نواف الزرو*
الاعتداءات الاحتلالية المسعورة على الفلسطينيين، خلال إحيائهم عيد القيامة امام كنيسة القيامة التي تابعناها خلال الايام القليلة الماضية هي اعتداءات إرهابية إجرامية، وتأتي في سياق الارهاب الصهيونية المفتوح ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني بكامله، وانما ايضا على نحو خاص ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية. وهذه الاعتداءات والمضايقات الاحتلالية ضد حجاج سبت النور في المدينة المقدسة والاماكن الاخرى، تعتبر استمراراً لسلسلة لا حصر لها من الاعتداءات. فالارهاب الصهيوني الشامل ينتقل في هذه الايام الى مرحلة جديدة من التصعيد المرعب ضد المساجد والكنائس في القدس والضفة، ويتنقل هذا الارهاب منهجياً من منطقة الى منطقة، ومن قرية الى قرية، ومن مسجد الى مسجد، ومن كنيسة الى كنيسة، ليصل ذروته بالاعتداءات المتواصلة في الآونة الاخيرة ضد الأقصى والقيامة في المدينة المقدسة….!
فنحن نشهد في الآونة الاخيرة نقلة خطيرة من الاعتداءات التي يشنها المستوطنون الارهابيون على الكنائس والاديرة، لتحقيق اجنداتهم المبيتة في الانتقام من المسيحية وشطب معالمها وتهجير اهلها.
فـ”الموت للمسيحية.. سنصلبكم”، هذا ما كتبه المستوطنون الارهابيون باللغة العبرية على جدران الكنيسة المعمدانية في القدس المحتلة في سياق حملة تستهدف المقدسات المسيحية في القدس، وكتبت أيضاً إهانات استهدفت السيد المسيح وأمه مريم عليهما السلام. وبهذا الاعتداء على الكنيسة ينتقل الارهابيون اليهود الى مرحلة جديدة، ويسجلون فصلا جديدا من فصول الإرهاب الصهيوني المتواصل ضد الوجود العربي وضد الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية.
وليس ذلك فحسب، فقائمة الاعتداءات المتصاعدة ضد الكنائس والاديرة والوجود المسيحي طويلة مفتوحة.
وربما يكون العمل الذي أقدم عليه عضو الكنيست الاسرائيلي ميخائيل بن آري – في وقت سابق – بتمزيق نسخة من الانجيل الذي وصفه بأنه “كتاب حقير”، احتجاجاً على قيام مؤسسة مسيحية توزع الأناجيل بإرساله الى الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) أبلغ رسالة موجهة للرأي العام العالمي، حيث قام بن آري العضو عن حزب الاتحاد القومي اليميني المتطرف المعارض بتمزيق نسخة من “كتاب العهود” الذي يحتوي على العهد القديم، بالاضافة الى العهد الجديد تلقاه من جمعية الكتاب المقدس في كيان الاحتلال. ونقل الموقع عن بن اري قوله “هذا الكتاب الحقير حفز قتل الملايين من اليهود خلال محاكم التفتيش”، واضاف “هذا استفزاز تبشيري بشع ومستفز من الكنيسة، هذا الكتاب ومرسلوه يجب ان يكونوا في مزبلة التاريخ”.
الى ذلك، كانت الحاخامية الرئيسية في إسرائيل طالبت الفنادق والمطاعم والمقاهي الإسرائيلية بالامتناع عن وضع رموز دينية مسيحية لمناسبة عيد الميلاد، الأمر الذي أثار توتراً بين الدولة العبرية والفاتيكان وهيئات مسيحية أخرى، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية – “أن الحاخامية الرئيسية طالبت الفنادق والمطاعم وأماكن الترفيه الأخرى في إسرائيل بعدم وضع رموز دينية مثل شجرة الميلاد ودمى “سانتا كلوز” في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية”، وأضافت الصحيفة أن “اللوبي من أجل القيم اليهودية” أطلق حملة ضد المطاعم والفنادق التي تعتزم وضع الرموز المسيحية”، ونقلت عن رئيسه عوفر كوهين قوله “إننا ندرس إمكانية نشر أسماء الفنادق والمطاعم والمحال التجارية التي تضع رموزاً دينية مسيحية والدعوة إلى مقاطعتها”.
ولعل من أخطر مظاهر استهداف المسيحية كان التطاول على رموز الدين المسيحي والسيد المسيح والسيدة مريم العذراء، في برنامج “الليلة مع ليؤر” في القناة العاشرة الإسرائيلية التي يقدمها ليئور شلاين، وعقد عدد من رجال الدين المسلمين والمسحيين مؤتمراً صحفياً في الناصرة أعربوا فيه عن شجبهم واستنكارهم للإساءة لرموز الديانة المسيحية التي جاءت في البرنامج المذكور. وأصدر مجلس الطائفة ومطرانية الروم الأرثوذكس في الناصرة بياناً شجب فيه بشدة الأقوال والتطاول على رموز الدين المسيحي السيد المسيح والسيدة مريم العذراء، كما جاء في البرنامج الذي سماه بالساقط “الليلة مع ليؤر” في القناة العاشرة والذي تعرض وبشكل مسيء ولا يقبله العقل على قدس أقداس الديانة المسيحية. وقال البيان إن من يتباكى ليل نهار في العالم محذراً من غول اللاسامية، لا يحق له أن يتمادى على الآخرين حتى بحجة أن بعض رجال الدين المسيحيين ينفون مذبحة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين الألمان.
الى كل ذلك هناك تفاصيل كثيرة ومتزايدة تتحدث عن تصاعد الحملة الصهيونية الاحتلالية ضد الاديان والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ما يستدعي استنفارا فلسطينيا عربيا أمميا ضد الاحتلال!
*كاتب من الأردن.
Nzaro22@hotmail.com
فيديو: