هل نحن حقاً سعداء؟
من أكثر الأسئلة التي تراودني. وأنا أرى تفاوت مفهوم السعادة وأسبابها من شخص إلى آخر.
فمنهم مَن ربطوا سعادتهم بتعويض نواقص عاشوها في حياتهم، من خلال إسرافهم في الملبس والمأكل وبكل ما هو مرتبط بالماديات كمصدر لسعادتهم.
وآخرون وجدوا سعادتهم في تحقيق إنجازات مهنية وعلمية، وبعضهم في النجاح والتطور بكل النواحي العملية وبكافة مجالاتها.
وقد يجد البعض السعادة في الصحة الجيدة أو هدأة البال..
وإن كانوا كلهم قد اعتبروا أنهم وجدوا السعادة فعلاً، وأنهم سعداء، وكل على طريقته.
نسأل وماذا بعد؟؟
هل سيبقون بهذا الانتشاء بالسعادة إن حافظوا على مصدرها؟
السعادة كالنار تلتهم نفسها، ولن تستمرّ بتوقدها للأبد.
ستخفت وتبهت، ويخبو شعورنا بنشوتها مع مرور الوقت والزمن، وسنبدأ نفتش عن أسباب أخرى لسعادتنا. سنبحث عنها، وسنكتشف بأننا أضعنا عمرنا في وهم الشعور بالسعادة. وسندرك بأنها تُصنع بأيدينا من مخاضنا في فهم الحياة.
عندها سنجدها دون تكلف في أبسط الأشياء من حولنا.