تقديم هاني سليمان الحلبي
ثالوث ذهبيّ لا ينفك التماعه ساطعاً في أشد ساعات ليلنا حلكاً، كل من زاويته فيه:
- “تحولات” بما تمثل من خطة فكرية تنويرية نهضوية قامت بدعامتين مثّلهما الروح المغامر النهضوي منصور عازار الباقي قدوة، وحركة الإشعاع الدؤوب الناشر المثقف بامتياز سركيس أبو زيد.
- المفكر النهضوي البنّاء وطنياً ومشرقياً وعربياً وعالمياً الدكتور عبدالحسين شعبان، النجفي المولد، الرافديّ الجذور، الذي تجده في كل مؤتمر يرافع بالعدل، وفوق كل منبر يساجل بالحق، وفي كل ساح نجمه يدافع عن هويتنا وشخصيتنا وحقنا بلا كلل ولا افتئات ولا ابتسار، يجمع فيه الأصالة والابتكار، العراقة والتجديد، الواقعية والثورة، الوطنية والعالمية، الدقة والعلم، الشمول والعمق.
- وثالث الثالوث روح طلال سلمان على طريقه المشرّع على الأجيال، التي سرناها طيلة 24 عاماً بلا كلل ولا ندم، دأبنا أنها منذورة لفلسطين وأنها صوتنا إذ كنا بلا صوت، تتجلى هذه الروح بمن يُكمل رسالته بمكان منارة تحتضن الفكر وأهله. لهذا الثالوث البهيّ ألف تحية.
سبّاق أبو زيد بتحولاته تضع عينها في القمم العليا وتنشدها بلا توانٍ، ويدها على المحراث لتحرث العقول التي سكنت بالإيقان فتحرّكها لتزرع في جروحها الأثلام بعض بذار.
وسبّاق الدكتور شعبان الذي يفيض حيوية ويشعّ في كل اتجاه، فلا يغيب بضعة أيام حتى يطلّ بدراسة جليلة في وسيلة إعلامية، وما يكاد يوزّعها حتى ينشر مقالا في غيرها، وما بينهما حديث هنا وتصريح هناك، ليبدو فريق عمل مبدع من عشرات الأدمغة والسواعد والقلوب.
وكان لي شرف محاورته منذ سنوات مديدة بحوار قيّم، تناقلته المواقع وتخاطفته الصفحات بما حفل من فكر عميق وآراء قيّمة سجالية، وكان اتفاق بيننا من حوالي سنة لحوار جديد، لم تسمح بعض الظروف لعقده، لكننا قريباً نبرم خطة إعلامية بإطلالات متواصلة حيث تقتضي الحال.
وأمسية تكريم الدكتور شعبان عود ثقاب تشعله “تحوّلات” في زمن فلسطين حيث تستصرخ الثقافة روادها وأهلها ليشبكوا السواعد ويستنفروا الهمم، فالعالم يتغير من حولهم ببركة دماء الشهداء الأمهات والأطفال والشيوخ الأبرياء، فضلاً عن قبضات الأبطال الذين يشقون الطريق إلى القدس وتنير أرواحهم منعطفاته ويرتقون شهداء.. ليحققوا جَدْل التحرير الوحيد بفصاحة الكلمة السيف في منبر حق، قرينة الدم الفصيح في معارك التحرير المقدس.
وكانت اكتظّت قاعة جريدة السفير ببيروت بحضور نوعيّ متميّز احتفاءً بالمفكّر والأكاديمي العراقي د. عبد الحسين شعبان، وبعد أن قدّم رئيس تحرير مجلة تحوّلات، الناشر والإعلامي سركيس أبو زيد كلمة ترحيبية أشاد فيها بمناقبيته ودوره في الثقافة العربية، أوضح أن الاحتفال به ليس ترفًا وإنما هو احتفاء بفلسطين واحتفاء بغزّة المقاومة، حيث كرّس شعبان جهدًا وافرًا من عمله الفكري والثقافي والنضالي لفلسطين وقضايا الحريّة والعدالة.
