أقام اتحاد الكتاب اللبنانيين إفطاراً كبيراً تخلَّله تكريم الأمناء العامين السابقين للاتحاد، وذلك غروب يوم الثلاثاء 2 نيسان 2024 في النادي العسكري المركزي.
حضر الاحتفال سعادة النائب الدكتور إيهاب حمادة، الكاتب روني ألفا ممثلاً وزير الثقافة، الوزيران السابقان الدكتور طراد حمادة والدكتور محمد داود، مستشار الرئيس نجيب ميقاتي للشؤون التربوية الدكتور سامي عجم، مدير عام وزارة العدل القاضي محمد المصري، مدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأستاذة كريستين معلوف، رئيس اللجنة الفنية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الأستاذ مكرم غصوب، سفراء، عمداء حاليون وسابقون، مديرون حاليون وسابقون، أساتذة جامعيون، إعلاميون، رؤساء وممثلون عن الأندية والجمعيات والروابط الثقافية في لبنان، وحشد من المدعوين وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة في الاتحاد.
افتتحت الكلام الإعلامية ليلى الداهوك أمينة الشؤون الإعلامية والعلاقات العامة بمقدمة حول دور الكتّاب والمثقفين، موجِّهة التهنئة إلى المكرَّمين، ثم تتالت الكلمات.
كلمة الأندية والجمعيات الثقافية
في البداية، كانت كلمة الأندية والجمعيات الثقافية ألقاها رئيس منتدى شواطئ الأدب – بشامون الأستاذ عصمت حسان جاء فيها:
الإبداع ُعملٌ فردي… لكنّ صناعةَ الحضارة عملٌ جماعي…
والجمالُ في قياس الوردةِ أيضاً فردي، لكنّ العطرَ في كلّ المعايير صدى جماعي.
أيها الأحبة:
الأمناء العامون السابقونَ والحاضرون بيننا نصا وقيمة عطاء..
الأمين العام للاتحاد الدكتور أحمد نزال، العزيزة والأديبة المبدعة ميراي عبد الله شحاده بكل ما تمثلين من قيم وفاء وسطوع.
أعضاء الأمانة في الاتحاد حاضرين وغائبين..
ومن هذا المنبر أشدّدُ على أهمية هذا اللقاء الذي يجمعُ الأمناء العامين بكل ما يمثلونه من رمزية وعطاء، مكرمينَ من هيئة جديدة للاتحاد كلنا نثق أنها ستفتح الآفاق على مشهد ثقافي إبداعي جديد.
صناعة الثقافة مسؤولية اجتماعية، لأنها ليست مجردَ استثمارٍ في الورق.. هي استثمارٌ في الانسان، في القيم، في التراث والراهن لبناء المستقبل..
ولهذا أرى دور اتحادات الكتاب دورا محوريا يستند إلى الإدارة والتخطيط وإيقاظ المعرفة..
وكم تعاقب على الاتحاد في لبنان أمناء ونواب أمناء وهيئات إدارية فيها أسماء كبيرة لشعراء، ورموز فكرٍ، وكل ذلك لم يفسح للاتحاد القيام بدوره..
النجاح والفشل ليسا رهناً على ما يمتلك الأمين العام أو أعضاء الأمانة من إبداع فردي.. الرهان على مدى ما يضمرون ويعلنون من مشاريع جادة لصالح الكاتب اللبناني المحروم من أبسط حقوقه القانونية والانسانية في بلدٍ هذه الحقوق فيه مهدورة للجميع ولا يقوم لنصرته أحد.
أثق بكل الذين بذلوا الجهد وسعوا للعمل، وسواء نجحوا او فشلوا فهم قدموا ما لديهم في ظروف أكثر من سيئة على كل الصعد والجبهات..
لكنني أقول باسم منتدى شواطئ الأدب، وباسم منتديات ثقافية وملتقيات منحتني شرف تمثيلها، ولا أدعي تمثيل الجميع، فنحن شعوب لا تتفق إلا على التجريب في أن تتفق.
أقول: كلي ثقة بهذه الإدارة الجديدة، برغبتها الجادة في العمل، وأدعو كل كاتب وشاعر ومفكر في لبنان أن ينضوي تحت هذه العباءة الرسمية، فكلما اتسع الصوت هزّ الصدى الموغلين في الصمت..
كما أدعو أميننا العام ونائب الأمين وأعضاء الهيئة الإدارية والعامة، إلى استعادة الدور اللبناني في ريادة الثقافة العربية.
المنتديات في لبنان غير مسقوفة، وعديدة، وتحتاج الغطاء الشرعي لتعمل في منظومة من الوعي والاتفاق.. فلِمْ لا يبادر الاتحاد بكل ما يمثل من تاريخ وقيم، إلى مدّ الجسور ودعوة الجميع إلى التفاهم والتضامن من أجل وحدة ونصرة الكلمة، في هذا البلد الذي لم يبق فيه كنزٌ نمتلكه سوى الكلمة.
