هاني سليمان الحلبي
(ناشر منصة حرمون باحث وكاتب لبناني)
أطلقت الدعوة لعقد قمتين في المملكة العربية السعودية، قمة عربية ليوم السبت. وقمة إسلامية ليوم الأحد. ثم تم دمج القمتين معاً لتنعقدا اليوم السبت 11 تشرين الثاني 2023.
في الدمج يستشف القارئ او السامع او المشاهد أن مروءة ما مفتقدة منذ قرون دبّت في العرب والمسلمين، فقراراتهم الحاسمة بالذود عن حياضهم وأوطانهم قد استعجلت القمة الإسلامية فقدّمتها يوماً لأن الكرامة لم تعد تحتمل تأجيلاً وقد ديست بكل عار ولُوّثت بكل نذالة.
لكننا نتوجّس شراً عندما نعلم تفاصيل كثيرة، منها:
- أن جامعة الدول العربية يلزمها فحص دم، لتثبت عروبتها وأنها حقاً مؤسسة عربية بحق، وتعمل لمصلحة الدول العربية وشعوبهاً؛ وإن طلب منها سيرة ذاتية عربية لعجزت أن تقدم فيها عملاً واحداً خدم العروبة والعرب والشعوب في الدول العربية، سوى أنها ضد كل عمل يستهدف العدو اليهودي في فلسطين ويهدّد مصالح الدول الجنبية الداعمة له، وأنّها اداة وانعكاس للدول العربية النافذة والكبرى فقط.
- أن باقة من كبريات الدول العربية والإسلامية ليست بصدد النظر باتفاقاتها المذلة مع العدو، بل هي مرتاحة جداً ان تكون أدوات في خدمته، فمصر تحرس معبر رفح، ولا تفتحه إلا عندما يأذن لها اليهودي وتقضي مصلحته!!
- أن الإمارات دعت في اجتماع للأمم المتحدة لدقيقة صمت حداداً على أرواح الإسرائيليين الغاصبين، وأرفقت معهم لسترة الوجه، الفلسطينيين والأجانب، وانها أوفدت طواقم طبية إلى مؤسسة نجمة داوود الحمراء لتقدّم العون لهم، وقيل إنها سيرت شحنات اغاثة إلى غزة. وفاهم الله عنا ما بذلوا!!
- أن الأردن الذي تذوّق مياه الصرف الإسرائيلية لقاء حصته من مياه اليرموك والمياه الجوفية لحضو البحر الميت، اعتاد عليها ولا يريد بديلاً عنها، وهو حريص على هذا العز الذي يرتع فيه. وليس هذا فقط، بل هدد أهل رأي فيه أنهم متشوقون لمنازلة الحشد الشعبي إذا عبر الحدود من العراق إلى القدس، لأن يزيداً لا يرضى سقوط الباطل في هذا الكون وأتباعه أحياء. وليس هذا فقط، بل الردارات الأردنية في خدمة أبناء عمومتهم اليهود لرصد الصواريخ اليمنية حتى لا يجفل عصفور في النقب وتضمن أن مفاعل ديمونا في أمان!!
- أن السعودية التي تستضيف القمتين، وغدتا قمة واحدة، تمنع حضور يمن صنعاء، غير المعترف به منها، ليحضر بدلاً منهم إمعات يمن الفنادق. فهم الوجه اليمني الأليف المدجن بالعروبة الصفراء. لأنه يشتبه في يمن صنعاء مسحة مجوسية في قيامه بالواجب ونهوضه لنصرة الحق. والواجب والحق هذان لا قبل لعرب هذا العصر بهما!!
- أن لا دولة قدمت فروض الطاعة للعدو وتجنّدت لنصرته على شعبها وعروبتها وإسلامها إلا وتتمسك بهذه الفروض وتحمي سفير العدو برموش عينيها ومستعدة لهدر دماء المواطنين لأجل عينيه. وتحية للأردن الذي تفرّد وحده ببطولة طرد السفير الاسرائيلي.. وكفاه الله شر بقائه!!
- أن أفواجاً من رجال الدين المسلمين ينددون ببدعة التظاهر لأجل فلسطين كما، يستنكرون التحية بجمعة مباركة. فلا بركة في الجمعة برأيهم ما دام السلف الصالح لم يسلكها. ففلسطين لا تستحق أن نرفع الصوت للأجلها، وبعضهم يقول إن فلسطين لم يرد لها ذكر في القرآن فلماذا ننصرها؟ بينما ورد ذكر إسرائيل مرات كثيرة ونصرتها على المسلمين أوجب وفرض عين!! ومن فوق منبر رسول الله في مسجدِ قِباء يصدحُ صوت إمام يُفتي بحُرمَة الخروج عن طاعة ولي الأمر والتظاهر أو الدعوة لنصرة غزة!!!؟؟
والكثير من التفاصيل التي يندى لها الجبين، ما يعني أن القمتين هما نعي لما تبقى من عرب ومسلمين، كانا فوق هذه البطحاء يدرجون ولما فقدوا قدرة التكيّف الطبيعية مع صروف زمانهم وظروف مكانهم انقرضوا ككل كائنات حية عجزت عن التكيّف الحيويّ..
قمة الرياض العبرية هي لمن تبقى من العرب والمسلمين..
هي الوثيقة التي كانت تنقص التاريخ ليهيل التراب عليهم معاً.
رحمة الله على المستحقين منهم.
السبت في 11/11/2023
لإعلاناتكم في منصة حرمون يرجى الاتصال واتس:
0096176920208
وللانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام:
راديو حرمون:
https://onlineradiobox.com/lb/haramoon/?cs=lb.haramoon&played=1