د.تيسير عباس حمية
في ذكرى استقلال الوطن،
أقف أمام اسمه وقفة عزٍّ وشموخ،
أمام روحه لا أمام الكلمات…
أقف أمام ولدي الشهيد محمد، الذي لم يحمل البندقية وحدَها، بل حمل قلب لبنان بين يديه، ومشى به نحو الخلود.
لم يكن محمد رقماً في معركة، ولا خبراً عابراً في نشرة،
كان محمد نشيداً يمشي على الأرض، وكان وعداً بأن الوطن يُصان بالروح والتضحيات.
سقط جسده على تراب لبنان،
لكنه في الحقيقة نهض فوقه،
فصار التراب أنقى، والسماء أقرب، والعلمُ أشدّ رسوخاً.
يا وطني الحبيب لبنان،
هذا ابنُك لم يمُت.
هو الآن في كل حبة تراب،
في كل زيتونة،
في كل موجة تُقبّل صخورك،
وفي كل فجر يُشرق باسمك.
قالوا استُشهد…
وأنا أقول: وُلِدَ من جديد، لأن الشهداء لا يموتون، بل ينتقلون من حياةٍ فانية إلى وطنٍ أبقى.
في ذكراك أيها الاستقلال، نفهم المعنى الحقيقي للحرية، حين ندرك أن بين حروف اسمك دماء طاهرة لشهداء الوطن تاجهم سيد شهداء الأمة وشهداء عظام رووا تراب العزة والإباء وكان محمد خالداً معهم،
واسم محمد هناك، محفور في ذاكرة الأرض، وفي قلبي الذي لم يعد يعرف غير الفخر طريقاً للحزن.
سلامٌ على من علّمونا كيف تحيا الأوطان،
وسلامٌ على من صاروا وطناً كاملاً في غيابهم،
وسلامٌ عليك يا محمد،
يا حارس الحلم اللبناني، ويا وساماً على صدر السماء.
تيسير عبَّاس حميَّة العاملي اللبناني منذ ستة آلاف عام وأكثر.















