نتيجة الوضع الداخلي في لبنان الذي لا يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية حاليا بسبب الخلافات السياسية ومواقف قادة الاحزاب والكتل النيابية ما سيفرض تأجيلها إلى الربيع او إلى الصيف المقبل. وهناك سبب اخر لهذا الشغور وهو انه طالما الوزير سليمان فرنجية مرشح فان حزب الله لن يسحب دعمه له وكذلك الرئيس نبيه بري.
وإذا افترضنا ان التيار الوطني الحر التقى مع المعارضة على مرشح لرئيس للجمهورية فلا يمكنهم انتخابه لأنه سيكون رئيساً غير ميثاقي بغياب أي نائب شيعي حتى ولو استطاع تأمين أصوات النصف زائداً ببضعة اصوات. اما السبب الثالث الرئيسي لتأخير انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان فهو انه ليس هنالك من اتفاق دولي يحصل على غرار ما حصل في الطائف، او كما حصل مع العماد عون، عندما انسحب الجميع له. والسبب الخارجي الأهم ان واشنطن غير مهتمة حالياً بالاستحقاق الرئاسي اللبناني ولا اوروبا ولا السعودية ودول الخليج ولا ايران حيث ان الاخيرة تترك هذا القرار لحزب الله.
وبالتالي في غياب تركيبة دولية اقليمية تؤدي الى تأمين الغطاء والضغط، لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
وقصارى القول ان السعودية غير مهتمة بالشأن اللبناني حتى الآن، اما فرنسا فهي غير مستعدة لحرق أصابعها في لبنان على غرار ما حصل عند تشكيل حكومة مهمة يوم تم تكليف السفير مصطفى اديب وما نتج عنها من فشل المبادرة الفرنسية.
وعليه، ان تجربة تحرك دولي لانتخاب رئيس جمهورية لن تتم حاليا على مدى اشهر عدة.
وتقول هذه المصادر انه لا يوجد بصيص امل في الملف الرئاسي بل كلام بكلام ولا شيء ملموسا على ارض الواقع. ذلك أن الحديث عن اجتماع مرتقب سينعقد في فرنسا يجمع الأميركيين والسعوديين للبت بالملف الرئاسي اللبناني لم يترجم فعليا ولم يحصل حتى هذا التاريخ بل بقي كلاما اعلاميا لا اكثر. والحال ان الحركة الدولية اقتصرت على دعوة فرنسا واميركا والسعودية المسؤولين اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي لا حركة ديبلوماسية دولية فعلية في هذا النطاق.
هذا المشهد الدولي يلفت الى ان المجتمع الدولي لا يزال في سياق «حث» القوى السياسية على انتخاب رئيس ولكن دون ادوات ضغط على هذه القوى.
وهنا، تجدر الاشارة الى ان الاوروبيين حاولوا سابقا التلويح بفرض عقوبات من اجل تشكيل حكومة ولكن لم ينفذوا اقوالهم في هذا المجال.