مواضيع مختلفة حملتها المجموعة الشعرية الجديدة للشاعرة راوية زاهر التي جاءت بعنوان “عارية سيقان هذا المساء”، وتتضمن عدداً من النصوص التي عكست واقعاً نفسياً واجتماعياً يعبر عن مشاعرها بشكل صادق مع المحافظة على اللغة والمستوى الإبداعي.
وفي المجموعة تميزت النصوص بالتشكيل الفني وتصوير الجمال بشكل سهل ممتنع كقولها في نص “سيرة ذاتية”: أنا خاصرة الصدفة… المستعدة دائماً للنزف.. أنا عين سارحة في مدى الفصول.. ترعى سنابل القمح.
وتوظف زاهر الاستعارات المكنية في ترتيب المعني الإنساني الذي يعكس ما في داخلها فتقول في نص بعنوان “هندسة”: في هندسة الضوء… رسمتك جسراً معلقاً … على جدرانه قناديل تضيء عتمة أحزاني.
وللطفولة تعبير آخر عند الشاعرة، حيث التقطت من خلال تصويرها للماضي بعض ما يعلق في أذهان الأطفال فقالت في نصها طفلة: يا ليتك تأتي.. فأخبرك عن أشياء كثيرة.. سأخبرك عن جدي المخادع.. الذي أخبر جدتي أنه سيرافقها دائماً.. ويدون على مفكرته العتيقة.. تاريخ ميلاد آخر حفيد في العائلة… لكنه رحل.
وفي أسلوب الأدب الوجيز تلخص الشاعرة قضية بكاملها دون أن تهمل مقومات النص الأدبي وتكامل الموضوع والتشكيل الفني والتصوير العفوي المعبر عن أشياء في أعماقها فتقول في نص بعنوان حوار: قال لها: لماذا ينام تموز وجلاً على كتفيك؟ ..
أجابته: لأن نيسان أشعل أزراره عشقاً.. فوق خصلات شعري.
يشار إلى أن المجموعة صادرة عن دار دلمون، وتقع في 139 صفحة من القطع المتوسط.