ميساء عبدالله أبوعاصي – السويداء
أقيم في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون في مدينة السويداء السبت في 28 تشرين الأول 2023، ندوة ثقافية تاريخية تتحدث عن الشهيد القائد فايز حديفة الذي استشهد فوق تراب فلسطين المحتلة.
اسماعيل الجباعي
قدّم الكلمة الترحيبية السيد اسماعيل الجباعي بقوله:
الوطن مخضب بدماء الشهداء الرحمه للشهداء الكلية الحربية وشهداء فلسطين، والنصر لأبناء غزة الابرار. نبدأ بالوقوف دقيقة صمت إكراماً واجلالا لأرواح الشهداء.
اهلا وسهلا بالحضور الكريم اهلا وسهلا في مركز سميح للتنمية والثقافة.
هذا المركز الذي يُعدّ لإقامة نشاطاتكم وفعالياتكم، من خلال تواجدكم في هذا المركز العلمي المعرفي الذي أصبح يزداد القاً وصفاء بوجودكم.
بوجودكم يكون الشموخ يكون الكبرياء، والصفاء في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، وأنقل أسمى التحيات المهندس سميح متعب الجباعي من حدائق ڤيينا الغناء إلى قلب محافظة السويداء الى مدينة البازلت الصخرة الأقوى.
اهلا وسهلا دائما نستحضر بمحاضرتنا نحن قامات الجهاد الوطني وهذا اليوم واستحضرنا شهداء القضية الفلسطينية واليوم معنا شهيد من شهداء الثورة الفلسطينية الشهيد القائد فايز حذيفة اهلا وسهلا بأحفاد الشهيد القائد واهلا وسهلا بالضيوف الكرام.
مفيد الجباعي
قدّم الجلسة مفيد الجباعي مرحباً بالحضور وكانت الوقفة تضامناً مع اهلنا بغزة، وقال :
أشرقي يا شمس غزة… بالمعالي والمعزة واملئي الكون حضوراً واكتبي نصراً وفوزا.
محاضرة اليوم عن بطل نذر نفسه في سبيل أرض فلسطين..
الشهيد من قرية الكفر المناضلة، قرية الكفر التي سطرت بماء من ذهب.
وأضاف: وين المعتصم الناصر للمظلومين.. وعبد الناصر والناصر صلاح الدين.. وين الأطرش وأسودك 6تشرين وين اللي بحرش الكفر يروي البلطات.
العوام
ثم قدمت الندوة السيدة ملاك العوام لمحة عن المجاهد الشهيد فايز حديفة ورحبت بالحضور.
وتحدثت عن سيرة المجاهد فايز حديفة متابعة: بطل مغوار يعشق ارض الوطن والاهل، وهو اسم يستحق الزغاريد والتصفيق. فايز حديفة تولد 1918 والدته من عائلة مرشد ماضي مجديد، بدأ بعد انتكاسة الثورة السورية الكبرى وعودة الاحتلال، حيث أقام الفرنسيين مقبرة جماعية لقتلاهم في الكفر.
وكل يوم احد كان يقوم الجنرال بصحبة زوجته وأركان حاميته إلى الكفر لزيارة المقبرة والترحم على شهدائهم وفي إحدى زيارات المقبرة وهم بالطريق.
وإذ بمشهد من الأطفال انقسموا إلى قسمين ومعهم أغصان الأشجار وعيدانها صنعو منها الأسلحة والخناجر والبنادق وكل منهم اختار سلاحاً له متأثرين بالوضع الراهن وروح الوطنية رغم صغر سنهم.
بحيث لفت المشهد نظر زوجة الجنرال التي لم تنجب اطفالاً ووجدت الطفل المؤمل لها، حيث تبنت فايز. عندما جاء به الجنرال وسأله عن أهله أجابه فايز بشجاعة وغضب. وسألهم من انتم؟ فزارت رغبة الجنرال بتبني هذا الطفل المقدام المتميّز، واخبر جيران وأقرباء فايز بأنه سوف يتبناه ليسافر إلى فرنسة ويتلقى العناية والتعليم. اعترض الأهل وكذلك بشدة فايز ابن الشهيد في هذه الأرض، وفكرة التبني آنذاك كانت نادرة وغير مقبولة. رفض أهل فايز، لكن الجنرال أمره نافذ لا محالة وحاول إقناع أهله أن في فرنسة هناك علاقات صداقة وود وعمل مع السوريين، ويكون فايز من أبناء جيل هذه العلاقات الودية والصداقة التي سوف تغير حياة السوريين للأفضل.
