تقديم وتنسيق هاني سليمان الحلبي
كان استشهاد الأمين العام لح.زب الله سماحة الس.ي.د حسن ن.صر الله، في السابع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الماضي (2024)، إثر قص.ف صهيون.ي همجي على العاصمة اللبنانية بيروت، فيما استُشهد الس.ي.د هاشم sفي الدين بالطريقة الإجرامية ذاتها، في الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي بعد ستة أيام من اس.تشه.اد الس.ي.د ن.صر الله.
وكانت لحظة استشهادهما مرتبة جهادية في مواجهة العدو الصهيوني، وحيث كان يتوهم العدو انه بقتل الأمين نصر الله ومن ثم خليفته صفي الدين، ستنهار صفوف المقاومين وتنهار الجبهة، جبهة الإسناد من لبنان، وبالتالي ستنهار الجبهة الأساسية في فلسطين وبخاصة في غزة. لكن في الواقع ازداد تماسك الصفوف وصمد المقاومون الأبطال الخطوط الأمامية بجانب الحدود أكثر من ستين يوماً لمك يتزحزحوا رغم تدمير العمران وإبادة القرى والأحياء والمدن مكبدين العدو مئات الإصابات في الأرواح والخسائر الجسيمة في العتاد وانقسامات في صفوف العدو وجبهته الداخلية وتعمق الهلع في صفوف جيشه وانهيار الروح القتالية وتفسخ في حكومته وائتلافها الحاضن.
هنا نصوص عدة من وسائل إعلامية عدة تحيي الشهيدين.
غداً الجزء الثالث تغطية عن طوفان اتشييع المليوني اليوم الأحد.
تهويل وتوهين وتشكيك مع كمٍ هائل من الحقد والخبث والتحريض
لم يعدم أعداء المق.اومة، وهم قلة من مرتزقة الإعلام المسبق الدفع، وسيلة في محاولتهم التشويش على مهابة التشييع المبارك المقرّر يوم الأحد للأمينين الشهي.دين sيد شه.داء الأمة وعضده الشهي.د الس.يد الهاشمي. ووصل الأمر ببعضهم حد استدراج ع.دوان إسرائ.يلي عبر أسئلة خبيثة تشاركوها مع صحف إسرائ.يلية، بعد أن يئسوا من فبركات البطاقات والدعوات.
قلة انعزاليّة لم تشوّش على مواقف القوى الفاعلة والأصوات الوازنة التي صدرت اليوم، ولم تشوّه المشهد الوطني المتوقع في يوم الوفاء الأعظم لأعظم من ضحّى وقدّم.
لأن المشهد وطني عربي إسلامي وعالمي عارم، لنؤكد منذ اليوم أننا على الموعد مع يوم الوفاء لأق.دس دماء، ولنشارك في حملة التغريد ضمن وسم:
#وطن_الsيد_عالموعد
لماذا كل هذا الهلع؟..
لم يُحمل الجثمان على الأكتاف بعد،
لم تمتلئ الشوارع بالحشود
ولم يصرخ شعبه التزاماً بالوعد،
لم توثّق عدسات الكاميرات بعدُ هيبة المشهد،
لكن ما يجري بكواليس الغرف المغلقة تفضحه الحماقة:
العالم يخاف من الجنازة!
استنفار سياسي اعلامي وأمني غير مسبوق،
لمنع الناس من التوافد إلى بيروت.
ليس لأن الأمر يتصل بأمن العاصمة،
بل لأن مشهداً واحداً يوم الأحد،
ينسف كل المشاريع التي صاغتها عقول دوائر القرار في تل أبيب وواشنطن.
وللمفارقة،
أن الذين جادلوا منذ اغتيال الأمين العام لحزب الله الsيد الشهيد حسن نsرالله بأن المقاومة قد هُزمت بالفعل،
وفقدت شعبيتها وشرعيتها،
يستشرسون في ابتكار أساليب تمنع إتمام الحدث،
كما لو أنه تهديد استراتيجيّ وجوديّ لهم.
لذلك، بدأ هؤلاء حربهم الاستباقية على التشييع.
فمنذ اللحظة الأولى، بدأت حملة دولية هدفها منع الحشود من التوافد إلى بيروت.
وعندما نقول “دولية” فإننا نقصدها بحرفيتها. شركات الطيران ألغت حجوزات مئات المسافرين القادمين من تركيا والدول الأوروبية (أكثر من 120 رحلة قادمة من أوروبا تم الغاؤها أو تأخيرها لما بعد 23 شباط. الطيران التركي ألغى 20% من رحلاته رسمياً، ومنها رحلات كانت قادمة من ألمانيا)، دون تقديم تبريرات واضحة.
كما أن بعض المطارات شهدت استدعاء مسافرين لبنانيين والتحقيق معهم حول أسباب سفرهم،
في مشهد لم يحدث حتى في أحلك فترات الحرب الأهلية اللبنانية.
الضغوط لم تتوقف عند حدود المطارات.
بل شملت الشركات والمؤسسات والصحافة التي تسوّق لرواية الترهيب من الحضور،
كما المطاعم والجمعيات التي هددت الموظفين بالطرد.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ترتفع نبرة التحريض، كأنّنا عشية حدث جلل يهدد النظام العالمي القائم.
