كَتَبَ إسماعيل النجار
إستعمال بوتين لسوريا ورقة مقايضه مع واشنطن أضعفَ مِحوَر المقاومة وأعطى إسرائيل زخماً غير مُعتاد،
تكرَّمَت عليه دمشق بموطئ قدَم، فبَدَل الوفاء للجود العربي السوري بالغدر فأزاحَ الجميع وأصبحَ هو الآمر النافذ وأخيراً أصبحت عاصمة الياسمين ورقة مقايضة بين واشنطن وموسكو في مقابل أوكرانيا،
تأخرَ ترامب بتسليم الكعكة للنمس الروسي فقامَ منذ أسبوع بحركة بهلوانية في مطار حمَيميم ومحيطه ترافقت مع ضخ إعلامي عبر وسائل التواصل الإجتماعي يتحدث عن عودة ماهر الأسد ومناف طلاس إلى القاعدة الجوية وإنسحابات لعناصر هيئة تحرير الشام من اللاذقية وجبلة وطرطوس كرسالة إلى ترامب في حآل ماطلَ بتسليم كييڨ لموسكو، الأمر الذي جعلَ الهيئة تُسارع بتسيير قوافل دوريات في شوارع المُدُن الثلاث لتكذيب الدعاية الروسية وتأكيد حضورها العسكري والميداني،
من جهة ثانية تكوَّنَت فِكرَة لدىَ جميع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن سياسة روسيا مَبنِيَة على الغدر والمساوَة والإلتزام بإبقاء العرب والمسلمين ضِعاف يستجدونها حمايتهم وتزويدهم بالسلاح اللازم،
هنا يخطر على بالي سؤال بعد الذي حصل في سوريا واستهدف إيران ومشروعها المقاوم في المنطقة ما هو الدافع لتوقيع إتفاقية شراكة إستراتيجية مع روسيا تضَمَّنَت أكثر من 75 إتفاقية عمل لمشاريع عسكرية وصناعية ولوجستية وإقتصادية! فهَل عَوَّضَت موسكو لإيران خسارتها في سوريا مقابل صمتها عن ما حصل؟
بكل الأحوال المشروع السياسي الإيراني الذي يقضي بسرعة زوال إسرائيل أصبَح شبه مستحيل بالضربة الروسية القاضية من خلال إسقاط سوريا وإحتلال أجزاء واسعه من أراضيها ومحاصرة حزب الله وإنتزاع ورقة الأسرى من يد حماس وقبول الرئيس المصري إستضافة أكثر من مليون فلسطيني على أراضيه، وقبول الملك عبدالله إستقبال سكان مخيمات الضفة الغربية،
إسرائيل نجحت ليسَ من خلال قوتها وإجرامها بَل بخيانة روسيا والعربان الأذِلَّاء المطبعين، والمقاومة في لبنان وفلسطين لم ينهزما ولم يستسلما،
يحتاج الأمر إلى سنوات قبل إعادة المقاومة ترميم قوتها واستعادة نشاطها وطهران لن تتخلَّى عنها المهم أن خطر زوال إسرائيل قائم لم ينتهي بعد،
الخوف على غزة بعد إنتهاء التبادل،
بيروت في،،
29/1/2025