وأدارت الجلسة، حسبما نشرت مجلة الهديل، التي زادت على ساعتين، الإعلامية والشاعرة نوال الحوار، التي رحبت بالضيوف. وقالت عن د. شعبان: نحتفي بحضوره بيننا اليوم، بكلّ ما حمل ويحمل من رصيد فكري ووجدان عربي وتجربة يسارية وعمق نجفي وشخصية عراقية وبُعد حقوقي. عبد الحسين شعبان، بلا تكلّف هو بيت العرب بمنازل شتى… يأنس هذا الرجل بفضاء إنساني غني، كانت فلسطين جذره ونجمته التي لا صباح بدونها.
واختتمت بقولها عبد الحسين شعبان “نجمتنا فهلّلوا لفلسطين، وهاتوا إلينا بضوء الحسين في زحمة السواد”.
شحادة
وتوالى على المنصّة العلامة الشيخ حسين شحادة، فألقى كلمة قال فيها إن شعبان قدّيس حريّة الكلمة، وهو صانع اللّوبيات القانونية والحقوقية من أجل فلسطين، كلّ فلسطين.
وقال: أن شعبان يوم كتب عن فقه التسامح، لفت انتباهنا سيادة المطران جورج خضر وأنا وآخرين من المتابعين لأعماله الفكرية من يساريين وقوميين وعلمانيين، فقد شعرنا أنه يلملم شظايانا ويراجع تجاربنا بروح انتقاديّة منفتحة وجامعة، انطلاقًا من سؤال النهضة والحريّة والتنمية، خصوصًا بدعوته للحوار ومحاولة ترزينه وعقلنته وإبعاده عن الأدلجة، وتحرير المعرفة من المخيلة الموروثة وتحرير الشموليّات من نزعة التفوّق وذهنية الإقصاء ولوثة الهويّات القاتلة، وكذلك في تنقية الذاكرة ونقض الرواية “الإسرائيلية”.
وأشار العلّامة شحادة إلى أن قلم شعبان معافى وخالص من الشوائب: شوائب الفتن وشوائب الانقسام وشوائب التنظير بالتسويات المهينة والمذلّة، بشهادة الأوسمة والدروع التي منحتها إياه بغداد وبيروت ودمشق وعمّان والقاهرة وتونس والخليج وسواها من العواصم الأوروبية وغير الأوروبية، لأنه قبّل الخريطة العربية وقبّل ترابها وأخذنا إلى “دين العقل وفقه الواقع” واستراح لكنه لم يهدأ كمثل عصفور الشرق حطّ على أغصان كرمته، واعدًا بأن نهاية التاريخ لم تُكتب بعد، وبأن الزمن الفلسطيني قد بدأ.
الحوراني
ثم تحدّث بعده الدكتور محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتّاب العرب، الذي قدِم من دمشق للمشاركة في الاحتفاء بالدكتور شعبان، فقال من الصعب بمكان أن تجد أديبًا بارعًا في السياسة ومن النادر أن ينجح مثقّف في الإمساك بخيوط الاقتصاد والقانون ويناقشك فيهما نقاش الخبير العارف بتفاصيلهما على اختلاف المدارس الفكرية الأدبية، فضلًا عن دفاعه عن حقوق المظلومين في أصقاع المعمورة، ولعل كتابيه “عصبة مكافحة الصهيونية” و“مذكرات صهيوني”، يضعانه في صف أبرز المؤرخين، فضلًا عمّا يملكه من براعة في التحليل وسلاسة اللغة، مما يجعل كتبه ذات قيمة عالية، وقد وظّف ذلك في خدمة القضية الفلسطينية ومقاومتها من موقعه اليساري، منتقدًا بقسوة آراء كثير من المثقفين الغربيين المتحاملين عليها والراغبين بتدنيس طهرها… إنه الباحث والمفكر الأديب الأستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان.
يونان
وتناولت د. أوغاريت يونان، المفكّرة التربوية ومؤسسة جامعة اللّاعنف علاقتها مع د. شعبان وعملهما المشترك في جامعة اللّاعنف، ليس في ما يتعلّق بكتبه، ذات القيمة الأكاديمية الرفيعة، بل وبسلوكه الأخلاقي الأنيق وإنسانيته الطافحة وحبّه للحياة وفهمه للمتغيّرات وإيمانه باللّاعنف، وكذلك قدرته على التجدّد والمرونة. فهو الصحافي والكاتب والمحلل المنتشر شرقًا وغربًا، والمثقف والباحث والمنجذب إلى الأكثر وأكثر، الراوي الحافظ لذاكرة بإبهار، كأن في نصوصه رزنامة زمن ودفتر أسماء وعناوين وحكايات وسرد بكلّ الأحرف والأرقام في السياسة والتاريخ والسيسيولوجيا والدين والنضال والماركسية والقومية وحقوق الإنسان واللّاعنف.
وخاطبت شعبان بقولها: إصرارك على الشباب والحبّ والتنوّع والسلام، يكفي لي، كي أعرف من أنت بدون أن أقرأ كتبك… وأكملت: من هذا الركن أذهب معك إلى فلسطين… من البديهي أن تكون هذه قضيتك، وأن تكتب لها وعنها، هذا بديهي. قضية فلسطين النبيلة لا تستحقّ إلّا غايات ووسائل نبيلة، أي ما نسمّيه نحن مقاومة لاعنفية… أنت تناضل في ميدانك، ميدان البحث وكشف المعطيات ببراعة. فشكرًا على توثيق التاريخ للعدالة ولبناء تاريخ آخر. وقد أحبّك وليد صليبي وأحبّ شخصيتك منذ أول لقاء بينكما.
مزرعاني
أمّا الأستاذ سعد الله مزرعاني، وهو نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سابقًا، فأشار إلى أنه تعرّف إلى د. شعبان في الثمانينيات، ولاحظ منذ لقائه الأول أنه كان يواجه أسباب الخلل في الحركة الشيوعية في جانبها الفكري، وكذلك في التوجّهات والعلاقات والسياسات والممارسات، وأنه انصرف لتلك المهمّة ضمن مسار ومخاض فكري وسياسي وكفاحي جاد وجدّي، بعيدًا عن ردود الفعل الصغيرة المعتادة، ولعلّ أحد أهم منجزاته على هذا الصعيد، هو كتابه “تحطيم المرايا”، فضلًا عن بعض استنتاجاته التي هي في غاية الأهميّة، لا سيّما في التعامل مع التراث كجزء من مشروع التغيير.
وقال مزرعاني: لم يمارس شعبان ما مارسه آخرون من ردود فعل على الخلاف، بالتخلّي عن المبادئ والقيم، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بل ثابر على مواصلة رحلة بحث ومعرفة ونشاط فعّال، استغرقت عمره وأثمرت الكثير. وختم كلمته بالتحيّة المتجددة للصديق والرفيق شعبان، الأكاديمي والمفكّر والمجتهد والمناضل.
عبد العال
وتوقّف الروائي مروان عبد العال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث قال: الدكتور عبد الحسين شعبان أيها السادة، نتشرفُ ونعتزُ أنَّه رفيقُ وحبيب فلسطين والجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ فلسطين، منذُ انطلاقتِها بعد نكسةِ حزيرانَ عام ١٩٦٧ وهو من صفوة حوارييها الخُلّصِ، وأشهد أنه كان بمثابة العقل المدبّر، الذي يستشار في مواقفها وقراراتها ووثائقها، وهو الصديق الوفيُ لعددٍ كبيرٍ من قادتِها الأوائل ومنهم تيسير قبعة وغسان كنفاني وأبو علي مصطفى وصابر محيي الدين وليلى خالد وصلاح صلاح وخاصة جورج حبش رفيقُه في الزمن الدمشقي، يومَ كان “الحكيمُ” يلحُ على قراءةٍ جديدةٍ لمعرفةِ ليس من هو العدو فقط، بل ماهيّة هذا العدو؟”.
