أعلنت الهيئة العامة السورية للكتاب عن خطة المشروع الوطني للترجمة لعام 2023، بما يلبي احتياجات القارئ والباحث معاً، وحاجة المؤسسات الوطنية إلى معرفة رؤى جديدة واتجاهات عالمية في حقول العمل الفكري والعلمي والأدبي والفني والمعرفي.
وتضم الخطة التي أعلنتها الهيئة عبر موقعها الإلكتروني وصاغتها لجنة اختارتها من الأكاديميين والمترجمين المتخصصين نحو ستين كتاباً من سبع لغات وهي الإنكليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية، والإسبانية، والتركية، والفارسية، حيث تتنوع موضوعاتها بين الآداب بمختلف أجناسها، والعلوم الإنسانية، والعلوم الطبيعية والصحة العامة، لتشمل ميادين المعرفة جميعها، أدباً وفكراً وعلماً وفناً، داعية المترجمين والمترجمات إلى المشاركة في إغناء المكتبة العربية استجابةً لحاجة المجتمع إلى الكتاب.
وأكدت الهيئة في خطتها على أهمية المشروع الوطني للترجمة وضرورة زيادة أجور الترجمة، لما في ذلك من أهمية لاستقطاب مترجمين أكفاء والتركيز على المحتوى المعرفي والثقافي الإنساني التقدمي الذي هو المعيار في انتقاء الكتب، إضافة إلى تنظيم ورشات عمل وندوات على مستويات مختلفة.
وأوضحت الهيئة أن الحصة الكبرى من الكتب التي ستتم ترجمتها من نصيب اللغات الثلاث، الإنكليزية والفرنسية والروسية، لتوفر المترجمين المؤهلين عن هذه اللغات، إضافة إلى الإحاطة بآداب شعوب العالم المعاصر وثقافاته ومعارفه وعلومه، في حين أبقت على بعض الكتب المهمة التي لم تنجز في الخطط السنوية السابقة.
وأكدت الهيئة أن المشروع الوطني للترجمة عملية مستمرة ينفذ بخطط سنوية، هدفها التركيز على جودة الكتاب المختار وفائدته للقارئ وللمؤسسات، والتخلص من العفوية في الترجمة والعمل مع الجهات المعنية على بلورة خطط وطنية وتأهيل المترجمين في شتى اللغات الحية المعاصرة، إضافة الى دعم النشر الورقي بالنشر الإلكتروني لإيصال المعرفة الى أوسع قاعدة قراء في الوطن العربي والعالم.
وأشار مدير عام الهيئة الدكتور نايف الياسين في تصريح لمراسلة سانا إلى أن الكتب تشمل مواضيع مختلفة في جوانب المعرفة والفكر والأدب، وتحاول رصد الاتجاهات الفكرية العالمية المعاصرة، بما يستجيب لحاجة القارئ والباحث معاً وإغناء الحركة الثقافية والمساهمة في التنمية، مشيراً إلى أن الهيئة تستقبل كتباً مترجمة من خارج الخطة، بشرط أن تحقق المعايير المطلوبة من حيث أهمية الكتاب وجودة الترجمة على أن تعطى الكتب المدرجة في الخطة الأولوية بالنشر.
وفي مراجعة الخطة عام 2022 استعرضت الهيئة عدداً من الأعمال المنجزة فيه، حيث أصدرت 36 كتاباً ورقياً و37 كتاباً إلكترونياً، وأقامت العديد من الندوات في مجال الترجمة مع استمرار جائزة (سامي الدروبي للترجمة) بنسختها السابعة، مشيرة إلى صعوبات واجهتها منها صعوبة تأمين جميع الكتب المختارة من جراء العقوبات على سورية، ونقص المترجمين وندرتهم في بعض اللغات، ما انعكس على إتمام العمل الترجمي وإظهاره بالشكل الأمثل.