مأمون ملاعب*
قال سعادة: ليس لنا من عدوّ يقاتلنا في حقنا وأرضنا وديننا سوى اليهود. يعترض البعض ويرى في المقولة مغالاة لكن المعترضين، يتجاهلون أيضاً آية من القرآن الكريم: “إن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود”. فهل في الآية مغالاة؟ يعود الاعتراض إلى أسباب ثلاثة:
* الشيوعية والأحزاب اليسارية.
* التاثير الإعلامي الأوروبي في الدعاية ضد العنصرية والتغني بالديمقراطية.
* اعتبار اليهودية ديناً خصوصاً من بعض الأحزاب الإسلامية.
قبل الدخول في تحليل أسباب الاعتراض لا بد من العودة إلى المقولة نفسها. العداوة في الحق والأرض. نحن شعب وجد على الأرض السورية منذ ما قبل التاريخ، وهذا الشعب أسس أولى الحضارات وقدّم للإنسانية الأبجدية، والشرائع، والتقويم، والعلوم الأولى إضافة إلى الزراعة والعمران واستمرّ جيلاً يرث الأرض والعمران من جيل. طبعاً طرأت على هذه الأرض هجرات وغزوات وحروب (الأكثر من بين كل الأمم). وهذه العوامل أدت إلى صيغة هذا الشعب وهويته. ملكية الأرض هي الحق الطبيعي لشعبنا في كل أجياله نحن مؤتمنون عليها من أجل أجيال لاحقة. بالمقابل فإن اليهود، ومن خلال ديانتهم، يعتبرون أن أرض كنعان (أرضنا) هي ملك لليهود جراء وعد من ربهم لإبراهيم. وقد تكرّر الوعد مع يعقوب. وقد جاء في الوعد أن يهوه يعطي شعبه غرساً لم يزرعوه ومدناً لم يبنوها ويطلب منهم تطهير الأرض من ساكينها (أي نحن). وفي الطلب كل الهمجيّة والتوحش (ابسلوا كل نسمة حياة فيها).
لم تقدّم الحركة الصهيونية أي جديد على ما ورد في التوراة. الحركة الصهيونية شكلت المؤسسة اليهودية التي وضعت آلية العمل لتحقيق الوعد. ليس إلا. لا تحمل هذه الحركة عقيدة أخرى أو أفكاراً أخرى غير ما ورد في التوراة، ولم تنطلق من فراغ بل من نفوذ يهودي كبير في دوائر القرار في أوروبا الغربية. والفاتيكان ومن قدرة مالية كبيرة لدى اليهود وبالأخص عائلة روتشيلد ومثيلاتها، وكل ذلك قبل مؤتمر بال وانطلاق الحركة.
من هذه النقطة اليهود هم من أعلنوا العداوة لنا مبرّرة بوعد من إله طوطميّ يقرّر نزع الحق من شعب ليعطيَه لغيره. يذهب البعض في توصيف الحركة الصهيونيّة على أنها حركة استعمارية ويقارنها بالاستعمار الأوروبي. وفي ذلك مغالطة كبيرة لأن الدول المستعمرة تملك جغرافيّتها وتذهب لاستعمار شعوب أخرى لغاية ترفيه شعوبها على حساب الشعوب المستعمرة، لكن الصهيونيّة لا جغرافيا لها ولا تشكل شعباً إنها تريد طرد شعب من أرضها ليحل محله أصحاب إيمان بوهم، بوعد وثني، يريدون إبادة شعبنا، بحسب إيمانهم لتكون الأرض لهم فأين وجه الشبه؟ القول إنها حركة استعمارية هو تخفيف في وصفها.
أما القول إنهم أعداء في الدين فإن سعادة يقول: كلنا مسلمون لرب العالمين. مسلمون من خلال المسيحية أو بالمحمدية أما اليهود وبالعودة إلى القرآن فهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا أي أشد عداوة من الكفار ومن المشركين معاً.
يتبع