محمود موالدي *
تتصاعد وتيرة العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان بحجمها وكمها ومداها، وتتضاعف معها صور الفشل الذريع للعصابة الحاكمة في تل أبيب، فبات المؤكد للعدو والخصم والحليف – على حد سواء – استعادة المقاومة زمام المبادرة في الميدان ورسم سيناريوهات مقبلة بعنوان واحد أعلن عنه الشيخ نعيم قاسم خلال كلمته الأخيرة، والذي حدد بُعد المرحلة وشكلها والتي ستكون بعنوانها العريض (إيلام العدو) ولجمه وإعادته إلى الحظيرة.
فالمراقب لسير العمل المقاوم ميدانيا وانسجامه تماما مع الخطاب السياسي بواقعية عمقه الثبات المطلق بنهج سيد الشهداء القدس رضوان الله عليه، والذي كان سباقاً بوضع الخطط المستقبلية لأسوأ السيناريوهات المحتملة. فالمقاومة بالجنوب تسير على خطى مدروسة متدرجة متكيفة مع الميدان دون استنزاف القدرة واستهلاك القوة وحرق بنك الأهداف وإظهار العجز الكامل للعدو على الرغم من تفوّقه التقني والإلكتروني وامتلاكه داتا معلومات مخيفة وعملاء كثر منتشرين بين ظهراني المقاومين وحتى في مختلف المجالات – وخصوصا – الإعلامية والمنصات الافتراضية، فصوت نقيق الضفادع الصادحة في زواريب المصلحية الدنيئة ودكاكين السياسة الوهمية لا يسمعه المقاومون الثابتون بالأرض.
فالعجز الأميركي الذي يدير الصراع يترجم بالمجازر المتنقلة على امتداد الجغرافيا بتمهيد وتهيئة من عملاء الشاشات، إن سير المعارك في الجنوب هو بالحقيقة مسار يرسم لمعركة بقاء للأمة وصراع الحق والباطل وتحديد هوية المنطقة وعليه تتشارك كل صنوف الأسلحة لإجهاض المشروع الطبيعي لهذه الأمة والذي يتناسب مع حضارتها وتاريخها وعمقها الوجداني. فالغرب الداعم للكيان والعدو الأميركي الفاعل الحقيقي لكل هذا القتل والمجازر عليهم أن يدفعوا الثمن ولتكن مصالحهم ضمن بنك أهداف الشعوب الحرة الرافضة للانبطاح الذليل لجيوش الاستعمار المتعدد الجنسيات.
وسيبقى قرارنا مقاومة.
*ناشط وكاتب سياسي.