وسافر فاير مع الجنرال وزوجته إلى فرنسة عام 1927 محاطاً برعاية فائقة وأعلى درجات العناية الصحية والمعنوية بمكان راقٍ فيه خدم وحشم، تعلّم خلالها اللغة الفرنسية، ودرس في أهم المدارس وكان من المتفوقين والمتميزين فيها، حتى تخرج برتبة ضابط ملازم أول. عاد فايز إلى سورية وأخذ مكانه في جيش الشرق الفرنسي في حمص بالكلية العسكرية وكانت المدة 3 سنوات وسنتين من تعلم اللغه الفرنسية.
وذكر الجنرال في مذكراته الآتي:
اذا كنا استطعنا أن نتغلب على الدروز ونحكم ديارهم، فإننا لم نتمكن من اكتساب قلوبهم وامتلاكها. وفي مطلع الثلاثينيات تشكلت منظمة بلغ عدد أعضائها 500 شخص واول من انتسب إليها كان الشهيد البطل فايز حديفة. وفي 5/6/1945 عقد أعضاء المنظمة السرية العسكرية أول اجتماع في منزل الملازم أول سلمان الشعراني. حضر هذا الاجتماع الملازم فايز، حسن رسلان، وصالح العطار، حسين السنيح.
وبعد تخرج البطل حديفة من الكلية العسكرية في حمص تميز بحبه للمطالعة، حيث درس تاريخ فرنسة وثوراتها بطريق الصدفة وتعرّف إلى فتاة مسيحية كان أهلها من ابطال الثورة السورية، والتقت افكارهما وقررا الزواج متجاوزين الفوارق المذهبية وأنجب منها ابنته منى، وقرر العودة إلى الكفر وتعرف على الأهل بعد 12 عاماً. بعودته زاد الحنين والذكريات فأشعلت رغبته بأخذ ثأر والده في قلب فايز وانقلب إلى معرفي يأخذ بثأر والده وحق أهله. وعندما اتضحت نيته وتفكيره بدأوا بمحاولة إخضاعه فتم نفيه إلى تدمر وعزله الاجتماعي بسبب زواجه من مسيحية بكافة الطرق والأساليب. اتفق مع زوجته على الفراق حتى لا يشكل وضعه عليهن خطراً هي وابنتهما منى كما ذكر في مذكرات فايز حديفة.
كان يتواصل عن طريق الرسائل مع جاد الكريم حذيفة ليطمئن عن أحوال الجبل وبدء مرحلة النضال مع الوطنيين السوريين من أجل استقلال سورية، وما أن استقلت سورية حتى بدأ تفكيره ينصبّ نحو القدس، عندما دقت الساعة كان فايز أول المتطوعين لنصرتها مع الوطنيين الأحرار، حيث تخلى آنذاك عن كل المناصب والمراكز من اجل العزة والكرامة في 22 أيار عام 1945.
حضر من لبنان ممثل عصبة العمل القومي يرافقه فهمي المحايري من دمشق وعقد اجتماع ضمّ سعيد ابو الحسن، وفضل الله أبو منصور، فايز حذيفة، هاني قطينة في منزل فضل الله ابو منصور واتخذ القرار بالقيام بحركة انقلابية تبدأ من السويداء.
في 24 أيار بعد عقد 7 اجتماعات أوفد كل من حسن رسلان، فايز حديفة، هاني قطينة الى دمشق اتصلوا بوزير الداخلية والدفاع وتم اطلاعهما على القرار المتخذ وانقلاب 29 أيار.
توزعت المهام على الاعضاء، وبالتتالي وتعاون مع المجاهدين زيد الأطرش، عز الدين نسيب ابو عسلي وحسن الأطرش، هاني قطينة كل له مهمته.
مهمة فايز احتلال ثكنة القيادة التي سميت لاحقاً ثكنة فايز حديفة. كانت مهمتهم أسر عناصر الحراسة ورفع العلم السوري، وتأدية تحية العلم. وهنا لا بد من ذكر القسم الذي اقسمه المشاركون بالانقلاب.
“أقسم بالله العظيم وعروبة وشرف عائلتي وشرفي سأكون ذلك الجندي الذي يضحي بأغلى ما أملك فداء للمصلحة الوطنية وان لا ابوح بسر هذا العمل الذي قررنا القيام به إلا بعد تنفيذه. وأكون الساعة 6 صباحاً في القلعة رهن إشارة الأوامر المتفق عليها”.
