رسالة كتبها احدهم، بعنوانم ن هنيبعل إلى حسن نصرالله.. نقتبسها للنشر. وجاء فيها:
“حنا بعل*
“أخي وعزيزي وابن بلدي نصر الله … لقد سبقتُكَ إلى هذه الدنيا بأكثر من ألفي عام… وكنتً محباً ومخلصاً لوطني مثلك… لكن في زماني يا عزيزي كانت اللغة مختلفة … والأسماء مختلفة .. والأديان مختلفة عما هي اليوم في زمانك …لقد نادوني في الغرب هانيبال واسمي الحقيقي هو (حنا بعل) ومعناه في لغتكم اليوم ( حنان الله).. واسمي يشبه اسمك اليوم بالعربية ( نصر الله )… الحمدلله أنَّ أسماء المدن التي نحبها ونحمي حماها ونذود عن مصالحها بقيت على حالها مثل صور وصيدا وعيترون وقانا وشبعا وغيرها…. حتى تبقى الإشارة واضحة على أننا ننتمي إلى وطن واحد ..
لقد قادتني محبتي لهذا البلد الذي ننتمي إليه معاً إلى تجربة قاسية أتمنى أن تستفيد منها حتى لا تتكرر المطبات التي وضعها أمامي أبناء بلدي الذين كنت أحارب من أجلهم ومن أجل مستقبلٍ أفضل لأولادهم وهم غير مدركين.
لقد أقسمت في صغري أمام والدي هميلقار العظيم بأن أنتقمَ من روما وأدمِّرَها لأنها كانت تمثل في زماني الشر كل الشر لشعبي وعموم مدن فينيقيا … ولمَّا اشتد ساعدي ووفاءً أمام الله وشعبي انطلقتُ من قرطاجة ابنة صور الرائعة على رأس جيش شكلته بنفسي لينسجم مع خططي العسكرية وسلاحي الجديد آنذاك وهو الفيلة .. فأخذت إسبانيا ودخلت جنوب فرنسا فاتحاً لأعبر جبال الألب من الشمال إلى الجنوب باتجاه روما من حيث لا يتوقعون… وفعلاً تحقق الانتصار وقضيت على جيش الرومان الذي كان يقال عنه في زماننا إنه لا يقهر بسبب عديدة وعدته .. وأصبحت روما أمامي مكشوفة جاهزة للاحتلال…. لم يقم بهذا العمل أحد من قبلي ولم يجرؤ على ذلك أحد بعدي لعدة مئات من السنين …
لم أطلب من بني ملتي وبلدي في حينه غير القليل من الدعم والمؤازرة لإتمام ما بدأت ودخول روما وتغيير وجه التاريخ … لكنهم مع الأسف خذلوني …. خذلوني لأنهم فضّلوا أن أبقى هكذا حائراً مع جيشي في سهول إيطاليا لا أستطيع إتمام النصر ولا تستطيع روما القضاء علي … لقد فضل تجّار بلدي
وعلى رأسهم ( المتمول الكبير حنون ) ومجلس الشيوخ ممن لا يرون أبعد من أنفهم أن يبقى هذا الوضع المريح لهم والمتعب لي إلى ما لا نهاية إذ كانوا قد أسسوا موقفهم على ثقتهم من أني لن أتراجع عن وعدي الصادق .. وأنَّ روما لن تستطيع القضاء علي بسبب قوتي وحنكتي …وأنَّ روما لن تهاجم قرطاجة لأنها وعدت ( كبير التجار حنون ) بذلك … لقد أبقوني في هذا الموقف المحرج أكثر من عقد من الزمان ولا حياة لمن تنادي.
لكن الزمان لم يكن ليبقى مكانه … فظهر في روما قائد شاب اسمه (سقيبيون الأفريقي ) أراد وصمَّم أن يغلبني ويكسر شوكتي بعد أن عرف نقاط ضعفي … فأبلغته جواسيسه عن مكامن ضعف سلاحي الجديد وببصيرته أدرك أنَّ قلبي في قرطاجة التي خذلتني … فذهب خلسةً إلى أسوارها في أفريقيا وهدَّدها … وعندها استيقظ ضمير بني قومي مكرها وطلبوا النجدة مني … لقد كانوا يعرفون إني على استعداد ولن أخذلهم مهما أساؤوا لي .. فتركت أغلب جيشي في إيطاليا ولبيت نداء الوطن المحتاج … لكن المعركة كانت بانتظاري في منطقة (الزاما ) شمال تونس اليوم قبل أن أكمل تدريب من يلزم لها …. فهزمني الرومان ودمّروا قرطاجة ابنة صور الرائعة ونثروا الملح في بساتينها وأراضيها حتى لا ينبت حشيش فيها من بعدنا.
لقد أدرك متأخراً من بقي حياً بأن طموحات روما الشريرة التي تنبأت بها لم يكن لها حدود وإن السلام الذي يتكلمون عنه هو سلام روما أي أن لا يكون هناك أحرار في العالم غير مواطنيها.
الظاهر يا عزيزي أنَّ أبناء بلدنا قصيرو النظر مهما باعدت بين أجيالهم السنون لقد وصفوني أول الأمر بالمغامر والمتهور وكأني أنا من بدأ المعركة ونسوا الحرب الفونية الأولى كلها وكيف هزم أبي ..
فأرجوك وأنا في أعماق التاريخ أن تبقى متربصاً للعدو الذي لن يكلَّ من محاصرتك ومن منع الإمداد عنك حتى يصدأ سلاحك ويتفكك جيشك وحينها سيفتك بك وبشعبك ويدمِّر مدنك وأتمنى ألا تكتفي بأن تصبح ومضة لامعة في تاريخ أمتنا مثلي .. بل يجب أن تتوج انتصارك هذا بانتصار عظيم آخر يكون نتيجته اعتراف الأمم الصديقة والأعداء بحقوق شعبك … وابلغ التجار ومجلس الشيوخ وأمثال ( حنون ) في زمانك أنَّ حريات الأمم العظمى التي ترونها في زمانكم لم تأتِ عفواً بل سفكت من أجلها دماءٌ كثيرة .. عساهم يتعظون ..
واسلم لأخيك في النضال إذا جاز التعبير
من مقر الخالدين…
حنا بعل (حنان الله)”.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1