إسماعيل النجار*
واشنطن تستميت لإنزال تل أبيب عن الشجرة لأن خسائرها جسيمة بفضل ضربات حزب الله المؤلِمَة في جنوب لبنان،
إسرائيل تتألَّم وتَتَمَلمَل تحت سياط المقاومة الإسلامية في الميدان، والأنظمة العربية تصرخ بأعلى دولاراتها دعماً لها خوفاً من إنتصار لبنان على الصهاينة،
صهاينة لبنان والرياض وأبو ظبي والقاهرة وعَمَّان يفركون أيديهم ببعضها البعض لِما ينتظرهم من ويلٍ وثبور إذا ثبتَ إنتصار محوَر المقاومة وسقط المشروع الصهيوعربي الأمريكي،
بنفس الوقت الذي تَتململ فيه إسرائيل من وجع الشمال نسمع أصواتاً نَكِرَة تمثل الدُوَل الصناعية السبع ترتفع بوجه نتنياهو مطالبةً إياه عدم السماح لسموتريتش بتدمير الإقتصاد الفلسطيني! فعلاً أمرٌ مُضحِك “” الإقتصاد الفلسطيني”” أي إقتصاد يقصد تحالف الدول الصناعية السبع؟ هل يقصدون النفط الفلسطيني أم مصانع السيارات والطائرات أم السياحة أو البورصة مثلاً!؟؟؟ فعلاً شيءٌ مُضحِك لسذاجة هؤلاء الداعمين لإسرائيل الذين يصرون على إستغباء العالم،
واشنطن بدورها أرسلت “” مبعو،، صها”” آموس هوكشتاين إلى بيروت يحمل ورقة إستسلام المقاومة من سبعة بنود، رفضها لبنان وعادَ أوكشتين بخُفَي حُنَين واليوم موعد عودته إلى بيروت حاملاً نفس الورقة ونفس البنود بتغيير واحد فقط هوَ وضع البند الثاني في الورقة السابقة بنداً رابعاً في هذه الورقة هذا هو التغيير الشكلي فقط لا غير أما في الجَوهَر لا زالت مطالبهم السَبع هي ذاتها،
لف ودوران أميركي وَقح ومحاولات مجنونة لإنقاذ الإنتخابات الأميركية وإسرائيل سواسية، جميعها محاولات تصطدم بموقف المقاومة الإسلامية اللبنانية الرافضة لأي حَل منفرد من دون غزة، ورافضة لأي حَل مؤقت او هدنة لثلاثة أسابيع تجمع خلالها إسرائيل شمل جيشها المشتت وتستعيد التموضع وتتحضَّر للقتال مجدداً،
موقف لا يتناغم ومصلحة المقاومة اللبنانية لعدة أسباب اولها النازخين.
لأن سؤالاً بدأ يُطرَح بينهم هل نستطيع العودة إذا حصلت هدنة؟ وإذا فشلت المفاوضات وتجدد القتال هل سنعاود النزوح مرة أخرى؟ وهذه المرة إلى أين؟
الأمر في غاية الأهمية والسؤال وجيه ومن حق الناس تلقِّي إجاباتٍ عليه، إذاً ما هو الحَل؟
إسرائيل فشلت في تحقيق أهم ثلاث أهداف في حملتها العسكرية في قطاع غزة،
1_ إعادة الأسرى من قطاع غَزَّة،
2_ عودة المستوطنين إلى غلاف غزة،
3_ القضاء على حركة حماس،
أيضاً فشلَت في تحقيق أهدافها في لبنان،
1_ إبعاد المقاومة إلى شمال الليطاني،
2_ إعادة المستوطنين إلى الشمال،
3_ القضاء على حزب الله وفرض أمر واقع جديد في لبنان يشبه عام 1982،
وبذلك تكون أمريكا وإسرائيل خسِرَآ نجاح تنفيذ مخططاتهما بالسيطرة الكاملة في المنطقة وإسقاط سوريا، وتوطين الفلسطينيين في الأردن، وشق قناة بن غوريون، وإعلان دولة إسرائيل الكبرى، ومحاصرة إيران وإركاعها، والتفرُغ لمواجهة الصين وروسيا،
إذاً المعركة التي يخوضها الطرفين في خدمة الأهداف السياسية لم تنتهي بعد ولم تنضج وهي تحتاج إلى جولة عسكرية أكبر او جولتين ليحسم الميدان مَن سيكون صاحب اليد العليا على طاولة المفاوضات، لذلك سننتظر قليلاً ربما أسابيع ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود،
حُكماً إسرائيل سقطت،،
بيروت في،،
28/10/2024
*كاتب لبناني