الشيخ صالح ضو*
ليعلم الجميع في الوطن ولمن أنساه عامل الزمن بأن لبنان خرج منه رجال سطرّوا تاريخاً في لحظات تجلّت فيها سيادة لبنان وتركوا بصمتهم على سجل التاريخ قدوة لمن يريد الحفاظ على السيادة.
فخامة الرئيس العماد أميل لحود المقاوم وفي لحظة تطاول كعادتهم الإميركيين بسياسة رعاة الكاوبوي الذين يتعاطون بالعنجهية والغطرسة مع باقي الشعوب، كانت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت على اتصال به لتملي عليه ما تطلبه إداراتها كما تعوّدت قبله على أهل السلطة في لبنان والعالم العربي واستمع لها وناقشها بما طرحته عليه. وهو كان مشروعاً يستهدف المقاومة والسيادة الحقيقية. وحاول أن يتريث قليلاً علّها تفهم بأن لبنان في موقف دفاع عن سيادته ومواطنيه من العدو الصهيوني، والمقاومة هي بسبب اعتدآءت العدو على أرضه لكنها أصرّت عليه أن يمتثل لقرارها. ولمّا رفض ذلك قامت بتهديده بأنها قالت له أنت تعلم مَن أكون وزيرة الخارجية الأميركية، فما كان منه إلا أن قال لها: وأنا لا أستطيع إلإ أن أكون وفياً لقسمي وشرفي ولقد أصبح الوقت متأخراً وسأقفل الخط لأذهب وأنام وقد أقفل الخط بوجهها.
هل يخبرنا أحد ما كان من أمرهم هل أقاموا الدنيا عليه، بل ابتلعو ألسنتهم لأنهم وجدوا شخصية وطنية ملتزمة بسيادة الوطن وحماية شعبه. نعم هكذا تكون السيادة ومَن يمثلها.
بوركت فخامة الرئيس وأطآل الله بعمرك، كنتَ وستبقى المثال والقدوة في الرجولة والنزاهة والتضحية. وقد حفرت اسمك في قلوب وصدور الرجال الأوفياء والشرفاء بأحرف من ذهب.
حتى فخامة الرئيس كميل شمعون وفي بداية الحرب الأهلية المشؤومة وأثناءها، عندما حوصرت المنطقة الشرقية وأصبح هناك تهديد للأخوة المسيحيين بعثت أميركا مبعوثها الى لبنان مع السفن لنقلهم إلى خارج الوطن وعند وصوله طلب مقابلة الرئيس كميل شمعون. وعندما قابله قال له: معي رسالة لك من القيادة الأميركية تقول بالموافقة على نقلكم الى دول الغرب. أوقفه الرئيس، وقال له: لا تكمل لقد أنتهت الزيارة وأخرجه من القصر. هكذا مواقف الرجال تكون عندما يتعلق الأمر بالكرامة. أين أنتم يا جهابذة السيادة اليوم والحريصين عند كل صباح وقبل صياح الديك تخرجون لتفرغوا درسكم بالحفاظ على السيادة واتهام الشركاء بالوطن والذين دفعوا ثمن السيادة دماءهم وأرزاقهم بأنهم يرهنون البلد لمصلحة جهة معينة؟ ألا تخجلون من قلب قصر الذي يمثل أول مواقع السيادة في لبنان وكرامته، تقف موظفة مساعدة لمن عيّنه ترامب لمتابعة الملف اللبناني وتنضح حقداً وفجوراً بحق مكوّن أساسيّ في الصيغة اللبنانية ومن أكثر من دفع خيرة أبنائه في سبيل الدفاع عن السيادة التي لا تعلمون منها سوى التشدّق بها ولم يجرؤ أحد أن يوقفها أو يعلق على سفاهتها ووقاحتها بعقر أهم موقع للسيادة بلبنان؟
من أنتم أيها الكاذبون الحاقدون الأغبياء، هل حقدكم يدفعكم نكاية بمن تختلفون معهم بالسياسة يجعل منكم بلا كرامة ولا شهامة وتبتلعون ألسنتكم وهي تهينكم على مرأى كل الإعلام ولم يتجرّأ مراسل واحد أن يجيبها ولا يصدر بيان عن قصر بعبدا استنكاراً لوقاحتها؟
هل هذا هو المطلوب من رجال الدولة التي ضغطت للإتيان بهم من أجل هذا صمّ بكم سمعاً وطاعة؟
هنيئاً للبنان إذا كان هذا هو القادم من الدعم الدولي وقد رأينا تجربتهم في تطبيق القرار 1701 وكيف تصرّفوا لم يستطيعوا أن يدينوا خرقاً واحداً للعدو وهو الذي لا يقيم لهم وزناً.
الحمدلله الذي انكشفت باكراً كل مكائدهم ومكرهم ولن ينالوا من الشرفاء ومواقفهم شيئاً.
ولم ولن يستطيعوا أن يصرفوا فجورهم وحقدهم على أرض الواقع مهما بلغت سفاهتهم، كل سيّدة من سيدات الجنوب وأمهات الشهداء فيها من العزّة والشهامة ما تعجزون عنه جميعاً وقد رأيتم بأم العين عندما ذهبوا إلى أرضهم وتحدّوا العدو بصدورهم العارية ولم يأبهوا لهم هذا ما يخيفكم ويؤلمكم لإنكم تفتقرون إلى هذه الشجاعة والوطنية.
فعلاً بأنكم لا تشبهونهم بشيء، الطائفة الشيعية بلبنان من أهم مكونات الوطن ومن مؤسسيه هم أبنآء جبل عامل الذي خرج منه رجالات عظماء عبر تاريخهم الذي يمتدّ لأكثر من الف عام وأهم المراجع الدينية التي أغنت العلم والمعرفة والحوزات الدينية المشرّفة، وتاريخهم مملوء بالدفاع عن الوطن وسيادته، التاريخ لا يُمحى ولا يختزل مهما حاولتم التطاول والخداع.
والقادم من الإيام يجيب على كل ذلك ننتظر ونرى أبواقاً وتبقون أبواقاً للفتنة يستعملونكم بثمن رخيص ولذلك لا يخافون من التطاول على منابركم لأنهم يعرفون بأنكم قبضتم ثمن رخصكم وعليكم بلع ألسنتكم خدمة للعدو.
خسئتم أليس الصبح بقريب!!
هذا يجعلنا نتمسك أكثر من أي وقت مضى بالمقاومة التي حمت لبنان وكرامته على مدى عقود وهي الضمانة وأيقونة للكرامة والعزّة.
مهما تعاظمت عنجهية أميركا والعدو تبقى قدرة الله فوق كل شيء وكما سقط عبر التاريخ فراعنة وقياصرة ومتجبرون سيسقط هذا المجنون المعتوه ترامب ومن والاه ولن يدوم إلا الحق، هم ليسوا قدراً للعالم بل عبيد عند ربّ العزّة وهو على كل شيء قدير.
لن يدوم إلا الحق.
*رئيس جمعية الإرشاد والتواصل.