سامي سماحة
لماذا معرض الكتاب القومي الأول؟
معرض الكتاب القومي قرار وليس تجربة .
حين تُحاصَر الأمة من جميع الجهات، وحين تكون مستهدفة بوجودها والخطر يقرع أبوابها.
وحين يكون السوس ينخر في جسدها لا يكون خلاصها إلا بانتفاضة تعيد اليها وحدة الروح ووحدة الاتجاه فتخوض المعركة جسداً واحداً عاصياً على الانحناء والموت.
وحين يكون الانهيار أسرع من العاصفة، لا يكون خلاص الأمة إلا باستعادة النور الكاشح للغيوم وعتمة العاصفة السوداء، ولا يكون النور إلا بالكتاب القومي الذي يبعث الثقة والوجدان القومي في نفوس الناس.
في زمن الشرذمة الطائفية لا يكون الخلاص إلا بالكتاب القوميّ، لأنه يبعث شعور الوحدة في الشعب، وكم نحن بحاجة إلى هذا الشعور في هذا الزمن الذي تتسابق فيه الأمم على اختصارنا بجماعات محكومة بغريزة الطائفة والمذهب، والأخطر من الاثنين هو الشعور بالدونية .
وحده الكتاب القومي يُخلّصنا من الشعور بالدونية لأنه الطريق إلى الوحدة الباعثة للقوة والثقة التي هي نقيض الدونية.
القومية ثقة القوم بأنفسهم، وعندما تحلّ الثقة يغادر الضعف وتغادر الدونية ويحضر العقل ومعه البطولة ووقفة العز، ولنا من أفعال القوميين في زمن الشدّة ما يؤكد ذلك .
اخترنا مناسبة التأسيس لمعرض الكتاب القومي، لأننا نعتقد أننا ما زلنا نخوض معركة التأسيس التي هي معركة وصول الكتاب القومي إلى الشعب .
الكتاب القومي يحرّرنا من ثقافة الرعايا والقطعان التي تنهش جسد الأمة وأمم العالم العربي .
معرض الكتاب القومي الأول ليس تجربة بل قرار .
في 28 تشرين الثاني 2025
