إحدى أبرز المعارك التي تخوضها الدوائر الغربية اليوم، ليست فقط في الميدان السياسي، بل أيضاً في ميدان الذاكرة والخشية من التوثيق.
وسط رغبة في ابقاء هذا الحدث عابراً، دون صور ومشاهد تشكل زخماً لكل المراحل القادمة، وتكشف حجم المشاركة الشعبية، حتى أن شركات التكنولوجيا الكبرى بدأت بتضييق الخناق على الحسابات (فيسبوك انستاغرام…) التي تواكب التحضيرات خطوة بخطوة، وتحذف أي منشورات تتعلق بالتشييع حتى قبل أن يبدأ.
لكن، فلنعد خطوة إلى الوراء ونسأل سؤالاً بديهياً:
إذا كان حزب الله قد هُزم،
كما يزعم خصومه،
وإذا كان جمهوره متعباً، منهكاً ومحبطاً،
فلماذا كل هذا الذعر من جنازة؟
لماذا يحتاج هؤلاء إلى كل هذا الجهد لمنع الناس من المشاركة،
حتى وصل بهم الأمر ترويج سيناريو الاعتداء الإسرائيلي المباشر على المشيّعين؟
وربما التلاعب بنتائج الأرصاد الجوية ونشر أخبار مزيفة عن أحوال الطقس.
الواقع أن المعركة ليست على تشييع رجل،
بل على طمس رمزية هذا الرجل
وما يمثله في الوعي الجماعيّ.
عندما يخرج مليون شخص ليهتفوا باسمه، فإنّهم لا يهتفون لرجل قُتل،
بل لقضية لم تُهزم.
عندما تمتد الحشود من الضاحية إلى بيروت، فإنها تحمل معها رسالة أقوى من الصواريخ وأكثر وضوحاً من الخطابات:
نحن هنا،
ونحن مستمرون،
وهذه الأرض لنا.
هذه ليست مجرد جنازة، إنّها استفتاء شعبي على المعركة الكبرى التي تخوضها المقاومة منذ أربعة عقود.
إنها لحظة إعلان صريح أن القتل لن يغيّر شيئاً. الحقيقة،
هم لا يخافون من الجثمان، بل من الذين سيسيرون خلفه.
يوم الوداع
ناصر قنديل
هذا هو يوم الوداع
يوم تجتمع الأوجاع
عندما تنبت غابة من الشوك في الحنجرة
ويتّسع ثقب في القلب ويصير موحشاً كمقبرة
وتفيض العيون بالدمع كأنها محبرة
ترتعش الكلمات والشفاه ويضيع المعنى في الزحام
تصير الوجوه كالشمع أو الرخام
كأنها أواخر الأيام
لا يعود من معنى للكلام
ولا فرق بين الحرب والسلام
والناس مُقبلة مُدبرة
بين الحيرة والحزن والغضب
كثير حب وبعض العتب
لا جواب وفيض أسئلة من خارج العلب
لماذا وكيف وهل وماذا بعد وإلى أين
نعلم أنّها ساعة الفقد الكبير وسداد الدين
نقف متعثرين كأننا نتبادل أقدامنا
نحسّ بالدرب تمشي أمامنا
والدرب متعثرة
أي أكفّ وأكتاف سوف تحمل هذا النعش
ومَن سوف يزفّ هذا الsيد الى sيد العرش
وهل نجرؤ على تركه ومغادرة المكان
أندفن قلوبنا معه ونعلن توقف الزمان
أم نسأل طيفه كيف يرضى وماذا يريد
وقد علمنا كيف تكون القلوب للقلوب خير بريد
والحروف معبّرة
والوصية واضحة وضوح الشمس
ما أشبه اليوم بالأمس
احفظوا المقاومة قالها الsيد وأعادها الsيد من جديد
ارفعوا الراية الصفراء
دعوها تعانق عنان السماء
مستنفرة
كان يحبّها خفاقة
وكان يأنس لها ورفاقه
ويحرص على زرعها فوق التلال
يحملها رجال الله إلى رؤوس الجبال
يعلنون بها نصرهم
ويؤكدون أنه عصرهم
مهما كانت التضحيات
ومهما ارتفعت الآهات
تبقى الصرخة مزمجرة
هيهات من الذلة
لن تضعف الحق قلة
فنحن والsيد أكثرية
لأنه نصف البرية
هو الأخلاق والعلوم والأدب
والحلم عند الغضب
وهو الأستاذ والمعلم والموسوعة
والقلب الطيب إن فاضت دموعه
هو سر فلسطين والعراق واليمن
وهو في لبنان الsيد حسن
صفحة تاريخنا الناصعة
له استحقت المبايعة
لبّيك ثم لبّيك ثم لبّيك
للمرة الأخيرة بين يديك
نصرخ ملء القلوب
نصرخ ملء الحروب
لبيك يا نصر الله
لبيك يا وعد الله
إنّا على العهد
إنّا على الوعد
بأمان الله يا sيد
يا دمعة الأنبياء
بأمان الله يا sيد
يا صرخة الفقراء
بأمان الله يا sيد
إلى حيث ينتظرك علي والحسين
إلى حيث تنتظرك فاطمة
وعدنا الوفاء والولاء للمقاومة
ووعد الحر دين
وصوتك الحي لن يموت
“إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت
(جريدة البناء)
كي يكون يوم السيد يوماً وطنياً بامتياز
سامي سماحة*
لم يستشهد السيد حسن في معركة من معارك العرب الداخلية، ولم يستشهد من أجل طائفة من الطوائف، ولا فئة من الفئات، استشهد السيد على طريق فلسطين، ومَن يستشهد على طريق فلسطين يكون شهيد الوطن.