أبو علي
وكانت كلمة للأمين العام السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي جاء فيها:
أيها الحفل الكريم:
في المستهلِّ، أتقدَّم بالشكر للهيئة الإدارية لهذه المبادرة الكريمة، والشكر موصول للأحبَّة جميعاً الذين شاركونا هذا الحفل، وبعد.
فلعلَّ المهمَّة المثلى التي يجب أن تقوم بها الهيئة الإدارية الجديدة هي السعي إلى إيقاظ مفهوم الثقافة الرساليَّة.
أن يكون المثقف رساليَّاً يعني أن يحمل الكلمة قنديلاً لا تطفئه الريح ليخرج بنا من عتمة الكهوف إلى فضاء العقل المتوهِّج بروحٍ عصيَّةٍ على الانغلاق والتقوقع والتعصُّب المقيت.
أن يكون المثقف رساليَّاً يعني أن يجعل الكلمة ذات رسالة مهمَّتُها رأبُ الصَّدع ولمُّ الشمل وجمعُ الشتات.
أن يكون المثقف رساليَّاً يعني أن يخرج من أناه ليذوب في نحن.
أن يكون المثقف رساليَّاً يعني أن يؤمن بتداول السلطة للمواقع الثقافية، يعني أن يؤمن بتداول المسؤولية للمواقع الثقافية، وأن ينظر إلى الديمقراطية بوصفها سانحة تنافس في سبيل إعلاء الكلمة، فيبقى وفيَّاً لهذه الكلمة التي شرَّفته بأن يكون من أتباعها، سواء في ذلك إن كان في هذا الموقع أو لم يكن.
وأن يكون هذا المثقف مترشِّحاً لموقعٍ ما، عليه ألا ينقلب على عقبيه إذا “خانته” هذه الديمقراطية المنصفة وأرته حجمه الموضوعي، عليه ألا ينقلب على عقبيه وألا يلقي الكلام على عواهنه، يمنةً ويسرةً، بل عليه أن يعيد ذاته الشاردة وأناه الضائعة، أن يعيدهما إلى تمام الوعي.
أيها الأحبَّة، بوصفي عضواً في الهيئة العامة لاتحاد الكتاب اللبنانيين أناشد المثقفين كافة أن يؤازروا هذا الاتحاد في مسيرته، وأن يتابعوه متابعةً نقديَّةً تصدُقُه ولا تصدِّقُهُ إلا حين يكون في الاتجاه الصحيح، أي حينما يسعى إلى أن يكون اتحاداً لكل اللبنانيين، وليس لفئةٍ منهم.
وأكرِّر دعوتي إلى المثقفين كافة: تعالوا لنعيد معاً إلى هذا الاتحاد نضارته، فيعود مرآةً من مرايا لبنان المبدع، ويعود هيكلاً للحرف المضيء الجميل المعبِّر عن هواجس المتعبين وأحلام الطامحين وسكينة الساعين إلى دولة يقودها الحق والعدل. شكراً لكم.
نزال
ثم كانت كلمة للأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزال جاء فيها:
أصحاب السماحة والمعالي والسعادة.
السادة الأمناء المكرَّمون، أصحاب المقامات جميعاً،
الأندية والجمعيات والملتقيات والاتحادات والنقابات،
أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
هذا الشهر، شهر رمضان، دعوةٌ صريحةٌ إلى تأكيد حضورنا الإنساني والاجتماعي في مسارنا الدنيوي على بساط العوامل الفكرية والروحية والنفسية والمادية أيضاً.
ودعوةٌ إلى ضبط سلوكنا القيمي بتفعيل إرادة معتصمةٍ بتقوى الله، تنبع من إرادته، فتسلخنا من جلدنا الدنيوي، وتهدينا إلى حقيقة حضورنا الموضوعي، إلى حقيقة موقعنا ودورنا المتميزين عن الكائنات الأخرى.
ولأن هذا الشهر الكريم، في عامنا هذا، مجبولٌ بالوجع الإنساني، في فلسطين، قضيتنا المركزية، وفي غزة التي تعيد التوازن الإنساني، بعد تمادي الباطل قتلاً وتهجيراً واعتداءً على المقدَّسات، نجد أنفسنا في موقع المتمسِّك والمنصهر في قناعاته ورؤاه.
ولتكتملَ الصورةُ ويكتملَ الوطنُ اسماً ورسماً وتاريخاً. أرادَ المقاومون الأبطال أن يضيئوا على العدالة الإنسانية، كرافعةٍ في وطنٍ ينوءُ تحت ثقل الأزمات الاقتصادية والأمنية، أرادوا أيضًا أن يدعوا أجيالَ الشبابِ لصناعةِ المواطنة الحقيقية، في ظلِّ مطامعِ العدوِّ الصهيوني ومخاطرِ التهويدِ الثقافي، والشرذمةِ في القرارِ السياسي، ما بين فيدراليةٍ وكونفدرالية وتقسيمٍ وتوطين.
