يغلب على المجموعة الشعرية الجديدة صبح يذوب على سرير للشاعر أحمد يوسف داود عمق الدلالة والعاطفة التي انعكست من الواقع الإنساني وتحولات البيئة الاجتماعية خلال الوقت الراهن.
ويعبر الشاعر داود عن الألم والوجع الكبيرين دون أن يتخلى عن بنيات القصيدة وما يشكلها من جماليات وصدق ومساهمة الخيال في وجودها، كقوله
في قصيدة صباحاً:
فرح كالصدى زارني عابراً
لم يقل كيف يشرب قهوته
وأنا لم أكن واثقاً بي فقال: وداعاً
وفي خفة البرق غاب.
ويعبر داود عن وجع المجتمع والإنسان مما يدور من متاهات ومؤامرات عليه، ومما يتلقاه من طعنات بأسلوب سهل ممتنع يمتلك الإيحاءات الفنية والإشارات إلى ما يؤلم الإنسان، فيقول:
لا تبوح الفراشات تحت الرصاص…
بأنات حسرتها…
ربما تتفجع سراً على وطن نازف
يذبح القاتلون وروده.
وعن زيف ما يدور وتزوير ما كان عبر التاريخ وأوجاع أصبحت لا تحتمل وتصوير البهتان الذي يتغنى به بعضهم، قال الشاعر داود:
ماذا تقول بلاغة البلغاء..
أوطان يغص ترابها بقبورها
من يستريح على البراءة..
من يعرف ما الحياة.
وفي المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، والتي تقع في 232 صفحة من القطع المتوسط قصص أخرى وحكايات واقعية جاءت معبرة عن هدف الشاعر في كشف وجع ناسه ومجتمعه.
الشاعر أحمد يوسف داود له كتابات في جميع الأجناس الأدبية، منها في الشعر أقمار دمشقية وطرق بلا عشاق وقمر لعرس السوسنة، ومنها في الرواية دمشق الجميلة والخيول وفردوس الجنون، ومنها في المسرح الخطا التي تنحدر، ومنها للفتيان السيف المرصود، ومنها في النقد لغة الشعر وأوراق مشاكسة وغيرها