مأمون ملاعب*
يعتبر العالم أن الديانات السماوية ثلاث: اليهودية، والمسيحية، والإسلام. مرجع هذا الاعتبار من ناحية المسيحيين هو اعتبار الكتاب المقدس شاملاً للعهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الإنجيل) في تبنٍّ واضح لليهودية، والأصعب اعتبار المسيحية مكمّلة لليهودية..
هذا اجتهاد كنسيّ قامت به الكنائس الأوروبية نتيجة النفوذ اليهودي فيها والذي نسف الأسس التي قامت عليها المسيحية وحوّلت المسيح من متمرد على اليهودية وناقض لشرائعها وتعاليمها إلى مكمل لها. اليهود، أفاعي الهيكل، هم من صَلَب المسيح رفضاً للمسيحية وتعاليمها فكيف صحّ الدمج؟؟
اما من ناحية المسلمين فإنهم يعتبرون اليهودية ديناً سماوياً اعتماداً على ما ورد في القرآن ( انزل على موسى) واعتبار أنبياء اليهود أنبياء. دون العودة إلى التوراة وهي كتاب اليهود، والخوض في محتواها.
لكي يأخذ الموضوع حقه نجب دراسة وتحليل التوراة أيضاً فهي تحتوى الكثير من ما يناقض الإسلام. وهذا الموضوع يحتاج إلى مجلّدات ولا يمكن حصره في مقالة (إن من ناحية المسيحية أو من ناحية المحمدية) لكني سأكتفي بمثل واحد حيث ورد في التوراة أن الرب قاتل يعقوب طوال الليل حتى الفجر وقام بالغش خلال القتال فهل تستوي الحكاية مع (لم يكن له كفواً أحد). التعليل أن التوراة الحالية هي غير التوراة الأساسيّة لا يكفي لأنه يجب أن يشمل أن الديانة اليهودية الحالية هي ليست سماويّة، بل إن الاطلاع على حكاياتها الخرافية غير المقبولة عقلياً وبعضها غير مقبول لا اجتماعياً ولا أخلاقياً (يمكن مراجعة كتاب حكايا محرّمة في التوراة للكاتب الأميركي جوناثان كيرتش).
وعلى مر التاريخ الوهمي الذي نفته كل الحفريات، وباعترافات من باحثين ومنقبين يهود انتدبتهم دولهم للبحث والتنقيب. يقودنا إلى رفض عقلي أخلاقي اجتماعي لأن تكون التوراة كتاباً مقدساً. يضاف إلى ذلك أن الإسلام يرى في الله رحماناً رحيماً وأنه أرسل الأنبياء وأنزل الآيات رحمة بالإنسان وأن كل فرد من اي هوية قادر أن يكون مؤمناً بمجرد الاعتناق، بينما اليهودية تجعل من الرب إلهاً لشعب خاص وليس إلهاً للبشر، وتعتبر اليهود شعباً له فقط. وهذا يسقطها من موقع ديانة للإنسان إلى موقع دين وثني لقبيلة مغلقة.