قد يعتقد بعض الناس أن فلسطين بالنسبة للسيد حسن هي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ومراكز العبادة، لكن الحقيقة أن للوطن للأرض للمكان في خطاب السيد مساحات واسعة، فلم يكن الجنوب عنده مسجداً وحسينية وكنيسة، بل كان أرضاً ومنزلاً وقرية وحقولاً وبساتين ليمون وزيتون. كذلك هي فلسطين بالنسبة اليه الشعب بكل فئاته والأرض وما عليها من عمران وحقول وبساتين. وهذا لا يخالف ان تكون القدس برمزيتها غاية أساسية في فكر السيد حسن وان يكون المسجد الأقصى قلب هذه الرمزية.
قد تختلف مع السيد حسن في أمور كثيرة، تختلف معه في العقيدة، في تحديد الوطن، في معنى الأمة، في النظرة الى الحياة والكون والفن، في تحديد المرجعيات، تختلف معه في النظرة إلى لبنان، لا توافقه على سياساته الداخلية، على تحالفه مع ميشال عون ومع جبران باسيل، على طبيعة علاقته بإيران المحكومة بأوقات كثيرة بمصالح إيرانية، لكنك لا نختلف معه على فلسطين، لا تختلف معه على موقع الشام في مشروع قتال العدو في فلسطين، لا تختلف معه على تواضعه وعلى زهده في أمور الدنيا وعلى ابتعاده عن مباهجها وعلى طهارة نفسه ونظافة كفه، وصدق إيمانه بما يعتقد، لا تختلف معه على مساعدة المظلومين أينما كانوا وعلى مساندة الأحرار في كل مكان، لا تختلف معه على أن أميركا هي رأس الثعبان وهي مصدر الإرهاب والخراب وارتكاب المجازر، وأن بعض العرب قطعان في حقول الغرب وحظائره.
أقسم بما أؤمن وأعتقد انه لو توفر لبلادنا بعد استشهاد أنطون سعادة رجل صادق بإيمانه زاهد بدنياه يؤمن بالقوميّة الاجتماعية، كما يؤمن السيد حسن بعقيدته كانت بلادنا على أحسن حال.
قد يسأل أحدهم لماذا لا تقول يشبه أنطون سعاده. وهذا نقد صحيح وكم نتمنّى أن يظهر في بلادنا من يشبه أنطون سعاده، لكن المناسبة هي استشهاد قامة تشبه أنطون سعاده بصدقها في ما تؤمن وطهارة الخًلق وأنفة النفس ونظافة الكف.
المطلوب اليوم من أصحاب المناسبة تغييب الوجه الطائفي والمذهبي قدر المستطاع وإظهار الوجه الوطني لسماحته، المطلوب اليوم وكل يوم بعد اليوم الحديث عن سماحة السيد الكلام الجامع والموحّد الذي كان يقوله، إذا كانت أبواق الفتنة تنبح في كل مكان ومن أفواه متعددة الأشكال والأحجام والألوان، فعلى منبر السيد أن يكون سيّد الكلام في صون الوحدة وحماية البلد من شر الاقتتال.
الأتباع يميلون، حيث تميل كفة النزعة الفردية، وصباحاتهم تختلف باختلاف الطقس، إنهم فقاعات بأصوات دون فعل، بالونات تُنفخ وإن فقعت تتفرّقوا.
إن ما يفعله أصحاب المناسبة من إظهار الوجه الحضاري للبلد من حيث الترتيب والنظافة والتنظيم وإظهار اللوحات الجميلة في كل مكان، أن ما يفعلونه الذي يبدأ بالكرسي وينتهي بمرقد الشهيد يعطي الصورة الجميلة ليس فقط عنهم بل عن لبنان، وعن اللبنانيين بكل فئاتهم أن يكونوا مع المناسبة لانها تمثل لبنان الحقيقي.
كما المناسبة لكل لبنان كذلك ليكون السيد حسن في هذه المناسبة لكل لبنان وليكن يومه يوماً وطنياً بامتياز.
ليس لديهم سوى دمك ونعالهم
غسان الشامي*
قصيدة تم تنفيذها في فيديو من مضمونها: من يرفعون نعالهم في وجه إسرائيلي ليس لديهم سوى دمهم، وصورتك، وروحك التي ترافِقهم في سماء الجنوب.. أنتَ الرّسالة، حبرٌ أبديّ.
شعر وأداء: غسان الشامي
#الsيد_حسن_نsرالله
#الsيد_الأمة
*إعلامي وباحث.
رسالة مؤثرة للشيخ الخزعلي
“صِدْق وعده بالنص.ر سيتحقق”..
رسالة مؤثرة للشيخ الخزعلي تعبّر عن فحوى التأثر بsيد ش.هداء الأمة
بكلمات مؤثرة تعبّر عن فحوى التأثر بsيد ش.هداء الأمة الس.ي.د حسن نص.رالله، اختار الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعليّ أن يحاكي جمهور المق.اومة، مخاطبًا إياهم بعبارات وجدانية عابرة للقلوب، ومعبّرة عن وهج تأثره بالش.ه.يد الأسمى والمقدس، عبر موقع العه.د الإخباري.
