يحيى دايخ*
القوة ووحدة الموقف أسس للسيادة والكرامة وإستعادة الحقوق، لا
إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، يتناول هذا النداء مجريات ما بعد وقف إطلاق النار، ويُظهر التواطؤ الأمريكي وانحيازه الكامل للعدو الإسرائيلي، مع رصد محطات أساسية تكشف واقع المعركة السياسية والدبلوماسية القائمة:
*فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية،
في ضوء ما يشهده الجنوب اللبناني والبقاع والضاحية الجنوبية من اعتداءات متواصلة، وفي ظل مسار تفاوضي إلتزم به فخامتكم يتعرض للعرقلة والتفريغ من مضمونه، تأتي هذه الورقة الموجزة لتضع أمامكم كرونولوجيا للوقائع المتسارعة منذ وقف إطلاق النار، وتحمل تساؤلاً مشروعًا حول جدوى التفاوض في ظل غياب الضامن النزيه وانكشاف النية العدوانية الإسرائيلية.
أولاً: *الضغط الأمريكي ونتائجه الكارثية*
تحت ضغط أمريكي مباشر، وافقتم فخامتكم على تمديد وقف إطلاق النار 60 يومًا إضافيًا، بُغية فتح نافذة دبلوماسية.
فكانت النتيجة: العدو لم يتراجع، بل كثّف من وتيرة التدمير، وواصل قتل المدنيين، واحتلاله للنقاط الحدودية الخمسة ووسعها.
ثانيًا: *عقم المسار التفاوضي*
على الرغم من تبني فخامتكم مسار تفاوضي لاستعادة الأرض، أتى الرد الإسرائيلي باغتيالات مباشرة لموظفين حكوميين، واعتداءات متكررة على الجيش اللبناني واليونيفيل.
والنتيجة الاحتلال لم يبدِ أي تجاوب، بل ثبت وقائع جديدة على الأرض عبر التفخيخ والتدمير والقتل والإجرام المُمنهج.
ثالثًا: *عرقلة الدولة وتعطيل السيادة*
ما زال العدو يُواصل الاحتلال واستهداف البنية المدنية في الجنوب: بلديات، مدارس، مؤسسات مياه وكهرباء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
كما يُعيق تولي وتنفيذ الجيش اللبناني لمهامه جنوب الليطاني ويمنع الدولة من بسط سلطتها، بدعم سياسي وعسكري أمريكي واضح.
رابعًا: *إثبات الانحياز الأمريكي*
مع كل ذلك لم تُحرّك الإدارة الأمريكية ساكنًا أمام هذه الانتهاكات، بل واصلت دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل.
بالنتيجة “الضامن” الأمريكي تحوّل إلى *شريك* للعدو، يُغطي عدوانه ويعرقل أي تفاهم واقعي.
*فخامة الرئيس،*
بأي منطق يمكن التفاوض، والعدو لا يفهم إلا منطق القوة؟
فأوراق القوة التي بيدكم هي: وحدة الموقف الداخلي، قوة المقاومة، وشرعية الدفاع عن النفس في القانون الدولي.
أما التفاوض من دون أوراق ضغط، فيُعيدنا إلى دائرة العجز والتنازل المجاني على حساب الوطن والمواطنين.
ختامًا، يا فخامة الرئيس اللبنانيين اليوم لا يسألون عن نتائج المفاوضات، بل عن قدرتهم على الصمود وحماية أرضهم وكرامتهم، في ظل ميزان قوة مختل، وعدو لم يتغيّر، وضامن دولي غير نزيه.
إن هذه المرحلة تتطلب موقفًا وطنيًا جريئًا يُعيد الاعتبار للسيادة الحقيقية، لا السيادة الورقية، وانتم من خرج من رحم المؤسسة العسكرية التي حافظتم على وحدتها ووطنيتها.
فخامة الرئيس، إن مساحة الجنوب والبقاع والضاحية الجغرافية، وما بذله أهل الجنوب والبقاع والضاحية من تضحيات دفاعاً عن الأرض والكرامة، هو على مستوى الوطن كله لا جزء منه، وأنتم من أهل الجنوب.
الموقف بين يديكم والأوان لم يفت بعد، وأنتم تملكون من أوراق القوة ما يجعل العدو ومن يسانده أن يرضخ للمطالب المحقة للبنان من سيادة وعزة وكرامة عوضاً عن التنازل.
*كاتب ومحلل سياسي















