مع الاتجاه إلى خفض التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وذلك بعد موافقة إسرائيل ولبنان، على اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة يبدو أن البورصات العربية على موعد مع تسجيل مكاسب جديدة و من ثم استعادة موجة صعودها وجذب المزيد من الأموال المستثمرة.
وأغلقت معظم أسواق الأسهم العربية على ارتفاع بنهاية تعاملات الثلاثاء وسط تقييم المستثمرين لتطورات اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل ولبنان والذي دخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء والذي يمثل أول خطوة رئيسية نحو إنهاء الاضطرابات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، منذ اندلاع الحرب في غزة بتاريخ 7 أكتوبر من العام الماضي أي على مدار الـ14 شهراً الماضية تقريباً.
دبي تتصدر
وتصدر مؤشر سوق دبي المالي مكاسب البورصات الخليجية، بنهاية تعاملات الثلاثاء، حيث صعد 1.26% إلى 4828.83 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2014، واستعاد سهم “إعمار العقارية” أعلى إغلاق منذ 23 يناير 2008.
بينما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0.67% إلى 9294.04 نقطة.
وعاد الصعود لمؤشرات بورصات الكويت والبحرين ومسقط في مقابل تراجع السوق السعودية.
وخارج منطقة الخليج، ارتفع المؤشر الثلاثيني للبورصة المصرية بنسبة 0.05% إلى 30284.35 نقطة.
مكاسب جديدة
بدوره، أوضح إبراهيم الفيلكاوي المستشار الاقتصادي، لـ”معلومات مباشر”، أن هدوء التوترات الجيوسياسية سيكون له تأثير إيجابي في ضخ المزيد من الأموال بالأسهم التي لم تأخذ حظها من الصعود إلى الآن ولا سيما بالسوق السعودية والكويتي الذي يستعد لإحراز مكاسب جديدة.
وأشار إلى أن المستثمرين سيقيمون مدى التزام الطرفان بالاتفاق وعلى أساسه ستتجه المؤشرات الفنية لأسواق المنطقة والتي تشير إلى سيطرة حالة الترقب والانتظار لما ستؤول له الأوضاع بالمنطقة.
وأكد أن كبرى المحافظ ستتجه مع نهاية الأسبوع الجاري إلى تحسين إغلاقات بعض الأسهم التي منيت بخسائر الفترة الماضية.
وأضاف ان هناك ترقباً بأسواق الأسهم العالمية ومن ثم بالمنطقة للسياسات الجديدة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ومنها إعلانه فرض رسوم جمركية على المنتجات من الصين وكندا والمكسيك.
سيولة منخفضة
من جانبه، أرجع إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال أسباب انخفاض السيولة في تداولات السوق السعودية بالفترة الأخيرة إلى عدة عوامل.
وقال رشاد، إنه من بين هذه العوامل التوترات الجيوسياسية، والتحديات أمام الاقتصاد الصيني، بالإضافة إلى ترقب السياسة الجديدة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ومنها إعلانه فرض رسوم جمركية على المنتجات من الصين وكندا والمكسيك.
وأكد أن الجلسة الأولى بالسوق السعودية اليوم بعد إقرار الميزانية السعودية لعام 2025 ستحدد أبرز القطاعات المستفيدة والفرص الاستثمارية من هذه الميزانية، خاصةً مع ضغوط البيع على بعض الأسهم القيادية.
وأشار إلى أن المتعاملون بالسوق السعودية سيراقبون قطاعي التعليم والصحة أيضاً، مع استقرار الإنفاق عند المستويات المستهدفة لعام 2024، مرجحاً أن تكون شركات القطاع العقاري والصناديق العقارية، من أكبر المستفيدين من تنامي أعداد المستثمرين الأجانب ونقل المقرات الإقليمية للشركات وخطط الإنفاق ضمن الميزانية على المدى المتوسط.
وقدّرت المملكة العربية السعودية عجز الميزانية للعام 2025 عند 101 مليار ريال، بانخفاض قدره 12% عن العجز المتوقع لهذا العام، وفق بيان صادر أمس الثلاثاء بعد جلسة مجلس الوزراء الخاصة بإقرار الميزانية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
مراكز شرائية
بدوره، ألمح طاهر مرسي، الخبير الاقتصادي لـ”معلومات مباشر”، إلى أن تهدئة الأوضاع الجيوسياسية تعد أمراً إيجابياً لأسواق الأسهم العربية، خاصة تلك القريبة من مناطق المواجهة بين إسرائيل ولبنان، مشيراً إلى أن ذلك مرهون بجدية دولة الاحتلال ومضيها قدماً في تنفيذ وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن الأسواق العربية تواجه تحدي نهاية العام، وموسم جني الأرباح، والعطلات، وهو أمر يدعو لمزيد من الحذر، مع كونه فرصة جيدة لتكوين مراكز شرائية جيدة.