“نودّع اليوم بكل إجلال وإكرام رجلًا عظيمًا لعظم التضحيات التي قدّمها إعلاء للدين ونص.رة للمستضعفين ودفاعًا عن المظلومين. لم يكن كسائر الرجال، بل كان أمة في صفاته وأخلاقه وج.هاده وعطائه وشهادته وتضحياته، فكان هو الصادق في القول والفعل، كان صادقًا في الج.هاد والمق.اومة حين ختم حياته بالشهادة”، وأضاف “صِدْق وعده بأنه حتمًا سننتصر لا بد أن يتحقق”.
وجدد الشيخ الخزعلي العه.د بالاستمرار في طريق المق.اومة حتى النص.ر النهائي بإزالة الغدة السرطانية ألا وهي الكيان الغاصب وتطهير الأرض منها.
أكثر من مئة شخصية عراقية و30 ألف مواطن مشارك في يوم التشييع المهيب
عادل الجبوري
بالتوازي مع الاستعدادات والتحضيرات الجارية على قدم وساق في لبنان لإقامة مراسم تشييع الش.ه.يدين القائدين، sيد شه.داء الأمة الأمين العام لح.زب الله الس.ي.د حسن ن.صر الله، ورفيقه وخليفته الس.ي.د هاشم sفي الدين، يوم الأحد المقبل، في الثالث والعشرين من شهر شباط/فبراير الحالي، تشهد العاصمة العراقية بغداد ومدن أخرى تحضيرات لإحياء هذا الحدث الكبير، فضلًا عن توجه عشرات الشخصيات السياسية والدينية العراقية وحشود من الجماهير إلى لبنان للمشاركة في تلك المراسم.
كما ذكرت مصادر مطلعة، أنّ وفدًا عراقيًّا يضم أكثر من مئة شخصية من قادة الأحزاب، وأعضاء البرلمان، والمسؤولين الحكوميين، وقيادات من ال.حشد الشعبي، توجّه إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على متن طائرة خاصة للمشاركة في مراسم تشييع sيد المقاومة وخليفته.
في الوقت ذاته، قدّرت المصادر مشاركة أكثر من 30 ألف مواطن عراقي في مراسم التشييع، حيث بدأ تدفّقهم إلى لبنان منذ يوم الاثنين الماضي، لا سيما بعد أن ضاعفت شركتي الخطوط الجوية العراقية وطيران الشرق الأوسط اللبنانية أعداد رحلاتها بين المطارات العراقية ومطار بيروت الدولي، لاستيعاب الزخم البشري العراقي المتوجه إلى لبنان.
إلى ذلك، من المقرّر أن يُنظّم تشييعًا رمزيًّا لsيد المقاومة ورفيقه الس.ي.د sفي الدين، في مدينة الكاظمية المقدّسة، بالتزامن مع التشييع الكبير في بيروت، إذ أعلنت اللجنة المنظمة أنّ موعد التشييع سيكون في الساعة الرابعة من عصر يوم الأحد المقبل، وسينطلق من جسر الأئمة الرابط بين مدينتي الكاظمية والأعظمية، وصولًا إلى مرقد الإمامين الجوادين عليهما السلام وسط المدينة، كما دعت اللجنة المنظمة المواطنين العراقيين إلى المشاركة الواسعة في هذه المراسم.
وبينما أفردت مختلف القنوات الفضائية العراقية حيّزًا لبث الأفلام والبرامج الوثائقية عن الش.ه.يد الس.ي.د حسن ن.صر الله والش.ه.يد الس.ي.د هاشم sفي الدين، تزينت الشوارع والطرق في المدن العراقية المختلفة بالبوسترات واللوحات الكبيرة للش.ه.يدين، وضجّت منصات التواصل الاجتماعي في العراق بصور الش.ه.يدين، فضلًا عن نشر مقاطع الفيديو والأفلام، والتي أبرزت الكثير من التضحية والجوانب الجه.ادية المهمة في مسيرة هذين الش.ه.يدين، وعكست صدق مشاعر العراقيين تجاه أصحاب المواقف المشرفة والتضحيات الكبرى.
مشاركة الوفاء الحاشدة من الشمال في تشييع sيد شه.داء الأمة.. وفاءً لنهجه
غنوة سكاف
ما إن تم الإعلان عن موعد تشييع sيد شه.داء الأمة وقائد المق.اومة ورمزها سماحة الس.ي.د الشه.يد حسن ن.صر الله (رض)، نهار الأحد في 23 شباط الحالي، حتى بدأت قوى ح.زبية وسياسية وفعاليات شمالية لبنانية وإعلاميون من أقصى محافظة عكار إلى المنية والضنية وصولاً إلى طرابلس وزغرتا والكورة والبترون، إضافة إلى أبناء المخيمات الفلس.طينية والفصائل واللجان الشعبية في مخيمي البداوي ونهر البارد – شمال لبنان، بالتحضيرات للمشاركة الحاشدة في يوم الوداع العظيم لقائدٍ تاريخي أفنى حياته في سبيل الدفاع عن عزة وكرامة الأمة بأكملها، حتى اختتمها بالشهادة على طريق القدس في المعركة مع ال.ع.دو الصه.يون.ي وداعميه من قوى الشر العالمية.
وفي إطار التحضيرات الجارية ليوم التشييع المهيب، كان لموقع “العه.د” الإخباري جولة لاستطلاع كيفية المشاركة الشمالية، حيث أكدت العديد من القوى والشخصيات كما ممثلو الفصائل الفلس.طينية على أهمية الحضور لكل شخص في هذه المناسبة التاريخية والتي سيكون فيها صوت كل فرد مشارك كالرص.اصة في صدر المشروع الصهيو-أميركي، لأن سماحة الس.ي.د الشه.يد ورفيقه الشه.يد الهاشمي، بذلا أغلى التضحيات دفاعًا عن أوطاننا وفي المقدمة قضية فلس.طين والدفاع عن شعبها المظلوم.
أما الحاضر الأبرز في هذه التحضيرات، حسب ما قال لموقع “العه.د” الناشطون الذين يحضرون للوفود الشعبية الشمالية والتي ستشارك منذ ساعات الصباح الأولى في يوم التشييع، هو الوفاء لقادة المق.اومة ولقافلة شهدائها الأبرار وجرحاها، لأن ما قدمته المق.اومة الإسلامية في لبنان في المعركة مع ال.ع.دو الصه.يون.ي على مر السنين كان أمرًا استثنائيًا غير عادي في تاريخ الصراع العربي – “الإسرائيلي” وستتذكره الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز.
وفي جولة لـ “العه.د” على مخيمي نهر البارد والبداوي، ترتفع رايات ح.زب الله على جوانب الطرقات وصور الشه.يد الأسمى الس.ي.د حسن ن.صر الله، إلى جانب صور قادة شه.داء المق.اومة الفلس.طينية من إسماعيل هن.ية إلى حيى السنوار، تأكيدًا على وحدة الموقف والمصير بين قوى المق.اومة في فلس.طين ولبنان ووفاءً لمق.اومة لبنان التي قدمت أغلى الأثمان في معركة إسناد غ.زة منذ بداية ملحمة ط.وفان الأقصى.
الشمال الذي لبّى نداء الدفاع عن غ.زة في معركة إسنادها من جنوب لبنان، حيث سقط عدد من أبنائه شه.داء على أرض الجنوب، سيكون أبناؤه أوفياء أيضًا في 23 شباط وحاضرين في شوارع العاصمة بيروت، ليكونوا قريبين من نعش sيد شه.داء الأمة الذي حمل أمانة الدفاع عن لبنان من جنوبه إلى أقصى شماله، لأن عشاق شه.يدنا الأسمى ليسوا محصورين بطائفة أو مذهب ولا بمنطقة أو بلد، كُل حر وشريف في أنحاء العالم يؤمن بما قدمه الشه.يد الس.ي.د حسن ن.صر الله من أجل الدفاع عن القضايا المحقة للشعوب المظلومة والمضطهدة على مستوى دول العالم أجمع ليس فقط في منطقتنا العربية والإسلامية.
وفي 23 شباط كان الشمال كما المناطق اللبنانية كافة وفياً لsيد شه.داء الأمة الذي قدّم فلذة كبده في مواجهة الغطرسة الصه.يون.ية. 23 شباط هو محطة تاريخية من الصراع مع ال.ع.دو، حيث سيثبت جمهور المق.اومة وأحباء الس.ي.د الشه.يد كيف يكون الوفاء للقادة الشرفاء، وكيف سيكون هذا التشييع جامعًا للطوائف والمذاهب كافة، والتي سيقف أبناؤها كتفًا إلى كتف لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش من قادنا من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات.
الشماليّون يقولون لsيدهم وحبيب قلوبهم الشه.يد الأقدس، “سنكون حاضرين في تشييعك رغم كل الضغوط التي تتعرّض لها جماهير المق.اومة، وسننزل إلى شوارع بيروت في جنازة عالمية لنرسل رسالة لكل العالم بأننا أهل الحق وأهل الأرض وقضيتنا ستنتصر بفضل دماء شهدائنا وفي مقدّمتهم قادتنا الذين وقفوا في مقدمة المعركة وقدموا أرواحهم ودماءهم قربانًا على طريق النصر”.
(موقع العهد)
يوم الوفاء: وداع الس.ي.د الش.ه.يد وإعلان سقوط رهانات ال.ع.دو
فراس رفعت زعيتر
تقترب اللحظة التي ستقف فيها الجماهير أمام جثمان قائدها. لحظة يتهيّبها الأحرار في كل بقاع الأرض. لحظة ستتحوّل إلى يوم تاريخي، يعبر فيه الملايين عن حبّهم ووفائهم، ليس فقط للقائد الش.ه.يد، بل للمسيرة التي أفنى حياته من أجلها. في الأسبوع المقبل، ستودّع الأمةُ الش.ه.يد الأقدس والأسمى، الأمين العام لح.زب الله سماحة الس.ي.د حسن ن.صر الله، الرجل الذي نذر حياته للج..هاد والمق.اومة، ورفيق دربه وخليفته في القيادة والشهادة الس.ي.د الهاشمي هاشم sفي الدين، في مشهدٍ استثنائي سيكون بمثابة صفعة مدوّية لكل من راهن على تراجع المق.اومة أو انكسار جمهورها.
