهم وديمقراطيتهم.
ما معنى حقوق الإنسان؟ هل ينطبق عليه ما ذكرناه عن الحرية؟ أم نزيد؟ أليس واضحاً أنهم لا يعتبروننا من الناس حين لا يعترفون بحقوقنا؟ حقوق الإنسان بالنسبة إليهم هي حقوق الأفراد بالانحراف والشواذ ولا يعترفون بالحقوق: حق المجتمع بأرضه وحقه باختيار نظامه وحقه بالسيادة وحقه بالمساواة بين الأمم.
أنا لا أنتظر من كل الناس أن تدرك كذب الغرب وسقوطه الأخلاقي وتفاهة مفرداته التي يظنها البعض قيماً، لكن أربأ بمن يدّعي الفهم والوعي والثقافة أن يتأثر لهم وينحاز إلى دعاويهم.
توقفوا عن المناداة بمفردات دون تحديد واستعملوها بدقة حيث تعبر عن مقاصدنا نحن فقط، ولن تكون الحياة لنا سوى عزيزة ولن يكون مجتمعنا إلا كما نريد والسلام.