وأكمل عبد العال: كنتُ قد قرأت وتعلمت وتعرفتُ على الخارطةِ الفكريةِ للعزيز الدكتور عبد الحسين شعبان من صفحاتِ مجلةِ الهدف، التي لم يبخلْ عليها بمقالٍ او إضاءةٍ وبحث جاد حتى عددها الـ 55 الرقمي الخاصِ الأخير الذي صدرَ بالأمس، واتحفنا بمقاله ”طوفان الأقصى: صراعُ الإراداتِ والعقول”.
وتناول كتابيه الأخيرين ”عصبة مكافحة الصهيونية” و”مذكرات صهيوني”، كما توقّف عند كتابه “الزمن والنخب – في أنطولوجيا الثقافة العربية”، مشيرًا إلى أنه المفكّر والمناضل والأكاديمي، الذي ظلّ مع فلسطين، على الرغم من كلّ المتغيّرات. وبصدد كتاب “مذكرات صهيوني” كتب يقول: ما هذا السرُ الذي نهشَ عقلَ وتفكير د. جورج حبش؟ وبعد اجتماع للتبيان والتخطيط والدرس، بدأت رحلة البحث مذكراتِ ريدليخ، وبإلحاح منه طار د.عبد الحسين الى براغ، للتفتيش عن أوراقٌ تحتوي معلوماتٍ مثيرةً تتعلقُ بالصفقةِ اللاأخلاقيةِ بين النازيةِ والصهيونيةِ، الأمرُ الذي يعكسُ حقيقةَ أن الصهيونيةَ والنازيةَ هما وجهان لعملةٍ واحدة، وكلاهما يستمدّان أيديولوجيتِهما من الفكرِ العنصريِ الاستعلائي.
وأنه تقاطع مع جورج حبش بشأن موضوع حل الدولتين، حيث كنت تتلّمس أن المسألة أبعد من ذلك. وأي حل لا يستجيب للحق الثابت وغير القابل للتصرّف لفلسطين، ستعاد المسألة مرّة وأخرى وثالثة حتى يتحقق حلم الفلسطينيين بتقريري المصير والعودة، وهو ما يؤكده شعبان.
النجار
وكان آخر المتحدثين، البروفيسور شيرزاد النجار، أستاذ العلوم السياسية والمستشار السابق لدى رئيس إقليم كردستان، فتناول علاقته بالمفكر شعبان منذ نحو 6 عقود من الزمن، وتوقّف عند منشئه الأول عائليًا ومدينيًا، ثم دوره الثقافي ولمعته الفكرية منذ سنوات الجامعة، وأشار إلى أنه مع فلسطين والفقراء أحاديًا، كما ذكر ذلك د. إياد البرغوثي، في حين أنه تعدّدي في كلّ شيء، وقال أن علاقته مع المقاومة الفلسطينية بدأت من بغداد، وكانت أحد أبرز الناشطين في تظاهرات العام 1967 بعد عدوان 5 حزيران، وساهم خلال السنوات المنصرمة في تقديم أنواع الدعم لفلسطين عبر المؤتمرات والاجتماعات الدولية.
وقال إن قضية العدالة لديه لا تتجزّأ، مثلها مثل قضية الحرية وحق تقرير المصير، وهو في الوقت نفسه وقف مع الشعب الكردي وحقه في تقرير المصير، وأول من صاغ فكرة الحوار العربي الكردي 1992، ونظم فعالية كبرى لإنجاز الفكرة، علمًا بأن أول نص لفكرة حق تقرير المصير للمعارضة العراقية في العام 1992 أيضًا كانت من بنات أفكاره ومن نسج قلمه.
وأشار النجار إلى قول عبدالحسين شعبان أن “وجود كوردستان قوية وعراق ضعيف سيكون العراق بأكمله ضعيفاً، ووجود كوردستان ضعيفة وعراق قويّ سيكون العراق ضعيفاً أيضاً، لذلك نحن بحاجة الى إقليم قويّ بكافة حقوقه ونحتاج الى دولة عراقية فيدرالية قوية بوحدتها ومواطنتها المتكافئة والمتساوية أيضاً”.
