خليل إسماعيل رَّمال
اليوم أُعيد نشر مقالي الذي كتبته الأسبوع الماضي بإضافة مستجِدَّة، لأننا كعرب أميركيين وصلنا لمرحلة الخطر الذي يُذكِّرنا بفترة هجمات أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١ من قبل جماعة الداعشي التكفيري الإرهابي بن لادن والتي دفع ثمنها الباهظ (أو بهظاً عظيماً حسب اللغوي العبقري نديم الجميِّل!) العرب المسلمون والمسيحيون (حيث لا فرق أمام العين الأميركية بين عربي مسلم أو مسيحي) ما عدا جماعة الوهابية السعودية رغم أنها أم الداعشية وأبوها!
المهم، العرب الأميركيون هم في مرحلة حرجة جديدة بعد دعوات النَّزِق ترامب وبعض الجمهوريين المجانين الأغبياء بأنهم إذا فازوا بالانتخابات سيقومون بترحيل الفلسطينيين الأميركيين! حتى ولو كانت هذه أضغاث انتخابية لكن الظاهر لم يتعلَّم هؤلاء، كربيبتهم إسرائيل تماماً، من دروس الماضي كتجربة سجن اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية أو إبادة أُمَّة الهنود الحمر أو محاولة سحق الأميركيين الأفارقة وباقي الأقلِّيات.
وما يزيد من خطورة موقف العرب الأميركيين هو محاولة كَمِّ الأفواه والرقابة على الكلام والمواقف المؤيدة لشهداء فلسطين، احتذاءاً بالنموذج الأوروبي الاستعماري الإمبريالي المجرم الذي كشف عورته تماماً ولم تعد تنفع أوراق التين بخصفها! لكن هناك تطورات إيجابية تحدث لأول مرة في أميركا يجب البناء عليها وهي انتفاضة جماعات يهودية كانت حتى بالأمس صهيونية متطرفة، ضد سياسات إسرائيل الإبادية مما يجعلها قوة مُسانِدَة للعرب الذين قد يحسمون نتيجة الرئاسة الأميركية في ولايات متأرجحة جداً مثل ميشيغن حيث كثافتهم الانتخابية عالية جداً. فبالإقتراع الكتلوي المتراص فقط نُحصُّل حقوقنا وما بعد غزَّة العِزَّة ليس كقبلها بتاتاً. لذا بالنسبة لي لن أقترع بعد اليوم لأحد في الحزب الأميركي الذي يحمل شِعار الحمار (مع أن الحمار أشرف من ذقون معظم الديمقراطيين) إلا إذا كان المُرشَّح مؤيِّداً لقضيتنا المُقدَّسة الأولى وقضايا العرب الأميركيين عموماً. يعني بصريح العبارة لا تصويت في تشرين الثاني (نوڤمبر) ٢٠٢٤ لرئيس حزب الدونكي مُروِّج الحرب، فحزبه أسوأ من حزب الفيل المعروف بأنه حزب المساطيل! (ألم تر كيف فعل ربُّك بأصحاب الفيل)؟!
فليعلم الحزبان الديكتاتوريان العنصريان غير الديمقراطِيَيْن اللذين يحرِّمان وجود لاعب ثالث (بشري)، أن لا دونكي ولا إليفانت على بياض بعد اليوم بل لكل حالة انتخابية خاصة لبوسها يتمّ من خلالها اتخاذ القرار بشأنها حسبما تقتضي المصلحة.
