بمناسبة عبد الفداء القومي، الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاد انطون سعاده، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي،أصدر اللقاء القومي النهضوي، بياناً. جاء فيه:
“”حكاية الفداء” التموزي جزءٌ لا يتجزأ من تراث الأمة الحيّ والمستمرّ عبر التاريخ. الثامن من تموز له رمزية الشهادة في سياقٍ تاريخيٍ متصل بمراحل وحقبات تاريخية شكلت وتشكل تراثاً أصيلاً ينبع من منظومة القيم التي جسّدها إنساننا في وطننا وثقافتنا عبر الزمن.
في الثامن من تموز، ثبّت أنطون سعاده المنهج التاريخي في تجسيد قيمة “الفداء” والتضحية وتماهي الفرد وانغراسه في قلب قضايا مجتمعه وأمته وشعبه.
هذا التاريخ غدا عصياً على النسيان، لأنه ترسّخ في تلافيف الذاكرة الجماعية لأمة تأبى أن يكون القبر مكاناً لها تحت الشمس، أمة مصارعة مناضلة مكافحة تختزن داخلها مقوّمات الصمود والاستمرار كلّها، أمة حرةً هادية للأمم كما أرادها سعاده، عزيزةً تتنفس حريةً وشموخاً وأباءً، وتحملُ قيم الشهادة باعتبارها أقنوماً من أقانيم الحياة وثقافتها وقيمها ومناقبها وفلسفتها الأصلية.
في الثامن من تموز نؤكد أنّ “الفداء” منهج حياة يحمل قيماً ترتبط ارتباطاً عضوياً بفكرة الحياة، إذ لا قيمة لحياة دون حرية، ولا سبيل لحريةٍ دون صراع، ولا صراع دون استشهاد. فالشهادة هي القيمة المحورية التي تتركز فيها القيم كلّها.
ثمّة مَن يريد القضاء على هذه القيمة في وجدان شعبنا عبر إحداث إشكالية تناقض بين “الشهادة” و”الحياة”، وتساوي بين ثقافة “الشهادة” وثقافة “الموت”، كما تساوي تماماً بين ثقافة “الحياة” وثقافة “العيش”، إنها أزمة مفاهيم ابتليت بها الأمة، وهي تقف في قلب حركة الصراع.
في زمن انقلاب الصورة تغدو الحاجة ملحّة لتثبيت “المفهوم” وتركيز سلّم قيميّ يساعد في إعادة صياغة رؤية تكون مرتكزاً لسلوك الأمة حاضراً ومستقبلاً…
ثمّة استبداد فكري ظلامي يريد أن يسيطر على عقولنا عبر إيهامنا بأنّ فكرة “الحداثة” هي نقيض فكرة الانتماء، وأنها نقيض فكرة “الهوية”، ونقيض فكرة “المقاومة”، وثمّة مَن يريد إيهامنا بأنّ الحداثة تستوجب تعطيل حركة العقل والاستجابة والارتهان إلى منتوج “العقول المستوردة”.
والأخطر في محاولة تدجين وتعليب وعينا يكمن في إيهامنا بأنّ لغة الانتماء إلى التاريخ، إلى الجغرافيا، إلى وحدة الحياة، هي لغة خشبية، وأنّ لغة الشهادة هي لغة من خارج العصر…
الثامن من تموز ذكرى نستلهم منها وقفة العز التي وقفها سعاده على رمل بيروت دفاعاً عن كرامة هذه الأمة وعزّتها…
في الثامن من تموز، يوجّه اللقاء القومي النهضوي تحية صادقة إلى القوميين الاجتماعيين العاملين بصمت من أجل قضية تساوي وجودهم، وإلى كل الشرفاء على مساحات الوطن السوري، الى كل المقاومين المرابطين في الميدان، الى أهلنا الصابرين في غزة، وفي كل فلسطين، إلى شعبنا في لبنان والشام والعراق والأردن، وفي كل أرض قومية.
في الثامن من تموز، يحيي اللقاء القومي النهضوي الشهداء الأبرار، الجرحى والمصابين والأسرى في معتقلات الاحتلال الذين يعانون من ظلم الاحتلال وعدوانيّته.
أخيراً وبهدى شهادة المعلم يؤكد اللقاء القوميّ النهضويّ وفاءه للنهج التموزيّ، نهج الفداء والتضحية، ويؤكد العمل على ترسيخ هذا النهج في حزب سوري قومي اجتماعي واحد موحّد، وفاعل في مجرى الصراع من أجل نهضة الأمة ووحدتها وتحررها.
تاريخ 7/7/2024 اللقاء القومي النهضوي”.