حين يخرج الملايين لتشييع الس.ي.د الش.ه.يد، فإنهم لا يودّعونه فحسب، بل يعلنون بوضوح أن المق.اومة لم تفقد جمهورها، ولم تنكسر عزيمتها، بل باتت أكثر قوةً وتماسكًا. من المدينة الرياضية، حيث ستُقام الصلاة على الجثمانين الطاهرين، إلى طريق المطار، حيث sيدفن الس.ي.د الش.ه.يد في أرضه التي أحبها، سيمتدّ موكب الوداع كبحرٍ هادر، يحمل رسالة واحدة: إن هذا القائد الذي عاش للقضية، لم يرحل عنّا، بل صار أيقونةً خالدةً في قلوب الملايين، وصار رمزًا لا يُمحى من ذاكرة الأمة.
هذا اليوم، لن يكون مجرد يوم وداع، بل يوم ولادة جديدة للمق.اومة، يوم يكتب فيه الناس بدموعهم وصيحاتهم عهدًا جديدًا بالمضيّ في درب الج..هاد، مهما كان الثمن. فمن قال إن القادة يُغتالون؟ القادة الحقيقيون لا يموتون، بل يتحولون إلى أرواحٍ تسكن في ضمير الأمة، وإلى رايات تُرفع في كل ميدان.
ظنّ ال.ع.دو، ومعه كل داعميه، أن غياب الس.ي.د الش.ه.يد سيؤدي إلى انهيار المق.اومة، وأن الجماهير التي كانت تهتف باسمه ستتراجع وتتلاشى، لكنّهم لم يدركوا طبيعة هذه الأمة، ولم يفهموا أن كل قطرة دمٍ تُراق في هذا الدرب لا تضعف المق.اومة، بل تزيدها صلابةً وإصرارًا. فكيف بمن يظن أن المق.اومة تعتمد على شخصٍ واحد؟ وكيف بمن يعتقد أن رحيل القائد يعني نهاية المسيرة؟
لقد خاضت المق.اومة معارك كبرى، قدّمت فيها قادتها شه..داء، لكنها كانت تخرج منها أقوى، أشد عزيمةً، وأكثر جذرية في انتمائها إلى الحق. والآن، ونحن على أعتاب هذا اليوم العظيم، يثبت التاريخ مرة أخرى أن المق.اومة لا تنكسر، وأن شعبها لا يُهزم، بل يزداد التحامًا بها، حتى تكون كلمته العليا دائمًا: “لن نستسلم، لن نساوم، ولن نتراجع”.
يوم التشييع ليس مجرد مناسبة وداع، بل هو يوم تجديد ال.ع.هد، يومٌ يخرج فيه الشعب ليقول للعالم بأسره، إن هذه المق.اومة ليست تنظيمًا عابرًا، ولا ظاهرة يمكن احتواؤها، بل هي عقيدة تسري في العروق، ومسيرة ممتدّة لا تقف عند أي قائد أو أي ظرف.
ستعجّ طريق المطار بالحشود القادمة من كل المناطق، وسترتفع الرايات، وستتردّد الهتافات التي تؤكد أن المق.اومة ليست بحاجة إلى إثبات وجودها، لأن وجودها تجسّد في دماء القادة والشه..داء، وفي إيمان الناس بها حتى النخاع.
حين تُشيّع الجماهير الس.ي.د الش.ه.يد بهذه العظمة، فهي توجّه رسالة إلى ال.ع.دو، وإلى كل من يقف خلفه، بأن رهاناتهم سقطت، وأن مشاريعهم فشلت، وأن المق.اومة اليوم ليست في موقع الدفاع، بل في موقع الهجوم السياسي والشعبي والمعنوي.
سيرى ال.ع.دو أن كل محاولة لضرب المق.اومة لا تزيدها إلا قوة، وأن هذا الجمهور الذي ملأ الساحات، وهذا التلاحم الذي يظهر في كل زاوية، هما أكبر دليل على أن المق.اومة باقية، ممتدة، متجدّدة، لا تتوقف عند رحيل قائد، ولا تنهزم أمام المؤامرات.
هذا اليوم لن يكون يومًا عاديًا، بل سيُكتب في سجل التاريخ بحروفٍ من دماء القادة، وبمداد وفاء الجماهير. سيظل هذا اليوم شاهدًا على أن المق.اومة ليست مجرد مرحلة، بل قدرٌ لهذه الأمة، وخيارها الوحيد حتى تحقيق النص.ر.
حين تنحني الأمة لتوديع الس.ي.د الش.ه.يد، فهي لا تنحني ضعفًا، بل إجلالًا لمن كان رمزًا للصمود والتضحية. وحين تنطلق الجماهير في مسيرة التشييع، فهي لا تمشي نحو النهاية، بل نحو بداية جديدة لمسيرةٍ عنوانها العزّة والكرامة والتحرير.
سلامٌ على الس.ي.د الش.ه.يد في عليائه، سلامٌ على رفيق دربه، سلامٌ على المق.اومة التي لا تموت، وسلامٌ على شعبها الذي يبقى وفيًا لها حتى آخر قطرة دم.
(الأخبار)
أن تكون مقاوماً هو أن تكون وحدوياً
معن بشور
كتب الكثير، وسيكتب الكثير، عن سماحة sيد شهداء الطريق الى القدس الsيد حسن نصر الله الذي عرفته الأمة مجاهداً وقائداً ومفكراً وفقيهاً وصاحب حضور طاغٍ في ميادين الجهاد والعمل السياسي، لكن سأحاول في هذه الكلمة أن أتحدث عن جانبين من شخصية القائد الكبير وهما التواضع والهم الوحدوي..
فلقد لفتني منذ عرفت سماحة الsيد حسن نصر الله في بداية تسعينيات القرن الماضي، وبعد انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، بعد استشهاد الأمين العام السابق الشهيد الكبير الsيد عباس الموسوي، في مثل هذه الأيام من عام 1992، أن من أبرز فضائل الشهيد الأسمى هو التواضع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ودلالات، وما تشكله من فضيلة تجعله يستقطب احترام ومحبة وثقة كل من عرفه مباشرة او عبر إطلالاته التي كان ينتظرها العالم كله.
فالتواضع هو فضيلة تحتشد في داخلها فضائل عدة، فهي تعبير عن ثقة بالنفس لا تجعل صاحبها مضطراً للتعالي على غيره ليضمن احترامه والتسليم له بالقيادة، ولأن التواضع مقرون عادة بالصدق والشفافية والبساطة وكلها مزايا ما توفرت لقائد إلاّ وانتزع المحبة والإعجاب والتسليم بمكانته ودوره.
وهذا التواضع الجميل الودود لدى أبي هادي يجعل كل زائر له يشعر أن لا حواجز بينه وبين القائد الذي دخل تاريخ أمتنا بكل قوة، ويبتعد في العلاقة معه عن أي تكلف أو تزلف طالما شابت العلاقة بين الناس والزعماء وأصحاب “الفخامة والجلالة والسمو”.
فتواضع الsيد نصر الله هو الذي فتح له القلوب قبل العقول لتصبح له مكانة قلّما احتلها قائد، مكانة شكّلت دفعاً كبيراً للجهاد خلفه ومعه، بل للاستعداد بالتضحية بالأرواح على الطريق التي اختارها طيلة حياته، وهو الرجل الذي ربط حياته بالقضايا المحقة والعادلة في حياة الأمة.
أما الميزة الأخرى التي كنت ألمسها في سماحة الشهيد الأبقى في العقول والقلوب الsيد حسن نصر الله، فهي وحدويّة القائد المقاوم الذي حرص أن يجسّد إيمانه بوحدة الوطن ووحدة الأمة ووحدة الإنسانية بسلوك يومي، وكدليل له في كافة علاقاته الوطنية والعربية والإسلامية والأممية.
كان الsيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) يتحمس بعاطفة المؤمنين، وبروح الشباب، لكل فكرة أو مبادرة أو مشروع ذي طبيعة وحدوية.
وحين أرتأينا في المؤتمر القومي العربي السعي الى تأسيس “المؤتمر القومي – الإسلامي” للخروج من ذلك الصراع المفتعل بين القوميين العرب والإسلاميين، كان الsيد نصر الله من أكثر المتحمسين لهذه الفكرة انطلاقاً من قناعته الثابتة أن التلاقي بين تيارات الأمة هو الحصن لكل جهد يسعى إلى حماية الأمة وتحرير أرضها والدفاع عن حقوقها، وأن معظم ما أصاب الأمة من نكبات ونكسات إنما نجم من عقلية كانت سائدة وهي عقلية التفرد والإقصاء التي تعتمد فكرة تغليب تيار على تيار، وفئة على فئة، وجماعة على جماعة..
ومثلما كان لتجاوبه مع فكرة “المؤتمر القومي – الإسلامي” دور كبير في إنجاح اللقاء بين التيارين وفي السعي إلى بناء كتلة تاريخية تحمل مشروع النهوض في الأمة، كان تجاوبه أيضاً مع فكرة المشاركة في المؤتمر القومي العربي بعد سنوات من تأسيسه، ورشح يومها الوزير السابق الحاج محمد فنيش لعضوية المؤتمر باسم حزب الله، ليصبح فيما بعد كل من النائب السابق الsيد نواف الموسوي، والنائب الحالي الشيخ حسن عز الدين والنائب السابق الsيد عمار الموسوي، أعضاء في الأمانة العامة للمؤتمر حتى اليوم.
وأذكر اننا حين طرحنا عليه الدكتور خير الدين حسيب والدكتور أحمد صدقي الدجاني والدكتور عصام نعمان وأنا فكرة مشاركة قياديين من حزب الله في المؤتمر القومي العربي الحامل للمشروع النهضوي في الأمّة.. أجابنا ضاحكاً: “نحن أيضاً نحمل المشروع ذاته هو مشروع نهوض الأمة الذي يرى في المقاومة حجر الزاوية فيه”.. وهكذا كان وبات المؤتمر مفتوحاً كإطار للتحاور والتشاور بين كافة مكونات الأمة ضالمؤمنة بالمشروع النهضوي العربي والداعمة للمقاومة..
