هادي جلو مرعي
(رئيس منتدى الحريات الصحفية في العراق)
اقتربت من المستوى في الهجوم على زعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي ما جعلني أبدو كخصم له ومنتقد شديد القسوة بعد ساعات من قرار المحكمة الاتحادية الذي قضى بإنهاء عضويته في البرلمان العراقي، لكنني أشرت غير مرة الى إنني لا أعني الحلبوسي حصراً في ما أقول خاصة في قضية التطبيع مع الكيان الغاصب، وطالبت بجلسة طارئة للبرلمان العراقي لمناقشة الخرق الواضح لقانون تجريم التطبيع الذي سبق للبرلمان وأن أقرّه.
وكان التيار الصدري من أشد القوى التي دفعت باتجاه تشريع القانون، وقد صوّت على تشريعه غالب أعضاء السلطة التشريعية، وكنت أتوجّس أن الغمز في قناة الحلبوسي وحده غير صحيح، فربما تكون قوى فاعلة في الدولة نحت المنحى ذاته في التعاقد مع الشركة الأميركية التي هي في الواقع شركة علاقات وترويج ودعاية. وهذا ما ذكره الحلبوسي بعد ذلك..
ولهذا فالتحقيق مهم جدا لنعرف أولا: ما إذا كانت هناك قوى وشخصيات بالفعل قد تعاقدت مع تلك الشركة المشكوك في أمرها، ودعوى وجود مستشارين صهاينة فيها، وثانياً: فيما إذا كان ذلك أمراً طبيعياً باعتبار أن جهات وزعامات غير الحلبوسي تعاقدت معها دون معرفة تفصيلية بكينونتها، والاكتفاء بكونها أميركية.
وبالتالي فإما أن نحاسب الجميع، أو نغض الطرف عن الجميع، ومنهم الحلبوسي ذاته الذي أريد له أن (يشيل الليلة كلها لوحده) ولأن الساسة متشابهون، فالقضية لا تتعلق بالمبادئ، بل بالمصالح خاصة وإن ماكينة الدعاية في بغداد التي تتبع لقوى وأحزاب تكيل الاتهامات لذاك الطرف أو هذا، بينما هي ذاتها تتوسّل المتهمين في ظنها للتحالف والشراكة وتشكيل الحكومة.
ولعل ما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقده محمد الحلبوسي مساء الخميس المنقضي فيه من الإشارات والتحدي ما يدفع الجمهور والنخب للخوض أكثر في تصوّرات عن طبيعة النظام السياسي، وحجم النفاق الذي يعانيه خاصة أن الحلبوسي طرح جملة من القضايا التي هي اتهامات صريحة ينبغي الأخذ بها، والتحقيق فيها للوصول الى نتيجة ما.. غير أني موقن بأن الموضوع لا يرتبط بصحة من عدم صحة ما قيل بحق الرجل، ولكنه أمر متّصل بصراع الأقطاب، وتشابك المصالح التي تدفع للتقاتل والصراع والتسقيط والتآمر، والبحث في تفاصيل صغيرة من أجل تضخيمها، وتحويلها إلى حيتان تبتلع الخصوم، وتنهي وجودهم بالكامل لتفرغ الساحة لهم فيمسكوا الزمام، ويحكموا المشهد.
ويمكن تلخيص ما جاء في مؤتمر الحلبوسي الصحافي بنقاط دون تبني أي طرح مما صدر منه، ويبقى للقضاء القول الفصل شريطة توجه الحلبوسي إليه، وتقديم الأدلة الكافية التي تدين الآخرين سواء الذين ورد ذكرهم تصريحاً، أو تلميحاً، ومن أبرز ما جاء في المؤتمر النقاط التالية :
-القضاء هو الفصيل ومستعدّ للمثول امامه في اي وقت.
-لن اغادر العراق ومستعدّ للمثول امام القضاء وانا باقٍ بين اهلي وشعبي وناسي.
-لن اكون مثل الباقي عندما تثار قضية ما يغادر العراق. انا سوف ابقى للمثول امام القضاء.
-جميع من تقدموا بالشكوى ضدي هم متهمون بقضايا فساد، والجميع يعلم ذلك.
-حيدر الملا تمّ استبعاده من الانتخابات اكثر من مرة لكونه فاقداً للشروط الاهلية التي نص عليها قانون الانتخابات.
-رفضت وأرفض ان يطلق على الكيان الصهيوني دولة وأنا معروف موقفي من هذا الكيان الغاضب.
-لا سلام مع الكيان الغاصب، ولن يمد العراقيون يدهم للسلام مع هذا الكيان الغاصب.
-كيف يتم اتهام حزبنا وهو بجميع أعضائه صوّتوا على قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
-شركة BGR أميركية بجميع اعضائها ولا يوجد فيها اي تمثيل من جنسيات أخرى خارج الولايات المتحدة الاميركية، والعقد منشور من قبل وزارة العدل الأميركية.
طبيعة العقد التواصل مع وسائل الاعلام ونشر نشاطات الحزب داخل الولايات المتحدة.
-عدد المتعاقدين مع شركة BGR من العراق ٢٨٦ شخصية سياسية واحزاب منذ ٢٠٠٣ لغاية يومنا هذا.
-جهاز المخابرات مكتب رئيس الوزراء وزارة الدفاع العراقية، وزارة الخارجية العراقية، وزارة النفط، وشخصيات وأحزاب سياسية سنية وشيعية تعاقدت مع الشركة نفسها.
-من استهدفنا شخصيات محكومة بالإرهاب والفساد، ولا يمتلكون هوية وطنية.
-باسم خشان لم يصوّت على قانون تجريم التطبيق مع الكيان الصهيوني رقم ١ لسنة ٢٠٢٢.
كل تلك النقاط ينبغي التحقيق فيها لنتأكد ما إذا كان خصوم الحلبوسي خائفين منه على الوطن، أم خائفين منه على أنفسهم ومصالحهم؟ وإذا لم يتم النظر في كل تلك التفاصيل بنظرة جادة فإن الرجل وقع ضحية صراع المصالح، وليس المبادئ، وهنا ينبغي التركيز على أهمية أن يتراجع السياسيون قليلاً عن حالة الجشع المفرط، والرغبة في الحصول على كل شيء، وتجريم الخصم ليس لأنه مذنب، بل لأنه يهدد مصالح الخصوم!!
وإذن فكلنا محمد الحلبوسي في البحث عن التفاصيل التي تظهر الجميع سواسية وليسوا مستغلين للظروف يقابلهم ضحايا.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1