الإخوة والأخوات: إنه لشرفٌ كبيرٌ أن ألقي، اليوم، باسم اتحاد الكتّاب اللبنانيين، هذه الكلمة، وأن أتوجَّه إلى الفئة المبدعة التي قاومت بالقلم والفكر. أنتم تشكِّلونَ ثروةَ لبنان الحقيقية، ونواةَ تطورِه وتفعيلِ مؤسساتِه، أنتم مواردُه البشرية وسماتُ نموِّه وتقدُّمه.
وشرفٌ عظيمٌ أن نلتقي على مائدة الرحمان، لتكريم ثلَّةٍ من المثقفين، من أعطوا في الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب اللبنانيين، وفي هيئاته الإدارية، ليكون صوتُ الاتحاد الصوتَ الوطنيَّ الصادقَ والفاعلَ في صياغة مشهدٍ ثقافيٍّ وطنيٍّ يليق بلبنان الحرف والرسالة.
إنه لقاء العائلة اللبنانية الواحدة، والبيت الواحد، واستحضارٌ لتاريخٍ طويلٍ من الإبداع اللبناني الذي دقَّ أبواب العالمية في مراحلَ متعددة.
لعلّ من المفيدِ أيضاً، أن يتباهى لبنان بمثقفيه الذين كان لهم الأثرُ الكبيرُ في رفد الثقافة في محيطه العربي، ثم على مستوى العالم.
إن استذكارَ كبارِنا في مجالاتِ الإبداعِ كلها، تنشيطٌ للذاكرة وتواصلٌ بين الأجيالِ الراحلة والآتية. فإبداعُ الحياةِ مسارٌ متواصلٌ لا ينقطع، وخزائنُ المعرفة واجبٌ ألاّ تتحنّط كنوزُها، ففيها عطاءاتٌ وحوافزُ لدفقِ نهرِ الحياة.
الإخوة والأخوات: هذا الاتحاد، أمانةٌ في أعناقنا، لاستعادة بريقه، لكي يكون الكتّابُ شعلةَ الوطن التي لا تنطفئ.
وها نحن نمدُّ يد العون إلى أعضاء الاتحاد أولاً، وكنا نأمل أن يكون موقفُ بعضهم إيجابيَّاً، من أجل صون الاتحاد وتعزيز دوره. وثانياً نمدُّ يد العون لكلِّ المؤسسات والأندية والجمعيات الثقافية في لبنان، بدءاً من الملتقى الثقافي اللبناني، الذي كنَّا وإيَّاه، على موعد، قبل شهر تماماً، بدعوة رؤساء اتحادات الكتّاب العرب إلى لبنان لإطلاق الملتقى الدائم لرؤساء اتحادات الكتّاب العرب، تحت عنوان: “فلسطين: مقاومة الهوية والتاريخ”، ومع الملتقى الثقافي اللبناني، والحركة الثقافية في لبنان، والرابطة الثقافية في طرابلس، التي باتت بوصلة الاتحاد الشمالية، ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، ومنتدى شواطئ الأدب- بشامون، والقافلة تطول وتطول، ولا ننسى أيضاً المؤسسات الرسمية.
كما أنتهز الفرصة لأؤكد أننا مقدمون بعد الأعياد المباركة على سلسلة من النشاطات، واستكمال تشكيل اللجان، بعد أن أبصرت لجنة الانتساب النور، وفي مقدِّمتها المؤتمر السنوي لاتحاد الكتّاب اللبنانيين.
أبارك للكبار الكبار حفل تكريمهم هذا، وأخصُّ بالذكر أستاذي العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي، المثقف الرسالي الأمين والمؤتمن على هذا المؤسسة الوطنية الجامعة، المثقف الرسالي الحقيقي، معاً يداً بيدٍ إلى اتحادٍ قويٍّ فاعلٍ، ونعاهدُكم أن يظلَّ اتحاد الكتّاب اللبنانيين حاضنَ العطاءاتِ الفكرية، والمحفّزَ والداعمَ الأكيد لكلِّ المبدعين.
كل عام وأنتم بخير، عشتم، عاش الاتحاد، عاش لبنان.
ثم جرى تسليم الدروع للمكرمين والتقاط الصور التذكارية، حيث تسلَّم المكرَّم العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي الدرع التقديرية من نائبة الأمين العام الأديبة ميراي شحادة وعضو الهيئة الإدارية الإعلامية أمل ناصر.
درع الأمين العام السابق الشاعر الأستاذ غسان مطر تسلَّمها بالنيابة عنه الدكتور رامز الحوراني من عضوي الهيئة الإدارية: الأستاذ بسام ضو والأستاذ سديف حمادة.
درع الأمين العام السابق الدكتور روحي البعلبكي تسلَّمها بالنيابة عنه الدكتور سمير عيتاني من عضوي الهيئة الإدارية: الدكتورة درية فرحات والدكتور طوني مطر.
درع نائب الأمين العام الأسبق الشاعر المير طارق آل ناصر الدين تسلَّمها بالنيابة عنه الشاعر وجدي عبد الصمد من الأمين العام والدكتورة درية فرحات.