إن هذا العقل الوحدوي الجامع هو الذي يفسّر كيف تعاطى “حزب الله” بقيادة الsيد جسن نصر الله مع الكثير من العواصف والزلازل التي كانت تهز مجتمعاتنا وبلادنا، بدءاً من لبنان ومحاولات استكمال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجسدي، بالاغتيال السياسي للمقاومة اللبنانية، وقيادتها المتمثلة في حزب الله، وهكذا تعامل مع الحرب الأميركية على العراق 2003، حين دعا مبكراً في خطاب شهير له قبل أسابيع قليلة من الحرب الأميركية على العراق إلى ضرورة قيام طائف عراقي – عراقي يحول دون الاحتلال الأميركي – الأطلسي للعراق وما سيتركه هذا الاحتلال من انعكاسات على مجمل الوضع العربي والإسلامي.
وبعد الاحتلال لا ننسى خطابه الشهير الداعم للمقاومة العراقية في افتتاح “المؤتمر العربي العام” وذلك بعد أيام من احتلال بغداد، حين قال “إذا توقع الأميركيون أن يستقبلهم العراقيون بالورود والرياحين فأنا أقول لهم إن العراقيين سيواجهون الاحتلال الأميركي بالقنابل والرصاص”، وهو ما حصل بالفعل.
كما أن موقفه في الأزمة السورية التي انفجرت في آذار 2011، اتسم بالحرص في بداية الأزمة على قيام حوار وطني بين النظام والمعارضة، وهو دور معروف لم يعجب حينها بعض الرؤوس الحامية في أكثر من مكان.
أما في لبنان، فالجميع يدرك أن الذي خطط لإدخال لبنان في نفق حرب طائفية ومذهبية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، كان حزب الله وعلى رأسه سماحة القائد الشهيد الsيد حسن نصر الله الذي كان حريصاً على تفادي كل محاولة لتفجير الوضع الشعبي والسياسي انطلاقاً من حرص الحزب على وحدة اللبنانيين التي هي إحدى أبرز الضمانات لحماية المقاومة، وهو أمر تمثل بحرص الsيد نصر الله على تفويت العديد من الفتن التي أريد لها استدراج حزب الله إلى صراعات داخلية، ولعل أبرزها خطابه الشهير بعد اغتيال الشهيد أحمد محمود في محلة قصقص في العاصمة حين قال “لو قتلوا منّا ألف أحمد محمود لن يستدرجونا الى معركة داخلية”.
ولعل حرص الsيد حسن نصر الله على أن يلتقي العماد ميشال عون قبل أن يصبح رئيساً في كنيسة مار مخايل ويعقد معه ما عرف بـ “تفاهم نيسان” هو دليل آخر على حرص الsيد حسن وحزب الله على بناء علاقات تتجاوز الاصطفافات الطائفية والمذهبية.
ولا أنسى كيف أننا في أكثر من لقاء معه، الوزير السابق بشارة مرهج والمحامي خليل بركات، كيف روى لنا الsيد الشهيد حسن نصر الله عن سعادته باللقاءات الدورية التي كان يجريها مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي كانت تصل إلى نتائج إيجابية، وكان الرجلان يحرصان أن تبقى غير معلنة حماية لها من قوى متضررة، محلياً وإقليمياً ودولياً والتي قد يكون لها دور في تدبير عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمنع هذه اللقاءات من الوصول الى نتائج تنعكس إيجاباً على الوضع في لبنان والمنطقة.
إن وحدوية الsيد حسن نصر الله كانت تتجلى في خطبه ومواقفه وعلاقاته انطلاقاً من قناعته التي كان يعلنها مراراً. “ان تكون مقاوماً يجب أن تكون وحدوياً”.. وكل انزلاق الى اي ممارسة أو كلام غير وحدوي سيؤدي بالضرورة الى إضعاف المقاومة”.
وبالطبع لم يكن ممكنا للتواضع في العلاقات والوحدوية في التطلعات في حياة الشهيد القائد الsيد حسن نصر الله، أن يكللا مسيرته الجهادية والفكرية لولا اتسام الرجل بصدق لا ينكره حتى أكثر خصومه عداء له، فلم يكن الصدق عنده واجباً دينياً وأخلاقياً فقط بل أيضاً لأنه كان وسيلة لبناء علاقات سليمة بينه وبين كل الجهات والاطراف التي يتعامل معها. بخاصة في اللقاءات التي يجريها مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي كانت تصل الى نتائج ايجابية، وكان الرجلان يحرصان أن تبقى غير معلنة حماية لها من قوى متضررة، محلياً وإقليمياً ودولياً والتي قد يكون لها دور في تدبير عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمنع هذه اللقاءات من الوصول إلى نتائج تنعكس إيجاباً على الوضع في لبنان والمنطقة.
رحم الله الرجل الكبير القائد في حياته والملهم في رحيله مع خليفته والشه.يد الهاشمي الsيد هاشم sفي الدين.
*مؤسس المؤتمر القومي العربي.
(نشر في جريدة الأخبار اللبنانية
22/2/2025)
غداً يوم الوفاء
سايد فرنجية*
يوم الوفاء لsيد الشهداء.
يوم شهيد مقاومة الاحتلال الصهيوني.
يوم الشهيد على طريق القدس.
يوم الدفاع عن السيادة اللبنانية.
يوم أضخم وأكبر مشهد جماهيري يودع sيد المقاومة والشهداء.
يوم الوفاء لرمز المقاومين والمناضلين وأحرار العرب والعالم.
يوم الأستفتاء الجماهيري للتأكيد على استمرار الصراع مع العدو الصهيوني.
*مفكر من لبنان.