مخّول
ووصلت، إلى حفل تكريم الدكتور، رسالة من البروفيسور مكرم خوري مخّول من جامعة كامبريج – دارة فلسطين لعدم تمكنه من الحضور، أشاد فيها بالدكتور شعبان وبالجهة التي دعت إلى تكريمه كقامة فكرية عربية وأممية كبيرة، وأن له أيادي فواضل في حقول متعددة كالقانون والسياسة الدولية والأديان. وما يلفت، هو تركيزه على الشعب الفلسطيني ونضاله، وذكر دوره على الصعيد الدولي، وخصوصًا مساهمته المتميزة في مؤتمر ديربن ضدّ العنصرية.
الصايغ
وحيا المفكر والكاتب والصحفي نصري الصايغ الاحتفال وأشار بكلمة قصيرة إلى دور شعبان الذي يمثّل مكتبة متحركة وقرر أن ينشر كلمته الموسعة في وقت لاحق.
واختتم د. شعبان الحفل بكلمة قصيرة، قال فيها إن الاحتفاء هو بفلسطين، والاحتفال هو بالمقاومة والتضامن مع غزة.
وأعرب عن حرجه وقلقه وارتباكه إزاء ما قيل بحقه، وأضاء على عدد من القضايا أهمها التركيز على المقاومة الثقافية والقانونية والديبلوماسية، وضرورة الاستمرار بذلك.
وسلّط الضوء على بعض إجراءات محكمة العدل الدولية التي انعقدت بدعوى من حكومة جنوب أفريقيا، تلك التي تدمغ “إسرائيل” بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وهي التي تهدد شرعية وجودها واستمرارها.
وأشار إلى أنه منذ 4 عقود من الزمن كان قد اشتغل على هذا الملف، ولا سيّما متابعة تقديم “إسرائيل” إلى القضاء الدولي لارتكابها جريمة تهديد السلم والأمن الدوليين وجريمة الإبادة الجماعية وجرائم ضدّ الإنسانية وجريمة العدوان والاستيطان، وهذه كلّها جرائم مدانة بموجب القانون الدولي. ومن هذه الزاوية دعا الدول العربية للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي تأسست في روما العام 1998، ولفت الانتباه إلى كتاب كان قد صدر له في العام 1987 عن دار شرق برس بعنوان ”سيناريو محكمة القدس الدولية العليا”، وكتاب آخر صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 2010 تحت عنوان ”لائحة اتهام: حلم العدالة الدولية في مقاضاة إسرائيل”.
وأكّد أن هناك تحوّلًا بالمزاج العالمي إزاء القضية الفلسطينية وعدالتها، بل يمكن القول ثمة انعطافة جديدة ومهمة وأن هناك تغييرات في النظام الدولي العالمي، خصوصًا بصعود الصين ومعافاة روسيا.
ولفت الانتباه إلى الدور الأوراسي، قائلًا إن الذي يسيطر على أوراسيا كأنه سيطر على العالم، كما قيل، ليس من زاويته الجيوسياسية حسب، بل هذه المرة من زاويته العلمية التكنولوجية في ظلّ التعددية القطبية التي هي الآن في طور التكوين والنشوء.
واختتم شعبان بشكر النخبة المتميزة والكوكبة اللامعة، التي شاركت في إحياء هذا الحفل وفي هذه الأمسية البيروتية العربية الأممية بامتياز، كما عبرّ المتحدثون.
الجدير بالذكر أن العديد من المتحدثين أشادوا بدور الأستاذ طلال سلمان وصحيفة السفير، التي كانت مدرسة حقيقية للعروبة ولفلسطين وصوت من لا صوت له.
الدكتور عبد الحسين شعبان :
سيرة مختصرة
- أكاديمي ومفكر وكاتب عربي من العراق، له أكثر من 80 كتاباً ومؤلفاً في قضايا الفكر والقانون والسياسة الدولية والأديان والثقافة والأدب والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، فإضافةً إلى انصرافه للعمل الفكري والحقوقي والتدريس الجامعي، فإنه اشتغل على نصوص سرديّة ثقافيّة وأدبيّة، تأليفاً ونقداً ومارجعةً، في نوع من الكتابة بأجناس متنوّعة وحقول مختلفة.
