هاني سليمان الحلبي*
في معمعة الحرب علينا منذ أشهر، والتي اشتدت منذ منتصف أيلول 2024، يقتضي الواجب الإنساني والوطني والقومي والديني، لفت نظر المتابعين والقراء إلى مؤشرات وقواعد سلوك ينبغي تجنّبها حتى لا يلحقهم ضرر في نفوسهم ولا في أجسادهم ولا يكونوا سبباً للإضرار بأحد من أهاليهم وجيرانهم وأبناء شعبهم. منها:
- يستعاد أسلوب “كن مراسلاً” أو “كن أنت الصحافي” الذي تمّ ترويجه مع بداية ما يُسمّى الحراك العربي لتسعير آلية التدمير الذاتي تحت غطاء المشاركة الشعبية بالنشر، مع صفر كلفة على وسائل الإعلام. مع هذه الاستعادة مع صفر كلفة على أجهزة أمن العدو ومخابراته لتوظيف الأغبياء والمراهقين والمغفلين جواسيس مجاناً. لذلك أجلوا هوايتكم لزمن السلم ويمكنكم تحصيل التدريب لتكونوا مراسلين وصحافيين!!
- تصوير أمكنة إطلاق صواريخ أو قذائف مدفعية أو أمكنة سقوطها، يقدم خدمة مجانيّة للعدو وله دور حساس للغاية. قد يكون من شأنه تصحيح المعلومات وتحديثها ومضرّ بحق من يصوّر وبحق منطقة التصوير ومحيط الإطلاق ومدمّر لجميع المحيطين بالمكان.
- في حال حصول إطلاق من مكان قريب من سكنك، أو ورد إليك من صديق أو غيره، أي مكان عن إطلاق الصواريخ أو غيرها من وسائل القتال، لا تنقل ما عرفت ولا تذكر أي أمكنة او أسماء قرى أو غيرها أو أشخاص.
- لا تكن عميلاً للعدو وعيناً ترى له أو أذناً تسمع له أو أنفاً يشتم له فدماء عزيزة برقبتك، ودمك أيضاً في الميزان، دماء مَن تحب من أسرتك وأهلك وجيرانك. تذكّر أن من تقدّم لهم أي خدمة تفيدهم ضد شعبك ووطنك يحتقرونك، كما احتقر نابوليون العميل النمساوي الذي أعانه على النصر لكنه ترفّع عن مصافحته ورمى إليه بكيس نقود.
- مَن يحمل تلفون أو أي جهاز الكتروني ذكي، عليه توقع أنه يتم التنصت عليه وعلى كل من حوله وما حوله من خلاله، ومعظم البرامج فيه تتنصت وتسجل وتصوّر تلقائياً، (واتس – مسينجر وغيرهما) فانتبهوا لاتجاه الكاميرات ولو لم تصوّروا أنتم. فالبرامج يتمّ تشغيلها دون أن تدروا، لذلك أغلقوا منافذ الميكروفون والكاميرات بلواصق حاجبة.
- لا تقتصر خدمة التنصت على الهاتف الخلوي او اللابتوب الحديث بل قد مزوّد بها كل جهاز كهربائي أو إلكتروني حديث كالسيارة والغسالة والمكواة والمصباح الكهربائي والطباخ والمايكروويف والمدفأة وغيرها من الأدوات المنزلية ويتم جمع الداتا التي تحصل عليها دورياً من المسيّرات الجوالة في الفضاء، إلى داتا سنتر عملاقة يتم تحليلها خلال دقائق ومقاطعة المعلومات فيها وتوظيفها في برامج الأمن للاستهداف…
– لا تتداولوا مع أحد عن مكان انطلاق وسائل عسكرية أبداً حتى في الحديث المباشر، وفي حال شاهدتم حالة منها، وبوجود هاتف أو أي وسيلة اتصال أخرى أو أي إكسسوارات إلكترونيّة، لا تتكلموا عنه، منعاً للتنصت عليكم، وحماية لكم ولغيركم.
– لا تتراكضوا إلى أمكنة القصف فالتزاحم حلولها يعيق عمليات الغوث والإنقاذ ويعّرضكم لخطر الموت لأنه عادة تتم إعادة القصف للمكان نفسه لتحقيق المزيد من الضحايا.
– مع اشتداد النزوح وانتشاره في مختلف المناطق الأقل تعرضاً للقصف، استعن بالله وافسح صدرك وافتح قلبك لشريكك في الوطن، فكثيرون منهم يخالفونك الموقف والرأي، وهؤلاء شيطنهم معظم الإعلام المرتزق للخارج العربي والغربي، وها أنت الآن تتعرّف إليهم مباشرة، قد يكونون سكنوا في بيتك أو يشترون من متجرك. لا تنس ان الحب أعلى قيم السماء والأرض معاً.
– الانتهازية عيب وعار في كل موقف ووقت. لكنها أشدّ عاراً وخزياً عندما يستغل أحدهم حاجة غيره في لحظة ضعف، حاجته للعلاج أو لرغيف خبز او لغطاء او لشربة ماء أو لإيواء مستور. فيطلب بدلاً مرتفعاً خلافاً للسعر المحدّد او يضاعفه.
– يكثر المرتزقة الذين ينشرون على حساباتهم في مواقع التواصل إحداثيات في قرى جبل لبنان وكسروان انها تحتوي مخازن أسلحة ويطلبون من طيران العدو قصفها، فإذا أحد الأهداف مجمع سكني يضم عشرات العائلات، ما ادى لإصابة شهداء وجرحى كثيرين. وبعض هؤلاء المرتزقة كانوا عمداء في الجيش اللبناني، أي تربية وطنية تلقوها خلال ما يزيد عن 30 عاماً في المؤسسة العسكرية؟
ولا غنى لنا عن المؤسسات الناظمة العامة، مهما كانت ضعيفة وعاجزة، فهي ذات الصفة للتوقيف والردع والمحاسبة. حمى الله من يصون هذا الوطن بصفة رسمية او بصفة أهلية.
من واجبنا فعل الواجب دائماً والتزام الصمت عن التشهير والتشويه والتضليل.
صمتك هكذا جهاد وعي.
*كاتب – ناشر – مدرب – إعلامي.
(8 – 10 – 2024)