تتداول أغلب الأسهم الآسيوية في نطاقات ضيقة، مع تضاؤل الفارق بين سعري العرض والطلب، بعد الخسائر التي شهدتها وول ستريت بسبب البداية المتواضعة لنتائج أعمال شركات التكنولوجيا العملاقة التي يطلق عليها “العظماء السبعة”. وتراجعت المؤشرات في اليابان، بينما افتتحت المؤشرات في الصين على ارتفاعات ضئيلة. وانخفضت الأسهم الأميركية، أمس الثلاثاء، حيث قام المتداولون، بعد إغلاق التداول، بتقييم الأرباح الخاصة بأكبر الشركات الأميركية بما في ذلك “تسلا”، و”ألفابت”. وتم إغلاق سوق الأسهم في تايوان بسبب حدوث إعصار.
كان المستثمرون يتطلعون إلى أرباح شركات التكنولوجيا للحفاظ على الارتفاع الذي دفع الأسهم الأميركية والعالمية إلى تحقيق أرقام قياسية. لكن ذلك لم يتحقق، حيث تراجعت “ألفابت” بعد أن أشار رئيس الشركة إلى الحاجة إلى الصبر لرؤية نتائج ملموسة من استثمارات الذكاء الاصطناعي. وانخفضت أسهم “تسلا” بنسبة تصل إلى 7%، بعد أن جاءت الأرباح دون التوقعات، وأجلت شركة السيارات الكهربائية فعالية إطلاق منتجها “روبوتاكسي” (Robotaxi) إلى أكتوبر المقبل.
وقال أنطوني ساغليمبيني من “أميريبرايس” (Ameriprise): “نظراً لارتفاع توقعات الأرباح بالنسبة إلى (العظماء السبعة)، فسيكون على هذه الشركات الكثير لإثباته”، وأضاف: “في الوقت ذاته، من المرجح أن يتم فحص توقعاتها بدقة مقارنة بالتقييمات المرتفعة”.
تحركات بنك اليابان
ولامس مؤشر بلومبرغ للدولار أعلى مستوى له منذ ما يقرب من أسبوعين قبل أن يمحو مكاسبه. وارتفع الين لليوم الثالث، حيث يتطلع المتداولون إلى اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان الأسبوع المقبل.
وبينما يتوقع حوالي 30% فقط من مراقبي بنك اليابان أن السلطات سترفع أسعار الفائدة في 31 يوليو، فإن أكثر من 90% يعتقدون أن هناك خطراً من مثل هذه الخطوة، وفقًا لمسح أجرته “بلومبرغ”.
سيراقب المستثمرون الصين أيضاً، حيث فقدت السوق زخمها، في ظل المشاكل الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية. وذكرت صحيفة “تشاينا سيكيوريتيز جورنال”، اليوم الأربعاء، أن الرصيد القائم لمعاملات البيع على المكشوف في البورصات الصينية انخفض إلى 27.9 مليار يوان (3.8 مليار دولار)، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات، في 22 يوليو، عندما دخلت الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الصين للحد من البيع على المكشوف حيز التنفيذ.
يقترب إعصار “غايمي” من تايوان مصحوباً برياح قوية وأمطار غزيرة، مما اضطر تايبيه إلى تعليق سوق الأوراق المالية لديها التي تبلغ قيمتها 2.4 تريليون دولار. وسيتم تعليق التداول في سوق الأوراق المالية والعملات والدخل الثابت اليوم، بحسب بيانات من البورصة. وستغلق الفلبين أيضاً أسواقها المالية ومدارسها ومكاتبها بعد أن ضرب الإعصار مانيلا.
تعثر التكنولوجيا
تعتبر الأرباح الإيجابية في وول ستريت محركاً مطلوباً بشدة بالنسبة للأسهم بعد النصف الأول القوي من العام. وتواجه السوق ضغوطاً مع دخولها فترة ضعف موسمية، ومن المرجح أن تزداد التقلبات بسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية. بالإضافة إلى تعثر شركات التكنولوجيا الكبرى، عانت شركة “يونايتد بارسل سيرفيس” (United Parcel Service Inc) من أسوأ انخفاض لها على الإطلاق بسبب تراجع الأرباح.
تواجه أكبر خمس شركات تكنولوجيا أميركية مقارنات صعبة مع دورات الأرباح الفائقة في العام الماضي. وتظهر البيانات التي جمعتها “بلومبرغ إنتليجنس” أن أرباح المجموعة من المتوقع أن ترتفع بنسبة 29% في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
لم تشهد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تغيراً يذكر، حيث يترقب المستثمرون مزادات الديون وبيانات مؤشر مديري المشتريات للإنتاج الصناعي الأميركي، المقرر صدورها اليوم، وانخفض النفط وسط عمليات بيع من جانب المتداولين باستخدام الخوارزميات، وانخفاض السيولة في فصل الصيف. وحافظ الذهب على تقدمه قبل البيانات الاقتصادية الأميركية الرئيسية هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تدعم الاتجاه لخفض أسعار الفائدة.
اقتصاد الشرق