بلغت عائدات صادرات الفوسفات التونسي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 1.7 مليار دينار (570 مليون دولار)، مسجلة زيادة بنسبة 8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأظهرت بيانات التجارة الخارجية التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء، أمس الاثنين، أن صادرات الفوسفات ومشتقاته بلغت 430 ألف طن منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مقابل نحو 394 ألف طن عام 2024، و528 ألف طن عام 2023، ورغم تحسّن إيرادات صادرات الفوسفات، لا تزال تونس تواجه صعوبات في نقل الفوسفات من المغاسل (لتنقيته من الشوائب) نحو وحدات التحويل، بسبب تأخر إنجاز برنامج تأهيل القاطرات وتضرر البنية التحتية.
وتحتاج شركة فوسفات قفصة الحكومية لاستعادة توازناتها المالية إلى نقل خمسة ملايين طن سنوياً من المواد الخام إلى مصانع التحويل، غير أن عودتها إلى سباق الدول المصدّرة تتطلب إنتاجاً لا يقل عن ثمانية ملايين طن.
أعلنت الحكومة التونسية في مارس/آذار الماضي عن خطة لزيادة إنتاج الفوسفات بنحو خمسة أضعاف، ليصل إلى 14 مليون طن متري بحلول عام 2030، وذلك في إطار خطة تهدف إلى إنعاش هذا القطاع الحيوي، للمساعدة في تحسين المالية العامة المتعثرة في تونس.
كانت تونس في السابق واحدة من أكبر منتجي معادن الفوسفات في العالم، التي تُستخدم في صناعة الأسمدة، لكن حصتها السوقية تراجعت بعد ثورة 2011، ومنذ ذلك الحين، أدت الاحتجاجات والإضرابات المحلية إلى خفض الإنتاج بشكل مطّرد، وتسببت في خسائر بمليارات الدولارات، تنتج تونس حالياً أقل من ثلاثة ملايين طن من الفوسفات سنوياً، انخفاضاً من حوالي 8.2 ملايين طن في عام 2010.
يرى الخبير في التنمية حسين الرحيلي، أن شركة فوسفات قفصة الحكومية تحتاج إلى استعادة دورها الرئيسي في النهوض بصناعة الفوسفات وتسويقه، لتستعيد الدولة دورها التنموي في المنطقة. ويقول الرحيلي في تصريح لـ”العربي الجديد” إن إعادة تنشيط قطاع الفوسفات تحتاج إلى مخطط استراتيجي لإعادة توازنات شركة فوسفات قفصة الحكومية، وضخ استثمارات كبيرة لتجديد معدات الإنتاج التي تقادمت، وباتت تعرقل خطط تحسين مردود القطاع. تتشكّل منطقة الحوض المنجمي، المنتج الرئيسي لهذه الثروة في محافظة قفصة، جنوب غربي البلاد، من أربعة مراكز إنتاج أساسية، هي المتلوي والرديف وأم العرائس والمظيلة، فيما يُعد مركز المتلوي الأهم بسبب استحواذه على 75% من الإنتاج.
وعلى الرغم مما يشهده قطاع الفوسفات التونسي من صعوبات، لا تزال سلطات تونس تطارد حلم تصدّر قائمة الدول العالمية المنتجة لهذه المادة، مدفوعة ببرنامج طموح لاستغلال مناجم جديدة تحتوي على أرصدة مهمة، قادرة على رفع إنتاج البلاد إلى 15 مليون طن سنوياً. كانت تونس رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ بلغ إنتاجها عام 2010 نحو 8.2 ملايين طن، لكنها تخلت عن هذا المركز، وتراجع إنتاجها عام 2016 إلى 2.6 مليون طن، بخسائر تجاوزت ملياري دولار، قبل أن يرتفع الإنتاج مجدداً إلى 4.5 ملايين طن عام 2017، ويستقر في حدود 3.5 ملايين طن خلال السنوات اللاحقة.