- حائز على وسام أبرز مناضل لحقوق الإنسان في العالم العربي القاهرة – 2003.
- من مواليد النجف – العراق 21 آذار / مارس 1945.
- درس وتعلم في مسقط أرسه.
- تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بغداد 1967 -1968.
- نال درجتي الماجستير من جامعة 17 نوفمبر وجامعة جارلس – كلية الحقوق عامي 1973 و 1976.
- حاز على درجة الدكتوراه PhD مرشح علوم CSc في فلسفة القانون من أكاديمية العلوم التشيكوسلوفاكية 1977.
- درس في جامعة بغداد مركز الدراسات الفلسطينية وجامعة صلاح الدين إربيل وجامعة اللّاعنف بيروت، وألقى محاضرات في عدد من الجامعات العربية والأجنبية بصفته أستاذًا زائرا غير متفرغ.
من مكتبته الفلسطينية
– إرتبط بعلاقة وثيقة مع المقاومة الفلسطينية منذ العام 1967 ، وبصداقة حميمة مع أبرز قياداتها، وشارك في فعاليات وأنشطة جميع فصائلها ومنظماتها، وكتب وألف ودرّس وحاضر في العديد من مؤسساتها الثقافية والإعلامية.
– كتب في مجلة الهدف بصورة منتظمة، منذ مطلع الثمانينيات، بالإضافة إلى نشره عشارت الدارسات والأبحاث.
– عمل باحثا في مركز الدارسات الفلسطينية، واستشاريًا لمنظمة التحرير الفلسطينية .
– أسس اللجنة العربية لدعم قرار الأمم المتحدة 3379 اللجنة العربية لمناهضة الصهيونية والعنصرية مع نخبة من زملائه وفي المقدمة منهم، د. جورج جبور، دمشق، 1986. وشغل منصب أمينها العام.
– عضو شرف في الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين منذ .1981
الكتب:
- الصهيونية المعاصرة والقانون الدولي، مركز الد ارسات الفلسطينية، دمشق ،1985.
– مذكرات صهيوني طبعتان، دار الصمود العربي، بيروت، 1986، وطبعة ثالثة، دار الرافدين، بيروت – بغداد، مزيدة ومنقحة، 2023.
– سيناريو أوّلي لمحكمة القدس الدولية العليا، شرق برس، نيقوسيا، . 1987
– القضايا الجديدة في الصراع العربي- ”الإسرائيلي”، دار الكتب، بيروت ،1987.
– الإنتفاضة الفلسطينية وحقوق الإنسان، دار حطين، دمشق، 1991 .
– المدينة المفتوحة – مقاربات حقوقية حول القدس والعنصرية، دار الأهالي، دمشق، 2001 .
– حلم العدالة الدولية في مقاضاة “إسرائيل”، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2010.
– عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية “الإسرائيلية، دار البيان العربي، بيروت، 2023.
– الغرفة 46 – الإرهاب الدولي: خفايا وخبايا، دار الرافدين، بيروت – بغداد، 2023.
أبحاث:
– فصول في كتب ومؤلفات خاصّة وجماعية وأوارق عمل في مؤتم ارت وهيئات وجامعات ود ارسات ازدت عن 60 د ارسةً وبحثاً ومشاركةً.
– مقالات في مجلّات وصحف فلسطينية وعربية وأجنبية عن القضية الفلسطينية والصارع العربي – “الإسرائيلي“ والصهيونية المعاصرة.
مؤتمرات:
على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن شارك في مؤتمرات دولية عديدة، وساهم في لجان تحضيريّة لدعم القضية الفلسطينية، كما حرّر نصوصاً وقرارات دولية وعربية لدعم حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني منها:
- المؤتمر العالمي ضد الإرهاب الدولي، أثينا 1986 ، وقدم فيه بحثاً بعنوان “الإرهاب الصهيوني وجذوره الفكرية”. كما وجّه رسالةً إلى المؤتمر باسم اللجنة العربية لمناهضة الصهيونية والعنصرية.