لنتَّعِظ من تجربة العرب الأميركيين في ميشيغن، مسلمين ومسيحيين! لقد ساهمنا مباشرةً بفوز حزب الحمير فوزاً ساحقاً في كل المواقع التنفيذية (حاكمية الولاية ومكتب الإدِّعاء العام وسكرتارية الولاية ومجلس النواب المحلي حيث حصدوا أغلبية المقاعد عدا عن نواب وشيوخ الكونغرس الأميركي) وذلك لأول مرة منذ ٣٠ عاماً! اليوم راق لأعضاء حزب الأتان الحكم بعد إقصائهم طيلة ٣ عقود وكل ذلك بفضلنا نحن العرب لكنهم كلهم بلا استثناء في الحزب المدمقرط وعلى رأسهم الليبرالي الكذاب بيرني ساندرز، وحتى الذين كانوا يدَّعون قربهم من العرب في ديربورن والجوار (بالوجه مراية وبالقفا صرماية) مثل النابية الغدارة ديبي دينغل والسناتور القليل الوفاء غاري بيترز وحاكمة الولاية الأقل وفاءً منه غريتشين ويتمار، باعونا بثمن بخس في أول امتحان وفي أول الطريق وتفوَّقوا على رئيسهم المُضيِّع بتوغلهم بدم أطفال فلسطين. ويتمار هذه التي ربَّحَتْنَا جميلة بأنها عيَّنَتْ بعض العرب الأميركيين في إدارتها، كانت أولى الراقصات في كنيس يهودي دعماً لـ”إسرائيل” بينما كانت غزة تُنحَر، وبرقصها الكاريوكي (نسبة لتحية كاريوكا) على جراحنا، بزَّت حتى ديما راقصة الرينغ نفسها!
واليوم هناك حملة شرسة شعواء من الكل بلا استثناء في حزب الحمار في ميشيغن المدين للعرب، ضد عضو الكونغرس الفلسطينية الأميركية رشيدة طليب لأنها استعملت شعار “فلسطين من النهر للبحر”.
قد يقول قائل: هذا الاقتراح قد يؤدِّي إلى فوز حزب من جَعَلَ كيدهم في تضليل، خصوصاً دونالد داك ترامب وهو أسوأ من الحالي بسنين ضوئية. ولهذا أقول هذا لا يهم حذاء طفل عربي شهيد ثم الوغد الذي تعرفه أفضل من الذي تتعرف عليه فكيف إذا كان بايدن قد خبرناه منذ ٤٠ عاماً وهو يعرِّف نفسه بنفسه بفخر واعتزاز على أنه صهيوني؟!
نحن نعلم أن الحزبين ما هما إلا “غائط كلب ومقسوم”، والخيار هو بين وغد ونذل لذا يجب أن نجد مرشحاً ثالثاً أفضل، لكن ما العمل إذا كان المرشح الثالث كينيدي هو أسوأ من السيِّئَي الذِكر مُجتمِعَيْن!
بكل الأحوال لا تجب مكافأة بايدن على ما فعله في غزَّة وبنا! هذه ليست دعوة لانتخاب ترامب لكنه قد يفوز حُكماً إذا صوَّتنا لمرشح آخر (حزب الخضر مثلاً) كما حصل بين بوش الأب وكلينتون حيث صبَّت أصوات المرشح الثالث آنذاك لصالح الصهيوني الليكودي كلينتون!
إذا حصل ذلك لا سمح الله، على الأقل دونالد داك ترامب النزق والوقح والعنصري نحن نعرفه وهو لا يخفي علينا حقارته وربما نخْبَر يوماً ما كيف نتعامل معه (نمِّي مُرَكَّب العظمة عنده الناجم عن دونية وعقدة نقص مُزمنة عندها تدخل في بالون مخه الفارغ) عدا عن أنه قد يحكم أميركا من السجن مما قد يكفّ يديه نسبياً، لكن رأس حزب الدونكي الثعلب الغدَّار لا يُؤمَن جانبه ويستهين بالناخبين العرب رغم أن معظمهم هم عادة يقفون معه لكنه بعكس الحمار، لا صبر له عليهم ولا على قضاياهم وإذا ساهمنا بإعادة إنتخابه نكون كمن يستحق الغدر!
اللهم إني بَلَّغت، فاختاروا جيداً أيها العرب في هذا الزمن المفصلي حتى لا نبقى لُقْمَة سهلة، فدورنا كبير ومسؤوليتنا أكبر لكي نقوم بنصرة قيمنا وقضايا أهلنا وعلى الجميع، كلٌ في موقعه، أن يساهم بدوره الفعَّال حسب إمكانياته!
ديربورن ٦ تشرين الثاني (نوڤمبر) ٢٠٢٣.
للانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1