عبد الغني طليس
التهويل الجارف بحرب نتنياهو “الجديدة” على لبنان بلَغ حدّاً لا عقل فيه، ولا حكمة، ولا أدراك سياسياً ولا عسكرياً..حتى تنطّح بعض التافهين بكلام ( أُمنيَات) عن اجتياح يصل إلى بيروت..
يا جماعة التحليل الفارغ:
هل هناك حرب من دون تحضير لوجستي عسكري على أرض العدوّ ؟
أين هي الفِرَق والألوية والدبابات والمجنزرات وجنود المُشاة الذين.. سيتقدّمون؟
لا وجود لأي تحركات عسكرية بالمرّة غير الذي نعرفه من وجود إسرائيلي في النقاط التي زرعوا أنفسّهم فيها؟
لا شيء يشي بأي استعداد للميدان في إسرائيل!
والاستعداد بالآليات والعسكر لن يكون مكتوماً، وخافياً، بل سيكون واضحاً لجميع الإعلام في الكرة الأرضية!
أنسيتم أن نتنياهو جمعَ خلال شهرٍ ونصف الشّهر قبل حربه الأخيرة، ستين ألف جندي من نُخبة النّخَب المدرّبة وبحوزتها كل الوسائل التكنولوجية المرافقة، تحت أبصار العالَم كونه لا يستطيع “إخفاء” الجحافل!
بهؤلاء كلهم، وبتلك الأدوات القتالية المكشوفة والمعروفة والمُصوّرة، قرّر اقتحام الحدود، وفتَحَ حربَ اجتياحه “المأمول” وحاول.. ثم حاول.. ثم حاول، ثمّ تجمّد في مساحةٍ ضيّقة من قرى الحافة الأمامية، لا يزال فيها إلى اليوم؟
اجتياح شو يا عباقرة؟ وإلى بيروت؟ وتدمير القرى والبلدات؟ بشو؟ إنه “اجتياح”لفظي يتشدّق به نتنياهو، وأعوانه في لبنان؟
بعدين.. ألا يحتاج اجتياح كالذي يتكلمون بفصاحة عنه، إعلانَ تعبئة في الجيش الاسرائيلي؟. حتى هذا الإعلان لم يصدر. وقد يكون نتنياهو بات عاجزاً عن إعلان تعبئة ولو صُوَرية وتمثيلية لزومَ “عِدّة التهويل”، لأن جيشه محمومُ البَدَن، وشعبه مأزومٌ من دفع الثمن.
فقبل أن تروا مشاهد مماثلة من جانب العدوّ، وفي أرضه( المسروقة).. من دبابات ومجنزرات وآليات جرف، وقِطَع عسكرية ميدانية بالإلاف، كل كلام عن اجتياح وحرب برية، محض اختلاق وتضخيم ورعونة تقليدية عند لبنانيي الفينيقية من مسلمين ومسيحيين!
ضعوا الاجتياح البرّي عن ظَهرِكم..
وتحدّثوا إلى عامين مقبلين إذا أردتم، عن الحرب.. بالطيران المدمّر. فهذا يستطيعُه نتنياهو بسهولة شَربة الماء، لكن لا يفعل ذلك بالأرض والإنسان شيئاً، وفي اعتقاد اليهود عموماً أن ما لا تستطيع تحقيقه بالتدمير، تُحققه بالمزيد من التدمير.
وشَهوة نتنياهو للقتل والتخريب “لأيام معدودة” ستصبح “فالصو”( رغم آلامها البشرية والعُمرانية والجراح) لأن الأرض يملكها مَن عليها لا مَن يطير فوقها وربما يهرسُها. فأرض الجنوب مُخيفُةٌ له ولغيره، وتكسِرُ رؤوس العسكر وقادته ورئيس وزرائهم، فكيف برؤوسٍ تعمل زبائنياً في السياسة والإعلام اللبنانيَّيْن عنده، وعند بهلوانِه ترامب؟.
ويبقى السؤال: هل تجهّزنا للردّ على الطيران؟
يُقال نعَم. ويقال سيعرف الجميع الجواب في وقته .
على ألله ….














