د.اسماعيل النجار
هَل فعلاً انفصَلَت تكساس عن الحكومة الفيدرالية في واشنطن أم أن الجمهوريين وضعوا صخرة في طريق عَودَة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض؟
بَرَزَت اليوم أزمَة جديدة إلى واجهة الأحداث وألأزمات السياسية والمالية التي تعاني منها واشنطُن حيث أعلنت ولايَة تكساس رغبتها في الانفصال عن الولايات المتحدة الأميركية في خطوة ليست غريبة ومفاجئة، لكنها جاءَت في وقتٍ ضَيِّق لحكومة جو بايدن وسط سباق انتخابي محموم نحو الدخول إلى البيت الأبيض، وخَطَت حكومة أوستن خطوات عملية في تنفيذ رغبتها التي لطالما أعلنت عنها مراراً وتكراراً إلى جانب ست ولايات أخرى أهمها كاليفورنيا التي تعتمد عليها وحدها خزينة واشنطن بتزويدها بأكثر من ٤٠ ٪ من مدخولها القومي.
تكساس التي تقع جنوبي البلاد والبالغة مساحتها قرابة ألـ 700 ألف كلمْ وعدد سكانها البالغ ثلاثين مليوناً تعتبر من أكثر الولايات الأميركية إنتاجاً للرقائق الألكترونية والمنتوجات الزراعية والنفط والأخشاب.
يسيطر على جنوبها الجمهوريون وعلى شمالها الديمقراطيون وغالبية أفكار سكانها ليبرالية إجتماعية وليبرالية حديثة.
انفجر الصراع بين أوستن العاصمة السياسية لتكساس وبين الحكومة الفدرالية في واشنطن على أثر اتخاذ قرار من حكومة الولاية بنشر جدار من الأسلاك الشائكة على طول الشريط الفاصل مع المكسيك لمنع دخول اللاجئين اللذين تجاوزوا العشرة ملايين مهاجر عام 2023، لكن المحكمة الفيدرالية العليا أمرت بإزالة الشريط الذي رفعته حكومة الولاية فتم رفض أمر المحكمة وقامت الشرطة المحلية بإبعاد عناصر الحكومة الفيدرالية عن الحدود بالقوة، الأمر الذي استفَزَ واشنطن فأمرت بإنهاء التمرد وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه نهاية عام 2023 فحُشِدَت الدبابات والمدرعات على حدود الولاية كنوع من التهديد.
في المقابل من داخل تكساس لم يخرج أي صوت معارض لخطوة الحاكم الحالي “غريغ” “أبوت” الذي يستمرّ في منصبه منذ العام 2015، ما يشير إلى أن غريغ هو الأقوىَ وقد قرّر فعلياً تحقيق حلم الأغلبية بالانفصال بسبب فرض الضرائب بشكل غير مقبول وتسلط الحكومة الفيدرالية على مقدرات البلاد والتي تُصرَف على “إسرائيل” وأوكرانيا وحروب مفتعلة هنا وهناك من دون مبرر سوىَ التخريب، والشعب الأميركي بالغنى عنها في ظل معاناة المواطنين وأزماتهم الاجتماعية المتلاحقة.
جو بايدن وحزبه تلقوا صفعة قوية من تكساس، خصوصاً بعدما أيَّدَت 25 ولاية قرار أوستن بالإنفصال، فـ”وَقع الفاس في راس” جو بايدن الذي يقاتل لأجل فوزه بولاية ثانية وحوصرَ بين دعمه لحرب خاسرة في أوكرانيا وجرائم أرتُكِبَت في فلسطين بدعم وتأييد مباشر منهُ.
ومن هنا نستطيع أن نقول إن حلم كل الولايات التي تسعى للانفصال في أميركا سيصبحُ يوما ما وقريباً حقيقة لا مفرّ ولا مهرَب منها بتاتاً.
أميركا سقطَت،
إسرائيل سقطت،
بيروت في 31/1/2024
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1