شعار هيهات مِنًا الذِلَّة ليس مجرد كلمات. إنه تعبير فعلي فعَّال مزلْزِل ومُحفِّز على الثورة والوقوف في وجه الردَّة والطُغيان وكل ما يعيق تطوُّر ونمو الإنسان.
إنَّها لثورة حسينية عالمية شاملة غير محدودة الزمان والمكان! إنَّها التحام التاريخ بالجغرافيا والمبدأ بالعقيدة والإيمان وعطش الإنسانية نحو الكمال والاستقامة وإحقاق الحق عبر التضحية الجسدية الكبرى من أجل المبادئ الروحية المُثلى.
عظيمٌ هو شهر إمام ورائد الثورات ونموذج التضحية والفداء الإمام الحسين عليه السلام، إنَّه أيضاً شهر الإباء الزينبي والصبر الأسطوري، شهر الإيمان والعِبَر والعَبَرَات، شهر الكرامة والشرف والإباء والشموخ الممزوج بالدموع في المُقَل، شهر الفخر بأنصار الحُسين عليه السلام والموالين الذي ذابوا في العشق الحسيني. إنَّه شهر من حَمَلَ الحُسين في قلبه منهج عمل وطريقة حياة لا مجرد بكاء ونواح. وإننا رغم انشطار القلب وانكسار الخاطر نتعظ من إباء وعزَّة نَفْس وتَحَمُّل وصبر العقيلة زينب الكُبرى عليها السلام التي أوصاها إمامنا العظيم ألَّا تشقّ عليه جيباً. لذا نتجمل بتحملها لهذا المصاب الجَلَلَ المزلزل في وقوعه والذي تنوء منه الجبال بكلكلها لأن الحسين افتدى هذا الدين والإنسانية جمعاء بنفسه وبنفوس عائلته وأصحابه الأوفياء الشرفاء الذين لم تُدنِّسهم الجاهلية ولا الادِّعاء المُزيَّف بدخول الدين، وأعاد البوصلة الدينية بدمه الطاهر فانتصر هذا الدم المبارك على السيف وعلى النسيان والطغيان!
إنَّ الإمام الحسين هو مُلك البشرية جمعاء وعطاياه مسبوغة على هذا الكون لأنه خلق ثورة فكرية أخلاقية قيمية وإيثارية أولاً تفرّعت عنها باقي الثورات الدينية والاجتماعية والسلوكيات الحقَّة الصحيحة.
عظَّم الله أجوركم بمصاب أبي عبد الله الحُسين، عليه السلام، الذي يجب أن نتعلم منه كل يوم وليس فقط في ذِكرى عاشوراء.
(عن روح أمي وأبي الحجة زينب رمَّال والحج إسماعيل رمَّال وأروح أموات القارئين الكرام).