محمد شريف نصور*
المشهد واحد، والسياق التاريخي واحد، والأرض هي هي، والشعب هو هو، والمقاومة ضد الاحتلال والغزاة واحدة عند كل الشعوب، يقابلها وجود الخونة لأوطانهم والعملاء للاحتلال.
في سورية المشهد والصورة والواقع ذاته عندما تعرّضت للعدوان والاحتلال الفرنسي في القرن الماضي بين عامي 1918/ 1946.
وتعرّضت سورية إلى مؤامرة وحرب كونية إرهابية منذ آذار عام 2011 وما زال رجال الله في الميدان رجال الجيش العربي السوري، يخوضون معاركهم وتضحياتهم ضد قوى الاحتلال وتنظيماته ومرتزقته.
إن أبطال الميدان، رجال الله على الأرض رجال الجيش العربي السوري الذين سطروا أروع الملاحم البطولية وقدّموا التضحيات وارتوت الأرض من دمائهم الطاهره دفاعاً عنها، هم أحفاد وأبناء رجال العز والكرامة الذين انتصروا على الاحتلال الفرنسيّ وحققوا لنا الاستقلال، وهذا الجلاء كان بفضل تضحياتهم، وإن أبطال اليوم وشرفاء اليوم ورجال الجيش العربي السوري هم الامتداد العضويّ وصلة الوصل لروح الوفاء للوطن، ينهل من أجداده الكرامة والبطولة والنصر، ومن كان من صلب الرجال الأوفياء حافظ ودافع عن هذا الاستقلال وتضحيات أجداده، فهم أحفاد يوسف العظمة وامتداد لروحه وإيمانه بالدفاع عن الوطن مهما كلف الثمن، من الشمال السوري، حيث الزعيم إبراهيم هنانو،
ومن شرقها في الفرات رمضان باشا شلاش،
ومن ساحلها الشيخ صالح العلي،
ومن نهر عاصيها فوزي القاوقجي،
ومن غوطتها حسن الخراط،
وفي جنوبها الباشا سلطان باشا الأطرش
وفي حورانها وجولانها وصحرائها، وفي كل بقعة على ثرى هذا الوطن شهدت معارك وبطولات ضد وجود الاحتلال الفرنسي، وكان في الوقت نفسه يتعرّض رجال العزة والكرامة، حماة سورية لخيانة ومؤامرة من عملاء تمّ تجنيدهم من داخل صفوف المجتمع من أحفاد وأبناء عملاء وخونة الأمس ايام الاحتلال الفرنسي، لضرب الوحدة الوطنية، ووحدة الدفاع عن سورية، وسرقة انتصارات وتضحيات رجال الله في الميدان ومعه صمود الشعب السوري في سورية، كما في باقي الدول والشعوب التي تعرّضت لاستعمار واحتلال وعدوان عبر مراحل التاريخ.
قد يختلف الزمان، وتختلف أشكال وألوان وجوه المحتل من اللون الأسمر، وأكثرهم من السنغال، أو اللون الأشقر الفرنسي والأبيض، لكن المحتل هو ذاته، هو الفرنسي الغاصب السارق الناهب لثروات الوطن وخيراته وعقوله ومقدراته، بين عامي 1920 / 1946.
واليوم اسم المحتل والعدو الذي يسرق خيرات البلاد وثرواتها، قمحها ونفطها، هو الأميركي والتركي، منذ عام 2015، اختلفت أسماء المحتل والعدو، لكن السلوك والممارسات هي ذاتها، والأدوات التي يعتمد عليها الاحتلال هي ذاتها، أيام العثماني والفرنسي سابقاً والآن الأميركي والتركي، وأهم تلك الأدوات، هم الخونة لأوطانهم، والعمالة للأجنبي المحتل.
أبناء الشعب السوري يحتفظون بذاكرتهم الماثلة أمامهم ما فعله خونة وعملاء الأمس بما فعله أحفادهم اليوم. فالجميع يعرف حقيقة خيانتهم للوطن والتاريخ والشعب.
الجميع في سورية، يعرف خيانة (معاذ الخطيب) رئيس ما يُسمى الائتلاف السوري المعارض المرتبط بالمشروع الصهيو غربي لضرب سورية، وتمزيقها كما فعل جده (تاج الدين الحسني) عندما تآمر مع السلطات التركية والفرنسية لسلخ واغتصاب لواء اسكندرون، وأيضاً ما فعله (رياض حجاب) عندما هرب من سورية إلى أحضان القواعد الأميركية في الأردن ثم إلى دويلة قطر التي كانت تقود مشروع الإرهاب ضد سورية، حيث يعرف أبناء دير الزور ما فعله (جدّه وأبوه) عندما كانا يعملان مع قوات الاحتلال الفرنسي ويلاحقون المقاومة وأبطال دير الزور ضد الاحتلال الفرنسي.
وغيرهما الكثير من الخونة والعملاء الذين قدموا الخدمات والتعاون مع الاحتلال وقوى العدوان والإرهاب، كما فعل أجدادهم وآباؤهم بهدف ضرب سورية ووحدتها واستقرارها.
اليوم من حق التاريخ والوطن والشعب، أن يكتب وأن يسطّر بأحرف من نور وعز وفخار ما فعله أحفاد وأبناء رجال الاستقلال وقادته، رجال الله في الميدان، رجال الجيش العربي السوري للحفاظ على استقلال سورية ووحدتها وسيادتها.
وبالمقابل على الشعب السوري أن يكتب للتاريخ الأسود ما فعله أحفاد وأبناء عملاء الأمس واليوم بالتآمر مع الاحتلال وقوى العدوان والإرهاب على الدولة الوطنية، على سورية ووحدتها وتاريخها وشعبها.
التاريخ سيكتُب، كما كَتب سابقاً ويكتب اليوم.