- مخاطبة مؤتمر القمّة الإسلامي المنعقد في الكويت بإدراج صيغة كون الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، 1987، ومناشدة بعض وزارات الخارجية العربية باعتماد هذه الصيغة في المؤتمر المذكور، وذلك بصفته أميناً عامّاً للجنة العربية لمناهضة العنصرية والصهيونية، وهو ما تمّ حينها بالفعل.
- المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، فيينا، 1993 ، وكان جزءًا من التحضير للمؤتمر العربي التمهيدي في القاهرة لبلورة المطالب العربية والفلسطينية.
- المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، بمناسبة مرور 50 عاماً على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، باريس، . 1998
- مؤتمر الحركة العربية لحقوق الإنسان، الرباط، 1998 ، حيث صاغ بيانه الختامي بتأكيد الدعم الكامل لحقوق الشعب العربي الفلسطيني، لا سيّما حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة الوطنية القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف، وذلك تساوقاً مع مواقف م.ت.ف.
- المؤتمر الدولي إحتفاءً بمرور 50 عاماً على اتفاقيات جنيف الأربعة، جنيف 1999، وقد انفضّ المؤتمر بعد 10 دقائق من إنعقاده بسبب ضغو ط أميركية و”إسرائيلية” ، حيث اعتذر وزير الخارجية السويسري، جوزيف دي ياس لمجموعة الخبراء، الذين سبق أن دعاهم باسمه لكون سويسرا هي الدولة
التي تحتفظ بوثائق التصديق على اتفاقية جنيف، كما أنها الدولة الراعية للمؤتمر الدبلوماسي 1974-1977 ، والذي صدر عنه بروتوكولا جنيف؛
الأول – الخاص بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة؛ والثاني – الخاص بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية. وقد واصل الخبراء إجتماعهم في مبنى الأمم المتحدة، على الرغم من إلغاء الاجتماع الحكومي. وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات، قد اعتبر بروتوكولي جنيف مكسباً للشعب العربي الفلسطيني، وتطويراً لاتفاقيات جنيف. وهي بالفعل تطويرٌ وتعميقٌ للقانون الإنساني الدولي، لا سيّما في ما يتعلق باعتبار الاستيطان جريمة دولية.
- تنظيم مؤتمر في لندن بشأن القدس ملتقى فكرياً في إطار المنظمة العربية لحقوق الإنسان 1998، التي كان يرأسها والدعوة إلى رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بخصوص القدس والممارسات “الإسرائيلية” والانتهاكات للقانون الدولي واتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقيها، وللقرارات الدولية بشأن عدم شرعية قرار ضم القدس.
- خاطب وزارء الخارجية العرب لتبني هذا الرأي بمذكرة خاصة، كما انعقدت حلقة نقاشية حول رأيه في جامعة الدول العربية، شارك فيها سعيد كمال، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وفاروق أبو عيسى، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، وعدد من أساتذة الجامعة في القاهرة.
- مؤتمر ديربن / جنوب أفريقيا، ضد العنصرية ،2001 ، حيث كان عضواً في اللجنة التحضيرية التي عقدت اجتماعات في عمّان والقاهرة والمنامة، تمهيداً لعقد المؤتمر الآسيوي الذي انعقد في طهران، وتحدث فيه أمام الحكومات نيابة عن 13 وفداً عربياً، وكان هو من صاغ الفقرة الخاصّة بإدانة الممارسات ”الإسرائيلية” باعتبارها عنصرية وهي الفقرة التي اعتمدت في مؤتمرات عمّان والقاهرة والمنامة وطهران وفي ما بعد في ديربن، حيث أيّدتها 3000 منظّمة مجتمع مدني. وبالأساس فإنها جزءٌ من محاضرته الموسومة “عنصرية الصهيونية”، التي ألقاها في عمان في افتتاح المؤتمر التحضيري إلى ديربن.
- المؤتمر الدولي سيؤول – كوريا الجنوبية، حول قضايا الإصلاح والديمقراطية، 2002 ، تحدث فيه عن الحصار والعنصرية العراق – فلسطين.
