– في تناول أربعة عناوين محورية جاءت معادلاتها نتاج معارك كبرى في المنطقة، منذ العام 2006 مروراً بسورية سواء في المعركة مع الجماعات الإرهابية، أو في جوهر المواجهة مع المشروع الأميركي، يستشعر السيد حسن نصرالله محاولات لتغيير قواعد الاشتباك التي أنتجتها معادلات حروب كبرى، عبر المعارك الإعلامية والتذاكي، فيعيد السيد التذكير بمعادلة رمزية سبق له أن أطلقها وعنوانها، “إن عُدتم عُدنا”، مذكراً أن المعادلات التي رست عليها الحروب غير قابلة للتغيير إلا بحرب جديدة، ومن يجد لديه الجهوزية لهذه الحرب فليتفضّل لأن المقاومة جاهزة ولا تتهرّب من استحقاق المواجهة.
– العنوان الأول هو معادلات حرب تموز، التي استغرق التفاوض حول صيغة وقفها الأيام الأخيرة من الحرب، خصوصاً في التفاصيل الدقيقة لتفويض اليونيفيل، سواء بإسقاط صيغة القوات المتعددة الجنسيات، وفرضية الفصل السابع، أو بربط حركة اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ومحاولة التغيير عبر تهريب صيغة تمّت السنة الماضية في مجلس الأمن الدولي، ما كان يعني المقاومة منها هو موقف الحكومة اللبنانية، أكثر من النص الذي تضمنه القرار. ويكفي المقاومة تصحيح موقف الحكومة اللبنانية، ولو لم يتصحّح القرار، لأن الأهالي بوضوح وبلا تردّد، لن يسمحوا إطلاقاً بأي مهمة لليونيفيل دون الجيش اللبناني، ولا حاجة للسلاح هنا.
– العنوان الثاني هو التلميحات الإسرائيلية عن فرضية اللجوء إلى الاغتيالات، وبالرغم من أن التهديدات لم تذكر لبنان ولا قادة المقاومة في لبنان، لكن السيد يستشعر فرضية اغتيال قيادات فلسطينية في لبنان ما لم تذكره المقاومة، بأن هذا سوف يعني خرقاً لقواعد الاشتباك له تبعات وتداعيات، سيلقى رداً قوياً وفورياً، وتهريب الكلام عن الاغتيالات لن يفلح بتمرير التهديد دون استحضار معادلة الردع وقواعد الاشتباك من جانب المقاومة. وليُقِم الاسرائيليون حساباتهم جيداً، فان كانوا لا يزالون راغبين بتفادي مواجهة فعليهم أن يلتزموا بما سبق وتم تثبيته من قواعد ومنها الامتناع عن الاغتيالات.
– العنوان الثالث هو الرهان الأميركي على تنشيط الميليشيات المموّلة والمشغلة من الأميركيين ومعها تنظيم داعش على أمل خلق واقع جديد يستنزف الدولة السورية، ويغيّر الموازين التي رست عليها معارك السنوات الماضية في سورية. وهنا يقول السيد إن الدولة السورية وحلفاءها وفي مقدمتهم محور المقاومة لن يسمحوا بذلك. وكما قاتلوا بشراسة حتى هزموا المشروع الإرهابي هم جاهزون لقتاله مجدداً بالضراوة والشراسة ذاتهما وإعادة هزيمته مجدداً.
– العنوان الرابع هو ما يجري ترويجه من تحضير أميركي لعملية عسكرية تهدف للسيطرة على الحدود السورية العراقية، من التنف إلى البوكمال. وهنا يقول السيد اذا كان رهان الأميركيين على جماعاتهم فسوف يلقى هؤلاء ما لقوه سابقاً من هزائم، أما إذا كانوا سيقاتلون بجيوشهم فيا مرحبا، لأن هذه هي المعركة الحقيقية التي ننتظرها. وهنا التفاتة نحو الداخل السوري والمعاناة الاقتصادية، ربطها بالنهب الأميركي لثروات النفط والغاز، ودعوة لمواجهة الاحتلال الأميركي بدلاً من توجيه اللوم للدولة السورية وفقاً للرغبة الأميركية.
– السيد يقول لكل المحور المعادي، هزمناكم في ميادين الحرب، فلا تراهنوا على الاحتيال والتذاكي لتغيير المعادلات، فما حُسم بالحرب لا يمكن تغييره إلا بالحرب، فإن كنتم جاهزين فنحن جاهزون.