قال البابا لاوون الرابع عشر خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء: “بتأثر عميق وامتنان كبير، أقف معكم اليوم هنا، في هذه الأرض المباركة، الأرض التي مجدها أنبياء العهد القديم، الذين رأوا في أرزها الشامخ رمزا للنفس البارة التي تزهر تحت نظرة السماء الساهرة، والأرض التي لم ينطفئ فيها صدى الكلمة “Logos” قط، بل استمر، جيلا بعد جيل، ينادي كل الراغبين لكي يفتحوا قلوبهم لله الحي”.
أضاف: “في زمن يبدو فيه العيش معا حلما بعيد المنال، يبقى شعب لبنان، بدياناته المختلفة، مذكرا بقوة بأن الخوف، وانعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست لها الكلمة الأخيرة، وأن الوحدة والشركة، والمصالحة والسلام أمر ممكن. إنها رسالة لم تتغير عبر تاريخ هذه الأرض الحبيبة: الشهادة للحقيقة الدائمة بأن المسيحيين والمسلمين والدروز وغيرهم كثيرين، يمكنهم أن يعيشوا معا ويبنوا معا وطنا يتحد بالاحترام والحوار”.
وأكد أنه “كما تمتد جذور الأرز والزيتون عميقا وتنتشر في الأرض، كذلك أيضا ينتشر الشعب اللبناني في العالم، لكنه يبقى متحدا بقوة وطنه الدائمة وتراثه العريق. حضوركم هنا وفي العالم كله يغني الكوكب بإرثكم الذي يرجع إلى آلاف السنين، وهو أيضا دعوة. ففي عالم يزداد ترابطا، أنتم مدعوون إلى أن تكونوا بناة سلام: وأن تواجهوا عدم التسامح، وتتغابوا على العنف، وترفضوا الإقصاء، وتنيروا الطريق نحو العدل والوئام للجميع، بشهادة إيمانكم”.














