استقرت أسعار الذهب فوق مستوى 2500 دولار، في التعاملات الآسيوية الثلاثاء، بدعم من ضعف العملة الأميركية وعوائد سندات الخزانة، بينما يترقب المتعاملون محضر آخر اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) للحصول على مزيد من الإشارات بشأن خفض أسعار الفائدة.
تحديث الأسعار
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2505.92 دولار للأونصة، بحلول الساعة 0038 بتوقيت غرينتش. وكانت الأسعار قد بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2509.65 دولار الجمعة.
وصعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.1 بالمئة إلى 2543.90 دولار.
انخفض الدولار إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر في الجلسة السابقة، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين في الخارج. كما تراجعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات.
ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024، مع رفض أغلبية ضئيلة من خبراء الاقتصاد الذين استطلعت رويترز آراءهم مخاوف الركود.
وتعزز أسعار الفائدة المنخفضة جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا.
ويتطلع السوق الآن إلى محضر اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي في يوليو والمقرر الأربعاء، وخطاب رئيس البنك جيروم باول بشأن التوقعات الاقتصادية الأميركية الجمعة في ندوة جاكسون هول لمزيد من الإشارات بخصوص مسار أسعار الفائدة.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الاثنين إن أحدث الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة “ربما تكون الفرصة الأفضل، وربما الأخيرة”، وناشد جميع الأطراف المعنية التوصل إلى الاتفاق.
وبالنسبة للمعادن الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 29.39 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.3 بالمئة إلى 956.41 دولار، وهبط البلاديوم 0.2 بالمئة إلى 930.25 دولار.
وعلى الجانب الآخر انخفضت أسعار النفط، الثلاثاء، بعد أن قبلت إسرائيل اقتراحا يقلص الخلافات التي تعوق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مما ساعد في تهدئة المخاوف من تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط.
تحرك الأسعار
هبطت أسعار خام برنت 12 سنتا أو 2.02 دولار أو 0.15 بالمئة إلى 77.54 دولار. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لأقرب شهر استحقاق، والتي تنتهي الثلاثاء، 74.23 دولار للبرميل، بانخفاض 14 سنتا أو 0.2 بالمئة. وانخفض عقد الشهر الثاني الأكثر نشاطا في التداول 15 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 73.52 دولار.
وهبط برنت نحو 2.5 بالمئة الاثنين، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط ثلاثة بالمئة.
“اقتراح تقريبي”
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل “اقتراحا تقريبيا” قدمته واشنطن لمعالجة الخلافات التي تعوق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وحث حماس على قبوله أيضا.
غير أنه لا توجد علامات تذكر على تراجع الحرب أو انحسار مخاوف اتساع نطاقها في ظل إعلان حماس استئناف التفجيرات الانتحارية داخل إسرائيل بعد سنوات عديدة، وإعلان مسؤوليتها عن انفجار في تل أبيب مساء الأحد، وقول مسعفين إن الضربات العسكرية الإسرائيلية قتلت 30 فلسطينيا على الأقل في قطاع غزة أمس.
تراجع مخاوف العرض
كما هدأ مخاوف العرض ارتفاع إنتاج حقل الشرارة النفطي الليبي إلى نحو 85 ألف برميل يوميا في خطوة تهدف إلى إمداد مصفاة الزاوية النفطية، حسبما قال مهندسان يعملان في الحقل لرويترز أمس الاثنين.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية حالة القوة القاهرة على صادرات النفط من الحقل في السابع من أغسطس بعد أن قلص حصار المحتجين الإنتاج في الحقل الذي يبلغ عادة 300 ألف برميل يوميا.
وفي الولايات المتحدة، أشار استطلاع أولي أجرته رويترز أمس إلى أن من المتوقع أن تنخفض مخزونات الخام 2.9 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وعلى جانب الطلب، ضغطت المخاوف بشأن المشكلات الاقتصادية في الصين أيضا على أسعار النفط. فبعد ربع ثان قاتم، فقد ثاني أكبر اقتصاد في العالم قوته الدافعة بشكل أكبر في يوليو مع انخفاض أسعار المساكن الجديدة بأسرع وتيرة في تسع سنوات وتباطؤ الإنتاج الصناعي وانخفاض نمو الصادرات والاستثمار وارتفاع البطالة.
ترقب خفض الفائدة
وفي الوقت نفسه، ينتظر المستثمرون أيضا إشارة إلى خطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لقرار سعر الفائدة التالي.
وسيخفض البنك أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024، وهو تخفيض أكثر من المتوقع الشهر الماضي، وفق أغلبية ضئيلة من خبراء الاقتصاد الذين استطلعت رويترز آراءهم والذين قالوا إن الركود غير مرجح.
وسيتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول الجمعة ويفترض المستثمرون أنه سيقر بحالة خفض الفائدة.
ويقلل خفض أسعار الفائدة من تكاليف الاقتراض وقد يعزز الطلب على النفط في أكبر دولة مستهلكة للخام في العالم.
سكاي نيوز