الشيخ حسين أحمد شحادة
انطفأ السراج
لا أرى ظباء النخيل بعينيك
ولا ترى بعينيّ شبوب دجلة وأحزان القمر
فاضرب سؤالك بالظمأ
قد يرى القلب ما لا يُرى
هل كان عليك الرحيل
لا فرق بين مَن فقد الرؤية أو فقد الحب
كلانا سواسية في الهباء
وتجمع أشلاءنا لغة الخلاء وخارطة واحدة
ثكلتك الفصول
ثكلتني أزهارك العاريات
في خوابي الأكفان والأضرحة
تبيعني المستحيل
تجرحني العقارب اللاتينية
فيسقط على رأسي حائط المبكى
وحيرتي على جدار الوقت
من يصل دمي بشريان قلبك
أريد أن أسأل الملوك
ما الذي يفعله ملك الجان
يا سيد اللؤلؤ والمرجان
كنّا سعداء بهمّ المنفى وغمّ الغربة
بين التشرد والتمرد
كنّا ننتظر معجزة السحر والأحلام
فخرجنا من قمقم الحرية وانكسر الجواب
وصرنا بين غلائل الخوف والجوع
رعايا لا ترانا سوى مخالب الموج
فأعطيت قلبي لقيثارة بابل
وأعطيت وجهك للريح
سحقاً للنوارس التي خطفت منك
إيقاع الزبد على صخرة
دلقنا عليها أنفاس الضياع
خجلان يا وطني
خجلان من وطني
أعاتب الموت البطيء
فاغمريني بالهديل وبالصهيل
توسّطت الهوى بين موتين
أعاتب عطش القنوط وانكساري البطيء
لو أضرموا خزامى الغيم
أو أشعلوا أوراق العودة
وجدتني أنا النهر
طائر الأندلس الذي يزف صراخ دمي
إلى آخر نقطة في مياه الأرض