هذا قسم المجموعة.
بعد القسم ورفع العلم والتحية في الخميس 31 ايار تقدم فريق وعلى رأسه فايز حذيفة رفع العلم السوري وشاشة بيضاء كتب عليها كلنا فداء للوطن. سمي هذا الانقلاب بالانقلاب الأبيض، بتصريح آنذاك أن القوات الفرنسية تسيطر على البلاد بكل المحافظات ما عدا محافظة جبل الدروز من كتاب (المجاهد منصور الأطرش).
ومن أراد المزيد فليعد الى الكتاب (فوزي القاوقجي صفحة 189).
…..
وكتب اسم فايز حديفة على المدفع واسم يوسف قرقوط على الرشاش. من (كتاب رجال ومواقف)
عمّت الأفراح وغنى له رفاقه أغاني معبرة عن فرح الانتصار وبعد إصابة فايز بخده الأيسر استشهد في ميدان الشرف ورفع علم بلاده وأخذ بالثأر وسطر مواقف ذكرها كل قبل عرفه وفي مذكرات زملائه زيد الأطرش، مذكرات يوسف قرقوط.
استشهد البطل المغوار وما زلنا نعيش فرح النصر واخبار شجاعة فايز الذي هرب الموت منه مراراً.
من رفض ترك أرض المعركة ليضمّد جرحه النازف وعبوره فوق جثث العدو ولم يمنعه أزيز الرصاص. وثلاثون عاما كانت كفيلة أن تخلد اسما رفع رأس العروبة في فلسطين.
خبر استشهاد فايز كان بركاناً صاعقاً واستقبله أهله والناس بالفرح والزغاريد والوجع والغصة والأهازيج، حيث كانت وصيته أن يدفن في مكان المعركة الشهيرة 1925 الى جانب النصب التذكاري الذي أقامه الفرنسيون.
ارقد بسلام ايها البطل الصنديد رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. ورثاه شعراء منهم الشاعر عيسة عصفور وأيضا رثاه الشاعر محمد الجغامي.
ختمت العوام بشعر لوالدها نواف العوام الذي رثى شهداء الجبل من بينهم فايز حديفة.
قال:
جبل الثوار جبلنا
بمعروف نحنا منتكنا….
عاداتنا نعذي الدخيل
عالدّوم للكرم حِنّا
رجال الفزعة منتباها
سلاحنا إخلاص وإيمان
وتبقى سوريا وطنا
منفديها بدم الشجعان
يوم ال تشعل رحاها
وبين عنادن لظاها
عالوعد موج الفرسان
واسألو فرنسا عنّا
أولها (الكفر) الثورة
علقت هونيك النخوات
اخوات (الخوثة) الحُرَّة
روحّنا الباغي شَتات
شَعَّلوها الشّياهين
الثورة السورية الكبرى
تاريخها ال خمس وعشرين
لَ تعود الأرض السمرى
طوعنا اكبر ميجر
طردنا الفرنسيين
جبلنا جدد نخوات
لتحريرك فلسطين
يا ما احلى ابطال الجولان
للعروبة منتسبين
لَ أمجاد بلادي العنوان
ب وقفاتن زَهَّر تشرين
قالو هاي هيي بلادي
دم وروح وهويّي
ارض اجدادي واولادي
هيّي والروح سويّي
من عنا أكبر دليل
بالثماني واربعين
فايز حديفه القنديل
شهيد وربعو صلفين
سجل يا تاريخ سجل
عنا نخبة طيارين
باعوا ارواحهن رخيصة
من اجلك يا فلسطين
أهلي واهلِك سويّي
من سوريّا لَ (جينين)
قدّم نفسو ضحية
ابراهيم ابن ز ين الدين
حنا حماتك حنا
والموت بشرعي سُنَّه
كرمالك لو شَبّت نار
نارك يا وطن جنه
جبل الثوار جبلنا
بمعروف نحنا منتكنا
وختاماً تم تقديم لوحة تذكارية من قبل مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون.
وأغنى الندوة بالحوار البناء والإضافات القيمة من نخبة من المثقفين والإعلاميين والمهتمين.
للانضمام:
مجموعة حرمون للتعليم والإعلام والتدريب:
https://chat.whatsapp.com/HQi7bkJTOGGLYmdqUsKYOB
مجموعة منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية:
https://chat.whatsapp.com/HFNrMOLD5TKDxmZTTjYZi3
مجموعة حرمون بالتلغرام: