الهروب من حافلة عزرائيل رواية جديدة للأديبة عبير نادر ترصد تحولات المجتمع المتنوعة في التعامل مع المرأة وقدرتها على الصبر والمواجهة، ولا سيما ما سببته الحرب الإرهابية على سورية.
وفي رواية الأديبة نادر يتجلى دور البطلة سوسن في أغلب مفاصل الرواية وطاقاتها على الصمود والحوار والمجابهة، فتتماهى مع كل نساء المجتمع وتظهر في المقدمة.
وبعد وصول سوسن عبر أحداث الرواية إلى المشفى تظهر الأديبة قدرة المرأة على الحضور والتعامل الكريم مع من يزورها، وذلك خلال تحليق الروح بعد اغتيالها على يد الإرهابيين لتزين الفضاء المحيط.
وتواجه بطلة الرواية لأول مرة حالة التعايش مع المصابين والمرضى بالمشفى، وتظهر حالات اجتماعية مختلفة عن العيش في البيئة بسلام، بعد أن جاور سريرها من كانوا جوارها ببيئة المشفى.
ومن خلال حديث روح سوسن مع أرواح القادمين إلى هذه الغرفة وخروج أغلبهم تطالعنا قصص الحرب وقصص النساء وما حدث لهن، وسوسن تحاول الهروب لتتذكر الماضي السابق فتجعل القارئ يقع في حيرة من أمره عن الرابط الروحي والزماني والمكاني بين سوسن وصديقتها فاتنة الشخصية الفاعلة بالرواية.
وتطرح الروائية نادر فكرة تبادل الأدوار من خلال سوسن التي تتقمص أحيانا دور الظالم وأحيانا دور المظلومة، فيضيع القاتل في زحمة ما يجري لتترك الرواية في حدث مفتوح وخاتمة محيرة.
الرواية الصادرة عن دار عقل للنشر والدراسات والترجمة تبدو بأسلوب جديد يجمع الأصالة والمعاصرة، ويعتمد على الخيال والواقع وقدرة المؤلفة على تقديم السهل الممتنع في تكوين بنيات الرواية الفنية