حذرت دراسة علمية جديدة مما يعرف بـ”المواد الكيميائية الدائمة”، وتأثيرها المدمر على الكلى لدى الشباب.واكتشف البحث العلمي أن التعرض لمواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل (PFAS)، والتي غالبا ما تسمى “المواد الكيميائية الدائمة”، قد يكون مرتبطا باختلال تنظيم ميكروبيوم الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تلف الكلى لدى الشباب.
و”PFAS” هي عبارة عن مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية الاصطناعية المستخدمة على نطاق واسع في المنتجات اليومية، مثل الأثاث وتغليف المواد الغذائية وأواني الطهي غير اللاصقة، حتى أنه تم اكتشافها في ماء الصنبور.
وفي الدراسة ربط فريق من الباحثين التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء والنواتج الأيضية ذات الصلة بسبب التعرض لـ “PFAS” بما يصل إلى 50% من الانخفاض في وظائف الكلى لدى الشباب.
وبناء على الدراسات السابقة التي تربط تلف الكلى بكل من التعرض لـ”PFAS” وقضايا صحة الأمعاء، بحثت الدراسة الأخيرة في العوامل الثلاثة معا لأول مرة لاستكشاف الروابط المحتملة.
وقام الباحثون بتحليل البيانات من مجموعة صغيرة من 78 شابا بالغا، تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاما، وكانوا في الأساس من أصل إسباني، حيث تواجه هذه المجموعة خطرا أعلى للإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
وفي البداية، جمع العلماء عينات الدم والبراز من المشاركين لقياس مستويات “PFAS”، وتحليل تكوين ميكروبيوم الأمعاء ومستقلبات الدورة الدموية، وبعد مرور 4 سنوات، قام الباحثون بتقييم وظائف الكلى لدى المشاركين.
واكتشفوا أن الأفراد الذين تعرضوا لمستويات أعلى من “PFAS” كانت وظائف الكلى لديهم أسوأ بشكل ملحوظ بمرور الوقت.
بعد ذلك، ربط الباحثون هذه التأثيرات بانخفاض في المستقلبات المضادة للالتهابات والبكتيريا التي تنتجها، بالإضافة إلى زيادة في المستقلبات الالتهابية لدى أولئك الذين تعرضوا لمستويات أعلى من “PFAS”.
ويؤكد العلماء، أن “المواد الكيميائية السامة الدائمة تدخل الدم عن طريق امتصاصها من قبل الجلد”.