- المشاركة في صياغة قرار حول القضية الفلسطينية في مؤتمر كيتو/ الإكوادور، 2005 .
- المشاركة في بحث بعنوان “اللاجئون الفلسطينيون في العراق: رؤية عراقية”، جامعة دمشق نظمتها “مجموعة عائدون” وعدد من المنظمات الدولية، أذار/ مارس 2007.
- المشاركة ببحث تحت عنوان “عروبة فلسطين والدرس التاريخي” في ندوة “تجديد الفكر القومي والمصير العربي”، دمشق – 2008.
- المشاركة في عدد من الفاعليات والأنشطة التضامنيّة الدولية بعد العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، 2006، وعملية “الرصاص المصبوب” 2008 – 2009، والتي أطلقت عليها المقاومة اسم “حرب الفرقان” وعملية “عامود السحاب” 2012، ودعتها حماس “حجارة السجّيل” و”الجرف الصامد” 2014 وأسمتها المقاومة “العصف المأكول” ، و”أحداث حي الجراح” في القدس، والتي شنّت “إسرائيل” عملية عدوانية كبرى أسمتها “عملية حارس الأسوار”، في حين أطلقت عليها حماس “معركة سيف القدس 2021”.
- المشاركة في مؤتمر “القدس والمعركة الدبلوماسية والثقافية”، التي نظمها منتدى الفكر العربي، عمان – 2018، وقدّم بحثًا بعنوان “القدس وديبلوماسية القوى الناعمة”.
- المشاركة في مؤتمر اتحاد حقوقيي البحر المتوسط، نابولي / إيطاليا، 2019 ، وصاغ فيه نداء بإسم المؤتمر تأييداً لحقوق الشعب العربي الفلسطيني وتنديداً بصفقة القرن وقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس باعتبارها عاصمة لـ “إسرائيل” وكذلك إدانة اعتبار الجولان “إسرائيلية”.
- المشاركة في مهرجان الأردن للإعلام العربي دورة القدس عمان – 2021، تحت عنوان “القدس في الوجدان العربي”، بتقديم بحثه الموسوم “القدس في الديبلوماسية الدولية.”
- مؤسس الرابطة العربية للقانون الدولي وأمينها العام 2020، قبل تقديمه استقالته وتفرّغه للكتابة في 5 حزيران / يونيو 2023.
- دعا منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن إلى استخدام السلاح القانوني والديبلوماسي والثقافي والاقتصادي وغيرها من الأسلحة الناعمة في المعركة المتنوعة والمتشعبة، دفاعًا عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني، واستكمالًا لوسائل الكفاح الأخرى.
- من الداعمين للتوجه القانوني بخصوص الرأي الاستشاري من محكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري، والذي قررت المحكمة عدم شرعيته، ودعت إلى تفكيكه وتعويض المتضررين، كما أنه يدعو إلى طلب الرأي الاستشاري من المحكمة بشأن القدس، خصوصًا وأن القرار 478 الصادر عن مجلس الأمن 1980، يؤكد بطلان قرار ضم القدس من جانب الكنيست ويدعو إلى إلغائه، وهناك دزينة قرارات تصب في التوجّه ذاته، إذْ أن قيمة الفتوى الاستشارية ستكون مقدّمة لملاحقة الجناة “الإسرائيليين” أمام المحكمة الجنائية الد ولية في المستقبل.
- يعتبر طلب حكومة جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية باعتبار ما تقوم به “إسرائيل” في غزة، إبادة جماعية، خطوة مهمة على صعيد دمغ “إسرائيل” بارتكاب جرائم الإبادة، وهو ما تقدّمت به بريتوريا في 29 كانون الأول / ديسمبر 2023، والذي انعقدت المحكمة على أساسه في 11 و 12 كانون الثاني / يناير 2024.
(الصور منشورة في مجلة الهديل)
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat. whatsapp. com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat. whatsapp. com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox. com/lb/haramoon/?cs=lb. haramoon&played=1