صدر عن إدارة مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، بمناسبة زيارة قادسة البابا لاوون الرابع عشر للبنان، بيان جاء فيه:
لا يسع مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون إلا أن يرحب بزيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان الحبيب، حيث تحل زيارة قداسة الحبر الأعظم للبنان في ظرف عصيب على بلد الأرز، وجواره من المشرق العربي في الشام وفلسطين وما يعدوهما..
ولأن بابا الفاتيكان لم يدع يوماً إلا إلى السلام والوئام والمحبة، تلك القيم التي تعتبرها المسيحية السمحاء خير تعبير عن الذات الإلهية المتعالية عما يصفون، باعتبارها الله تعالى محبة، فقامت المسيحية على مبدأ مقدّس جليل “أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم” (السيد المسيح).
والمحبة، كما يراها كل الشرفاء ودعاء البناء والإصلاح في بلادنا على تعدّد أوضاعها ودولها ومشاكلها هي اللحمة الحقيقية لكل تصدع، وهي سدى القلوب، والمظلة الجامعة لكل حوار. فبالمحبة تقرب القلوب إلى القلوب وتضيق المسافات المتباعدة بين الفرقاء وبين السواعد لتشبك في عملية البناء والإصلاح والتحرير، تحرير القلوب من الكراهية، تحرير العقول من الجهل، تحرير النفوس من الفرقة، فتتحرّر الأرض من كل احتلال وظلم.
وتابع البيان: ودعوة الحبر الأعظم الجميع، في لبنان، وفي جواره إلى الحب والسلام، في كل شأن ومضمار، في السياسة والاجتماع والعلاقات الدولية تنقى النفوس ويحسن الجوار وتعلو القلوب وتسمو الأرواح بالسلام وتنعم بالأمان.
لكن ما يلزم للمحبة لتكون واقعاً وطنينً في كل بلد، توفر حكومة جامعة وسلطة رادعة كل تدخل أجنبيّ يحطّ من سيادة دولنا ومن كرامة شعوبنا، فأجدادنا حموا حياض الكرامة ودافعوا عن شرف البلاد بالدماء والأرواح وما بخلوا ليكون لنا تاريخ مجيد ومكانة رفيعة بين الأمم. فحيث تخلّت الشعوب عن إرادتها الأولى في تقرير مصيرها قررته الأحداث الجارية المفتعلة من القوى الخارجية فاستتبعت الشعب والدولة لمطامعها.
إذ ترحّب إدارة مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون بقدوم الحبر الأعظم، تدعو شعبنا بأطيافه كافة، حكومات وطوائف وإثنيات بمواطنيه كافة، إلى تنقية النفوس والاستجابة إلى دعوة السلام ليكون السلام في الأرض وفي القلوب المسرّة..
وختم البيان: نرجو لقداسته زيارة موفقة ونأمل أن نرى فعلها في السياسات واللقاءات والحوارات التي تجمع شمل لبنان، على طريق جمع شمل الأهل في سورية وحماية أهل فلسطين.














