في لغة المنطق والعقل الذي هو الشرع الأعلى لا يمكن الحديث عن “لبنان جديد” دون المرور بالتاريخ اللبناني الحديث المقاوم الذي أعاد للبنان موقعه الاستراتيجي واعتباره كدولة موجودة على خريطة الأمة التي حاول العدو الإسرائيلي تغيير خطوطها والتلاعب بحدودها البرية والبحرية والاعتداء الأبدي على الأجواء اللبنانية التي من المفترض أن تكون الغطاء الحقيقي للسيادة والحرية..
أما ما تشهده الساحة السياسية اللبنانية اليوم من تجاذبات طائفية وتقسيمات وهمية فدرالية وحرب باردة على حدود القرى والبلدات من الساحل الى أعالي جبال لبنان.. بالإضافة الى تقسيم لبنان بحسب الأرقام والأوهام الطائفية التاريخية.. أقلّ ما يُقال عنه بأنه هروب الى الأمام وخوف من مواجهة الحقيقة التي تشبه وجه لبنان…
وجه المقا.و.مة التي حققت بالدم انتصارات لا تباع ولا تشترى في أسواق الحقد الطبقي والطائفي والاستزلام والتبعية المريضة العمياء.. المقا.و.مة التي اختصرت كلّ المواقع السلطوية الحاكمة المتحكمة بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية بموقع واحد لا بديل عنه.. وهو موقع الدفاع عن وجود لبنان وكلّ اللبنانيين مسيحيين ومسلمين شيعة وسنة وموارنة ودروزاً… وبالتالي لا يحقّ لأيّ فريق سياسي لبناني أن يسيطر على موقع الرئاسة الأولى ولا الثانية أو حتى الثالثة.. ولا كلّ المواقع والتعيينات التي تهدف الى المسّ بكرامة اللبنانيين وعزتهم.. فشراكة المقا.و.مة وموقفها بحسب موقعها النضالي هي الشراكة الأولى والأساسية قبل الاستعانة بالدول المستعمرة أو الصديقة والحليفة.. فمن يمتلك استراتيجية مواجهة العدو في الخارج قادر على امتلاك استراتيجية النهوض بلبنان.. ومن دعم المقا.و.مة في حربها لاستعادة سيادة لبنان سيكون داعماً لرؤية المقا.و.مة في مواجهة أزمات لبنان الاقتصادية والمالية..
أما التعامل مع المقا.و.مة على أنها إيرانية وشيعية وإلغائية وتريد السيطرة والتحكم وغيرها من المفاهيم المغلوطة المصطنعة المركبة داخلياً وخارجياً.. فهو استمرار لنهج تخريب لبنان منذ اتفاقية سايكس بيكو.. واستمرار للطائفية البغيضة التي دمّرت ولا تزال تدمّر لبنان…
(البناء)