احترام عفيف المُشرّف
(كاتبة يمنية)
ينصهر القلب وجعا، وتئن الروح ألما، وتذوب النفس حسرة، ويتجمد الدمع في المآقي حزنا وخجلا، لمايحدث في غزة من مجازر وقتل لكل ما يدب على ظهرها أو يتنفس فيها.
غزة تدمر عن آخرها على مرأى ومسمع من العالم بأسره، يقتل الإنسان في غزة كيفما كان وصفه طفلا أو امرأة أو مسناً. يقتل الطبيب في غزة مع مريضه ويقصف المشفى مع المنزل، لا فرق فقد أبيحت غزة العزة من المتصهينين قبل الصهاينة، ومن المسلمين قبل اليهود، ومن الأقرباء قبل الغرباء، (وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).
نعم من سمحوا باستباحة غزة ليست فرنسا وأميركا، ومن في فلكهم، بل هم العرب. هم الحكام الأذلاء، هي الشعوب الساكتة على حكامها وهي تسمعهم يدينون الضحية ويشرعنون الوحشية.
إن ما نسمعه من تصريحات للحكام العرب أو الناطقين باسمهم أو من المذموم الذي يدعى برئيس السلطة الفلسطينية، لهو أشد وأنكى من صواريخ العدو الإسرائيلي ومن ضرباته (وظلم ذوي القربا أشدّ مضاضة، على المرء من وقع الحسام المهند).
من يصرّحون بإدانة المقاومة الفلسطينية هم، ومن يحاصرون غزة في حدودها، هم وكل ما يحدث على مرأى ومسمع منهم هم لا بارك الله فيهم. (نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
وإذا أتينا إلى الشعوب العربية فهم ومنذ سبعين عاما وهم يخرجون إلى الشوارع ينددون بالعدو الإسرائيلي ويهتفون للمقاومة ما سئموا وما ملوا، ولن نقول إنهم لا يعرفون بل هم يعرفون ويدركون أن ما يقومون به لن ينفع فلسطين. وما ينفع فلسطين هو الخروج والتنديد بحكامهم وإرغامهم على التنحّي عن كراسيهم التي ليسوا بأهل لها. هكذا فقط ستكون لهم وقفة صادقة مع الأقصى، فحكامهم قد زاد غيّهم وسكوتهم ولا بد من الخروج عليهم.
(لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِـمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا).
أما العلماء الأجلاء بكل أطيافهم علماء السنة والشيعة وووالخ.. بكل مسمياتهم فالله هو المستعان عليهم فهم الملاذ وهم المرتجى في مثل هذه العسرة التي تمرّ بها فلسطين وأهلها. فهم مَن يتأمل فيهم أن يقودوا الأمة وأن يخرجوا في مقدمة الشعوب ليعلنوا أن مواقف الحكام ليست من الدين وأن نصرة أهل فلسطين أصبحت فرض عين، وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن حكام المسلمين أصبحوا شياطين وليسوا بخرس، بل متكلّمين ضد ما أمر به الدين، وواقفين مع العدو ضد المسلمين ووجوب الخروج عليهم ابتداء من قتال العدو الإسرائيلي. فهم أعداء الأمة الحقيقيون، تحرّكوا يا علماء الأمة لتخرجونا من هذه الغمة والبلاء وإلا فأنتم أول مَن سيحاسبهم الله على دماء الفلسطينيين. (وْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ).
وأما الحقوقيون والمنظمات الإنسانية فنقول لهم أين أنتم لماذا لم نسمع لكم صوتاً ولم تذرف دموعكم التي نراها على أدنى شيء يحدث. ألم تهزكم المشاهد التي تبث من غزة، ألم تروا كيف يقتل الأطفال في غزة وكيف تذبح النساء وتقصف المستشفيات والمدارس؟ ألم تشاهدوا كيف تباد أسر بأكملها في غزة؟ لماذا نراكم تبحثون تحت كل حجر عن حقوق الإنسان والحيوان وتجرمون من يعتدي على الأطفال والنساء وتمرون على غزة مرور اللائم ولا تحركون ساكناً؟ وأنتم ترون الطفولة تذيح في غزة وترون النساء وهن يلبسن أطفالهن الأكفان بديلاً عن الزي المدرسي، وترون الطبيب الذي لاي عود إلى منزله مرابطاً في إسعاف الجرحى ونقل الشهداء ليفاجأ بأن أبناءه قد أتوا هم إليه بين الشهداء وترون كل ما لا يحتمل من مشاهد ولا نسمع لكم حساً ولا همساً!! ألا تبّت أياديكم وشاهت وجوهكم يا متشدقين بما لا تعملون. (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
#اتحاد_كاتبات_اليمن