فاطمة حسين اسماعيل
(مستشارة تربوية ومربية)
هل يُساء فهمك دائماً؟ إنه موقفٌ محبطٌ للغاية.
لا عليك! كلّنا مررنا به. والسبب واحد وهو أنّه في أي حديث أو فكرة تريد إيصالها للآخر حتماً ستُفهم (وِفق شروط المُستمع) فيتمّ استقبالها مباشرةً من قِبَله وتفسيرها وفهمها وفقاً للأطر المرجعيّة وما رسمه عنك هذا المتلقي في ذهنه، وأفكاره المسبقة عنك. وبشكل تلقائيّ سيفسر كلامك بطريقة مختلفة عما قصدتها مهما حاولت جاهداً عكس ذلك.
وتكمن صعوبة هذه المواقف وتزداد كلما كانت مع الأشخاص المختلفين جداً عنك، والحساسين للغاية للطريقة التي يريدون أن تتم معاملتهم بها. ومع الفئة المعقّدة من الناس والتي تملك سذاجة الأطفال.
فما هو الحل؟
إليك هذه الوصفة السحريّة.
أولاً إن كان بإمكانك التخلي عنهم فاهجرهم هجراً جميلا.
أما إن كنت مضطراً للبقاء، فما عليك إلا إحضار وعاء عقل كبير جداً مُحكم بالنضج.
احشد/ي فيه الكثير من التكيُّف وضبط النفس.
أضف/ي إليه كمَّاً كافياً من المرونة والقدرة على تفسير، وفهم، وتقبل احتياجات الآخر.
حرّك/ي المزيج – الخليط جيداً في وعاء رأسك.
ثم أضف مقداراً كبيراً من الوعي لأزماتهم الخاصة وعقدهم الكامنة في دواخلهم والتي قد تظهر بين الفينة والأخرى بمواقف مختلفة دون أي مقدمات.
عندها ستبدأ روائح خلطة التَّفَهُم هذه بالوصول إلى أنف الآخر وسيحبها. وهذا الأمر سيسمح بإنشاء مساحة آمنة للتواصل معه وفق شروطه وقدراته على الاستيعاب والتلقي لا على تفضيلاتك الخاصة.
ما سيُسهّل الوصول إلى قلبه وعقله بشكلٍ كبيرٍ جدا. وإلى حد ما ستبدأ هذه الروائح الجميلة المتغلغلة في عقله وقلبه بتغيير الأطُر المرجعية الموجودة في ذهنه عنك أي نظرته لك وأفكاره المسبقة عنك بشكل إيجابي وتدريجي.
والأمر سيتطلب بعض الجهد ويستهلك الكثير من طاقتك.
إلا أنك ستهنئ بمساحة سلام وإن بدت لحظيّة أو مؤقتة احياناً إلا انك بأشد الحاجة لها عندما تضعك الأقدار عُنوة بين هذه الفئة من الأشخاص.
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1