محمود موالدي*
مع تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على سورية مستهدفًا عمق العاصمة السورية متسببًا بخسائر مادية وعدد من الشهداء والجرحى واستهدافه مواقع في الوَسَط السوري ما أدى لاستشهاد عدد من العسكريين، في وقت تسعى الولايات المتحدة الأميركية لكونها الوكيل الحصري للقتل ودعم الإرهاب العالمي من خلال تمركزها غير الشرعي على الأرض السورية لإعادة تدوير (داعش)، على الرغم من الضربات التي حققها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة بمساعدة من القوات الروسية الحليفة وتنشيط البادية السورية بالتزامن مع العمليات النوعية بجهة إدلب ومواقع تمركز المجموعات المسلحة في جبل الزاوية، إلا أن ترابط العدوان الصهيوني والدعم الأميركي لوجستيا يدل على محاولة لمحاصرة القرار السوري المحكوم بجملة تعقيدات والتزامات سياسية وأمنية بعد حرب مدمرة على سورية ومقدراتها، لتبقى حالة التصعيد في لبنان وهذا التوحش الصهيوني يهدد بطبيعته الأمن القومي السوري ويكثف الضغط على القيادة السورية لتحييد دورها الداعم للمقاومة ومحورها.
فغزة ولبنان هي جبهة متقدمة للمحور على أساس الصراع القائم تاريخيًا، لا بد لهذه القيود المكبلة للقرار السوري أن تنكسر يومًا ما، لكن هل تنكسر بعد فوات الأوان، ولتكن القراءة للمشهد السياسي أكثر عمقاً ووضوحاً، إذ إن حرب (الاستنزاف) في سورية مضمونة أميركيا وجعل الأولوية للقيادة السورية ضمان أمنها داخل الجغرافيا السورية وصون كينونة الدولة.
فما نحن فاعلون بالتهديد الصهيوني الذاهب إلى تحقيق المشروع وفق معطيات دالة على تحويل المنطقة لمرتع صهيوني مهيمن وحيز حيوي تتلاقى فيه جيوش التكفير الأميركية وجيش العدو الصهيوني، فلا بد من تحول وقائي يعتمد بالدرجة الأولى على ركائز مشروعة تسقط اجزاء المشروع الصهيواميركي، فالجيش السوري وعلى الرغم من حرب الاستنزاف والإرهاق لسنوات في محاربة الإرهاب فإنه يمتلك مقدرات نارية تمكنه من فتح عدة جبهات وباستخدام 50% من قدراته وتجهيزاته، فإذا كان القرار بهذا الشكل مغامرة وهذا أمر قد يكون محقاً للبعض، ففتح الباب للتشكيلات المقاومة للبدء بعمليات استباقية على جبهة الجولان لكونها تصيب العمق الصهيوني، لتبقى القراءة المتواضعة بتقدير البعد الاستراتيجي للمعركة بأنها فرصة لسورية نحو التحرير وورقة ضاغطة يمكن استعمالها ضد التمركز غير المشروع لقوات الاحتلال الأميركي والبريطاني والفرنسي، فماذا ننتظر… ؟
قد نقدر غياب صوت رسمي يوضح لنا كل تلك الهواجس لأسباب متعددة ومعقدة، لكن الغياب الإعلامي والحزبي حتى الشعبي غير مبرّر. فماذا ننتظر؟
هل ستضيع الفرصة وننتظر الخطر المقبل ونستيقظ عند النقطة العمياء… ؟؟
أم هناك معطيات لا يعرفها سوى أصحاب القرار؟
*كاتب سوري