عدنان علامة*
لا يوجد لإسرائيل أي مبرر قانوني لشن أي عدوان على إيران؛ لأن إيران إستعملت مضمون المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للرد على العدوان الإسرائيلي على أراضيها في دمشق وطهران كالتالي:-
بتاريخ 01 نيسان/ابريل 2024 نفذت إسرائيل العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وفي 13-14 نيسان/ ابريل نفذت إيران عملية الوعد الصادق، فاستعرضت فيه إيران قوتها بإستعمال صواريخ كروز ومسيرات كرسالة ردع لإسرائيل حتى لا تكرر أعتداءتها على الأراضي الإيرانية. وقد شاركت قوات التحالف الدولي وبعض الدول العربية في التصدي اللمسيرات والصواريخ.
وبتاريخ 31 تموز/يوليو الَماضي إغتالت إسرائيل مَسؤول حماس القائد إسماعيل هنية بعملية أمنية معقدةوأدعت بأن إيران إغتالته بدس عبوة في غرفة نومه.
وفي 01 تشرين /أكتوبر الحالي نفذت إيران تهديدها بالرد على العدوان الإسرائيلي واستهدفت العديد من الأهداف الإستراتيجية بصواريخ فرط صوتية تكتيكية؛ فأصابت الاهداف بدقة متناهية بالرغم من مزاعم العدو بعدم دقة الصواريخ.
ولا بد من الإشارة بأن إيران إستعملت حقها القانوني والشرعي في الرد على العدوان على قصف قنصليتها؛ ولم تفهم إسرائيل مضمون رسالة الرد الإيراني؛ ولم تقدر عواقب الرد على إغتيال ضيف الجمهورية الإسلامية على أراضيها فكان الرد بحوالي 400 صاروخ فرط صوتي. وكان هذا الرد أيضًا تنفيذًا لمضمون المادة 51 من ميثاق الأمم؛ فعلى ماذا تنص تلك الَمادة:-
“المادة 51
ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء “الأمم المتحدة” وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي”.
وكالعادة لم يتدخل مجلس الأمن لكبح جماح شهية إسرائيل في العدوان على الدول ذات السيادة.
وبناء عليه فإن التفكير في الرد على الهجوم الإيراني الأخير هو عدوان على إيران وسيشكل تهديدًَا للسلم والأمن الدوليين.
وللعلم فأن بايدن قد تناسى المادة 51 من َميثاق الأمم المتحدة وإعطى مجلس الأمن كلمة السر بعدم تدخله بإعطاء نتنياهو حق الرد على إيران وحzب الله.
وبناء عليه بدأ نتنياهو التحضيرات والتجهيزات منذ مطلع الشهر للعدوان على إيران خلال أيام معدودات ليدخل المنطقة في المجهول.
ويبدو أنه غاب عن نتنياهو أن إيران لا تحاكم على النوايا بل على الأفعال
فعلى مجلس الأمن أن يتدارك الموقف. فالطببعة العدوانية لإسرائيل لم تجد من يكبحها؛ ولا يوجد أي مبرر لتعتدي على إيران. وإيران كانت وستكون دائما في موقع الدفاع عن النفس.
وقد أدركت إيران نية إسرائيل بالعدوان فارادت تحييد دول الجوار؛ فبدأ وزير الخارجية الإيراني جولته مطلع الشهر الحالي إلى قطر والرياض.
وقال مسؤول إيراني كبير إن طهران أبلغت دول الخليج بأنه سيكون “من غير المقبول” أن تسمح باستخدام مجالها الجوي أو قواعد عسكرية ضد بلاده وإن أي تحرك من َهذا القبيل سيستدعي ردًا.
ولا بد من الإطلاع على خطوات نتنياهو في التحضير للعدوان:-
1- بايدن يعتبر إسرائيل الولاية 51؛ فقال بعد محادثته مع نتنياهو إن الولايات المتحدة “تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها”.
2-شن حرب نفسية ضد إيران:-
1-2بموافقة الرقابة، نشرت القناة 12
“رد الفعل الإسرائيلي في إيران سيكون مميتاً للغاية حتى لو كان على حساب رد فعل إيراني يؤدي إلى هدم المباني في إسرائيل”.
2-2 غالانت: الهجوم في إيران سيكون قاتلاً ودقيقاً ومفاجئاً. لن يفهموا ماذا حدث وكيف؟!
وقد حصلت بعض التطورات أجبرت نتنياهو على تعديل توقيت العدوان وأهمها :-
1- وبتاريخ 14 تشرين الأول الحالي طلب نتنياهو من أمريكا وعلى وجه السرعة تزويدها بمنصات صواريخ ثاد.
فاستجابت أمريكا فورًا لطلبه، وأرسلت مطلع الأسبوع الماضي، أول مكونات نظام الدفاع الصاروخي (ثاد – THAAD ) إلى الكيان ، وفقاً لما صرح به أمس بات رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ال«بنتاغون».
وتشَمل المنصة: رادار، وحدة تحكم، معدات وشاحنات تحمل 48 صاروخاً و 100 جندي أمريكي لتشغيل النظام. أي سيكون هناك قريبًا لدى العدو منصة واحدة و 48 صاروخ على الشاحنات و 6 صواريخ في شاحنة منصة إطلاق الصواريخ.
فهذا كل ما سيكون لدى جيش العدو ؛ َمنصة واحدة لتغطي كاَمل مساحة فلسطين المحتلة للتصدي للرد الإيراني الحتمي والفوري على أى إعتداء إسرائيلي متوقع.
والجدير ذكره؛ ونقلًا عن ال CNN باللغة العربية ووفقا لدائرة أبحاث الكونغرس الكونغرس، فإن الولايات المتحدة لديها 7 بطاريات “ثاد” فقط في مخزونها.
وقد تفاجئ هذه المعلومة الجميع : “لا يحمل صاروخ ثاد أية رأس حربي، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة.”
ولا بد من الإشارة بأن إصابة الرادار من قبل مجاهدي المقاومة الفلسطينية كفيل بتعطيل كافة الَمنظومة.
ويبلغ سعر كل صاروخ ثاد حوالي 12 مليون دولار؛ وتبلغ سرعته 8.24 ماخ أو 2.8 كلم/ثانية.
2- وخلال زيارة للعاصمة الألمانية بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، قال بايدن للصحفيين إن لديه علما بكيفية الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية التي تشنها إيران وموعده، لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل.
وبدأ الحديث عن تسريب وثائق سرية؛ وكانت تلك خطة جهنََمية لكسب الوقت لتركيب منظومة “ثاد” في أقصى جنوب البلاد.
3- بتاريخ 19 تشرين الأول الحالي تم استهداف منزل نتنياهو بطائرة َمسيرة في عقر داره في قيسارية وأعتبرها نتنياهو محاولة اغتيال نستهدفه وإيران وراء ذلك ولا بدمن الرد.
وبالتالي سيكون العدوان المتوقع على إيران بعد تركيب المنصة مع كافة أجهزتها.
وقد قال عدة مسؤولين إيرانيين بأن أي إعتداء إسرائيلي على إيران؛ فإن الرد سيكون ومن باب الدفاع عن النفس فوريًا وساحقًا وأعنف بعشرات المرات من هجومها مطلع هذا الشهر.
فليتحمل مجلس الأمن مَسؤولية أي عدوان َوشيك على إيران، لأن الأمور ستفلت من عقالها نحو حرب إقليمية او أكبر من ذلك‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️
فأبقوا أعينكم على إيران ولبنان خلال الأيام المقبلة. ‼️‼️‼️‼️‼️
وإن غدًا لناظره قريب
*عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين